مستشفى الرشيد طريق التميز


طريق التميز دوماً محفوف بالمشقة والبذل والكفاح، فالتحديات تحيطه من كل جانب، لكنه أيضاً طريق يستحق العناء، فإنَّ خاتمة الرحلة ستكون بهيجة وتسر الخاطر وترضي الفؤاد. وربما حدثتك نفسك بالركون إلى الاسترخاء في لحظة ما، لكنك ما أن تفكر بالحصاد الجميل الذي ينتظرك في نهاية الطريق سرعان ما ستنهض واثباً، وتعد العدة للانطلاق في هذا الطريق الحافل بالمنجزات.
إنَّ درب التميز يصبح يسيراً على سالكه حينما تتوافر الإرادة الحقيقية، والرؤية الواضحة، والتخطيط السليم، وتتعاظم ثماره إنْ توافر الدعم وتوافرت الرؤيا الثاقبة والموارد المناسبة. ويكون الجنى الداني بعد ذلك مكافأة للبذل والعمل المُضني والبصيرة النافذة.
كم هي جميلة عبارة: "لقد نجحتم"، بعد التعب والجهد والتفاني في العمل والتصميم على تحقيق الأهداف والأحلام.
"مبارك"، بل "ألف مبارك" نقولها بعد أن أطلَّ علينا مستشفى الرشيد بحلته الجديدة، صرحاً طبياً شامخاً وشاملاً "رعاية طبية متكاملة" ، ومزوداً بأحدث المعدات والأجهزة ضمن أعلى المواصفات العالمية. وهو إنجاز متقدم في الحقل الطبي؛ إذ استطاعت الإدارة الحالية للمستشفى أن تجمع بين تحقيق التوازن وتوفير الخدمات والاحتياجات في جانب العلاج النفسي والإدمان على مدى السنوات الماضية، عبر الالتزام بمعايير متقدمة جداً للكفاءة والإتقان، والحفاظ على قواعد ثابتة ومتميزة تضع المريض ومصلحته أولاً في سلسلة الأولويات، وفي النواحي كلها
وفي رأس هذه القواعد الحفاظ على خصوصية المرضى، والالتزام بتقديم خدمة نوعية لهم، منذ اليوم الأول لولوجهم إلى المستشفى، وحتى يوم خروجهم وتعافيهم وعودتهم إلى أسرهم سالمين، امتداداً إلى برامج الرعاية اللاحقة التي توفرها المستشفى لمرضاها بصورة تدعو إلى الإعجاب والتقدير، حتى أصبح هذا الصرح اسماً لامعا ينير في سماء الطب المتخصص عربيا ودولياً.
اليوم يتعزز الإنجاز ويزدهر، بإصرار هذه الإدارة الرشيدة وخبرتها ومهنيتها العالية، وكوادرها المؤهلة علميا وعمليا من ذوي الكفايات المتقدمة والواسعة في كافة الحقول الطبية والإدارية والمهن الطبية المساندة، وذلك بعد إتمام المهمات السابقة التي تمثل أهم جزء في تاريخ هذا الصرح الوطني، والبدء بمرحلة جديدة ومختلفة بعد استحداث التوسعة الجديدة ليغدو مستشفىً عاماً شاملاً يضم أبرز الاختصاصات الطبية؛ ومنها: الجراحة العامة، وأمراض وجراحة الدماغ والأعصاب، وأمراض وجراحة القلب، وأمراض وزراعة الكلى، إضافة إلى تخصص النسائية والتوليد، وجراحة العظام، وعلاج السمنة الجراحي، وقسطرة القلب، وطب الأطفال، والأنف والأذن والحنجرة،وجراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الكبد، والجلدية والتجميل الطبي، ووحدة متخصصة بغسيل الكلى، وقسم طوارىء مزود بأحدث التجهيزات يعمل على مدار الساعة، فضلاً عن اختصاص الطب النفسي وعلاج الإدمان، وفق أعلى معايير الجودة العالمية.
