دولة الرئيس.. (ذاب الثلج) ?!

اخبار البلد_اجهزة الدولة المختلفة اعلنت في وقت مسبق جاهزيتها القصوى للتعامل مع الظروف الجوية السائدة .. ورغم تلك الجاهزية القصوى الا ان الدولة وموظفيها كانوا اول من جلس في بيوتهم مع اول "رشة" ثلج ?!

لا توجد وزارة, ولا دائرة, ولا جمعية تعاونية الا وانشئت فيها (غرفة عمليات).. وبحسبة بسيطة نجد ان عدد (غرف العمليات) التي انشأت للتعامل مع المنخفض القطبي قد فاق عددها (غرف العمليات) التي انشأت ابان الحرب العالمية الثانية.. وهذا بالطبع ان دل على شيء فانما يدل على مدى حرص الحكومة على حياة المواطنين.. ولعلنا نسأل هنا من باب (المحبة) ما دام لديكم كل هذا الحرص لماذا لم تنشئوا ولو (غرفة قعدة) للتعامل مع (الفاسدين) فهم ايضا كانوا سببا في تعطيل حياتنا لا بل (تنغيصها) ايضا !

خطاب الدولة الاردنية في الثلاثة ايام الماضية انحصر بثلاثة اشخاص هم عطوفة المهندس عبدالحليم ابو هزيم الذي قدم وصفا دقيقا للموجات الباردة التي تعبر المملكة.. اما العقيد فريد الشرع فاكد على جاهزية الدفاع المدني للتعامل مع جميع الحالات الطارئة وان لديهم كشوفات باسماء المرضى وعناوينهم مثل حالات غسيل (الكلى) التي يتطلب نقلها الى المستشفيات.. وهنا نجد ان الدفاع المدني يملك كشفا دقيقا بحالات غسيل (الكلى) بينما حكومة بجميع اجهزتها الرقابية لا تملك قصاصة ورق بحالات غسيل (الاموال) فألف تحية لنشامى الدفاع المدني..

اما المقدم محمد الخطيب فلا احد يستطيع المزاودة على جهوده في تقديم النصح والارشاد وحالات الطرق في المملكة.. ولكن نسجل عتبنا على محمد (بيك) بانه لا يبين لنا حالة الطرق الا في (الثلج).. بينما هناك ايضا طرق تغلق من المسيرات ولا يأتي على ذكرها في الايام العادية!

يسجل لوزير التربية انه فوض صلاحيات (التعطيل) لمدراء التربية وفي اليوم التالي يتراجع ويعلن عن تعطيل جميع المدارس في المملكة.. وتلك خطوة من وجهة نظرنا هي رائدة في العمل التربوي.. بان نجعل الطالب الذي يعيش في (غور الصافي) يشعر بالسعادة مثله مثل الطالب الذي يعيش في راس (منيف).. فمعاليه يرى ان طالب (الغور) لا يجوز حرمانه من (الثلج) وايضا من (العطلة) فوزارة التربية تقف على مسافة واحدة من جميع ابنائها الطلبة !

اما معالي وزير الاشغال فأبى الا ان يمتطي (4 * 4) ويذهب الى عجلون.. واراد طبعا من ذلك ان يبعث رسالة لأبناء الشعب الاردني ان الحكومة هي في الميدان وان زيارته هي اكبر دليل على ان الحياة تسير بشكل طبيعي.. ولا يعلم معالي وزير الاشغال ان الشعب يرى ان تلك الزيارة لم تكن لتستكمل لولا (جرافات) الاشغال التي رافقت معاليه من عمان الى عجلون.. وان (معاليه) بزيارته الميمونة تلك لم يأت من ورائها سوى تعطيل العاملين عن القيام بواجبهم .. بعد ان شوهدوا يتجمعون لاستقبال معاليه كما هو مثبت في تقرير التلفزيون الاردني !

الحكومة تفوض التعطيل للوزراء ومدراء الدوائر.. ومع ان أيا منهم لم يفتح (ثمه) بكلمة واحدة عن (العطلة).. الا ان جميع الموظفين لم يذهبوا الى اعمالهم كون العلاقة بين الموظف والمسؤول في مثل هذه الظروف غير العادية عادة ما تؤخذ على مبدأ " مش بينا " !

دولة الرئيس : يقال : "بكره بذوب الثلج ووببان اللي تحتيه".. فذاب (الثلج) ذاب يا دولة الرئيس وذابت معه ايضا قلوبنا..