يؤكد القائمون على المستشفى دائماً سعيهم نحو التميز، عبر تحديث الخطط، والدمج بين ديمومة التطوير والتحديث والارتقاء المستمر بالخدمات المقدمة للمرضى وقاصدي المستشفى، ضمن معايير عالية المستوى؛ حيث جاءت التوسعة ضمن خطة منهجية وتحديثية خدمة للمجتمع الأردني، وضيوف المملكة الأردنية الهاشمية، وبمستوى يليق بما وصل إليه هذا الوطن الحبيب من منجزات وفي جميع النواحي؛
إذ بذلَتْ الإدارة جهوداً استثنائية لاستكمال ما خططَتْ له حتى تحقق المراد وبما يفوق التوقعات، فاستحدثت أقسام جديدة مجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة، وفقا لأسس مدروسة ومتقدمة حرصا منها على المحافظة على الأفضلية والريادة.
ولا يقل أهمية عن كل ما تقدم الإشارة إلى الدور الرائد الذي يقوم به المستشفى في مجالات: التدريب، والبحث العلمي، والتعليم الطبي المستمر؛ وذلك بتوفير فرص تدريبية للطلبة من الجامعات والكليات الطبية والصحية، بهدف تعزيز المعرفة والمهارات العملية لديهم، ومساعدتهم في اكتساب الخبرة الكافية في مجالات تخصصهم في مختلف مناحي الحقل الطبي.
ولا يقل عنه أهمية الجانب الوقائي والإعلامي الذي يضطلع به المستشفى، بتقديم برامج ومبادرات متخصصةحول الصحة النفسية والجسدية، وتوضيح أهمية العلاج، عبر برامج التثقيف والتوعية وتعزيز المعرفة بين كافة فئات المجتمع وشرائحه، إضافة إلى شراكته المهمة مع المؤسسات ذات العلاقة، وخاصة التعليمية والصحية والشبابية، وتغطية البرامج الإعلامية التفاعلية.
إنَّ المستشفى يقدم جهداً نوعيا في توفير بيئة صحية مناسبة وداعمة للمرضى تتوافق مع سمعة الأردن الدولية في هذا المجال، علاوة على برامج التعاون الدولي من خلال المشاركة في المؤتمرات والمعارض والمحافل العالمية، واستضافة بعضها، ومواكبة الجديد دائما في هذا المجال.
عندما ينظر أصحاب الإنجاز وكل من ساهم في هذا التميز، إلى كل جزئية من تفاصيل هذا البناء المكين، فإنهم لا ريب يشعرون بالفخر والاعتزاز بما تحقق، وبأن هذا الحلم الجميل الذي راودهم طويلا أصبح واقعا ساطعا يراه الجميع رأي العين، ويتذكرون كلّ لحظة واجَهَتْهُم فيها الصعوبات، وكيف تفوقوا على ذواتهم وهم يتغلبون عليها. إنَّك لن ترى جمال الربيع إلا عندما تكتمل ألوان أزاهيره الزاهية، وترى خيراته تخرج من كل فج، وتزدان مناظره البهيجة حيث نظرْتَ، حينها ستقف موقف البنَّاء الذي اكتمل معه البناء، وستحدق في روعة وجمال العطاء.
ما أجمل أن ترزق نعمة الاستمتاع بما أنجزْتَ، وسيبدو ما قدمت انت الأوفياء الذين ساندوك في تحقيق هذا المنجز أمرا جميلا على الرغم من كلّ التعب.
حين ترود طريقا مُعَبَّداً تذكَّرْ كل لحظة من لحظات بناءك لهذا الطريق ، فتشكر الله أن جعلك تيسرُ للجميع السير عليه بيسر وسهولة.
بوركتْ سواعد القائمين والعاملين، وطاب الجهد الجميل، وما اروع المنجز حين يكون بحجم حبنا لما انجزنا، وبأسمه ولأجله، إنه يتَّسعُ حينئذ ليكون بحجم محبتنا له التي تمتد بلا حدود.. 

بقلم رئيس قسم الاعلام انس الطنطاوي.