إسرائيل تصعّد وطيرانها الحربي ينفّذ غارات مدمّرة والمقاومة اللبنانية ترد بصواريخ بركان ومسيّرات انقضاضية

صعّدت اسرائيل من عدوانها على القرى والبلدات الحدودية وأظهرت طلعاتها الجوية فوق معظم الاراضي اللبنانية يوم الاحد أنها بصدد إيصال رسالة ميدانية تترجم تهديداتها للبنان. وقد جاء هذا التصعيد الاسرائيلي متزامناً مع تحرك الوفد الامني الفرنسي في العاصمة اللبنانية لدفع الاطراف إلى تنفيذ القرار 1701 تجنباً لأي مخاطر، كما جاء بعد فشل مجلس الامن الدولي في إقرار وقف اطلاق النار في غزة في وقت أعلن وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان أنه "ما دامت أمريكا تدعم جرائم النظام الصهيوني فهناك احتمال بخروج الوضع عن السيطرة في المنطقة”.

وفي هذا الاطار، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي أن سلاح الجو أنهى موجة واسعة من الهجمات على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان، بالتزامن مع تحليق طيرانه الحربي في أجواء بيروت وجبل لبنان والشمال والبقاع. وتعرضت قرى حدودية لقصف مدفعي في القطاع الغربي، واستُهدف منزل في ​كفركلا​ بقذيفتَين إسرائيليتين، وتعرّضت تلة حمامص في سردا ومنطقة ​الشقيف​ خراج بلدة ​كفرشوبا​ للقصف اضافة إلى أطراف بلدتَي حلتا و​الخيام​.

وطالت الغارات الإسرائيلية بلدتي يارون وعين إبل، وسُمع صدى هذه الغارات في عدة مناطق جنوبية وصولاً إلى النبطية وصور، وشنّ ​الطيران 6 غارات على حرش ​يارون​ وكونين، كما شنّ بعد الظهر غارة على احد المنازل في بلدة عيترون وتوجهت طواقم الاسعاف إلى المكان، وتسببت الغارة بدمار كبير في عدد من بيوت البلدة ووقوع اصابتين. كما تعرضت أطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي، واطلقت مسيّرة صاروخاً استهدف جوار مسجد بلدة مروحين وصاروخاً آخر على وطى الخيام. وسقطت بقايا صاروخ اعتراضي قرب مقر "اليونيفيل” في الناقورة. وأعلن المتحدث الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي "أن برج مراقبة داخل موقع لليونيفيل بالقرب من منطقة إبل القمح في جنوب لبنان تعرّض لقصف يوم السبت أدى إلى أضرار في هيكل البرج، ولحسن الحظ، لم يُصب أحد”، لافتاً الى أن "مصدر إطلاق النار قيد التحقيق”. وشدد على أن "أي استهداف لمواقع اليونيفيل وأي استخدام للمنطقة المجاورة لمواقعنا لشنّ هجمات عبر الخط الأزرق هو أمر غير مقبول، حيث تشكل الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة انتهاكات للقانون الدولي”.

وأفاد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن "الجيش الإسرائيلي شن سلسلة غارات على أهداف لحزب الله داخل لبنان، حيث استهدف خلية في منطقة زراعيت كانت تحاول إطلاق صواريخ مضادة للدروع نحو الأراضي الاسرائيلية”. وذكر أن "طائرات حربية شنّت سلسلة غارات واسعة داخل لبنان طالت أهدافاً لحزب الله ومن بينها بنى تحتية ومنصات إطلاق صواريخ ومجمعات عسكرية تابعة له”. كذلك أفاد بأنه "متابعة للإنذارات في الجليل الغربي تم اعتراض مسيرتيْن اخترقتا المجال الجوي الاسرائيلي من داخل لبنان مما أدى إلى إصابة جنديين بجروح طفيفة نتيجة الشظايا”، مضيفاً أن "الجيش الإسرائيلي يواصل ضرب أهداف لحزب الله داخل لبنان”.

وكان حزب الله استخدم الاحد في هجماته مسيّرات انقضاضية وصواريخ بركان التي تحمل رؤوساً متفجرة بين 300 و500 طن واستهدف بها موقع الضهيرة، وأعلن في بيان أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‌‏والشريفة، شنّ مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية عند الساعة 10:00 من صباح ‏يوم الأحد هجومًا جويًا بطائرات ‏مسيّرة انقضاضية على مقر قيادة مستحدث لجيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع الغربي جنوب ‏ثكنة يعرا وقد أصابت أهدافها بدقة وأوقعت عددًا من الإصابات في صفوف جنوده”، كما أعلن الحزب استهداف موقع ‏جل ‏العلام بالأسلحة المناسبة، وقصف موقعي زبدين ورويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا بصواريخ بركان.

وأفيد بعد الظهر عن إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى، وعن استهداف دشمة في موقع ‏العباد يتحصّن فيها جنود العدو الإسرائيلي حيث وقعت فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح اضافة إلى استهداف ‏تجمع للجنود في قلعة هونين وموقع بركة ‏ريشا بصواريخ بركان.

في هذه الاثناء، اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله "أن المنطقة الحدودية تدفع اليوم ضريبة الدم عن كل لبنان وتقف في الخط الأمامي لحماية البلد ومساندة الشعب المظلوم في غزة، وهي تاريخياً كانت في الموقع المتقدم لمواجهة أطماع العدو”، ولفت فضل الله خلال تفقده مكان الغارة الاسرائيلية في بلدة عيتا الشعب ولقائه الأهالي ومشاركته في تشييع الشهيد حسن سرور إلى "أن كل التهديدات الاسرائيلية لن تؤثر على إرادة شعبنا المقاوم، ولن تغيّر حرفًا واحدًا من برنامج عمل المقاومة في تأدية واجبها وتكليفها،والعدو العاجز عن تحقيق أي هدف رئيسي من عدوانه على غزة هو أعجز من أن يحقق ما يحلم به على الجبهة اللبنانية، وهو يكثر من الكلام في العلن ويبحث عمن يخفف من وطأة تأثير الجبهة في لبنان على خياراته في غزة وعلى مستقبل الصراع على الحدود، ولكن كل ذلك لن يجدي نفعاً، ففي لبنان أسقطنا طروحاته القديمة في حرب تموز/يوليو ولم يتمكن من فرض مخططه على منطقة الجنوب وخصوصاً جنوب الليطاني التي كان يسعى لجعلها منطقة محروقة، واليوم لا مجال له في لبنان لتحقيق أي من أهدافه، لدينا مقاومة قوية وشعب ثابت وصامد وقيادة شجاعة وحكيمة وقدرة على منع العدو ومن يدعمه من تنفيذ مخططاته مباشرة أو بالواسطة، والحل الوحيد أمامه اليوم هو وقف عدوانه على غزة، وإدراك حجم الفشل الذي أصيب به، وتخبط قيادته، ولن تعوضه عنه كل المجازر والتدمير والوحشية”.

واضاف "نستشهد على الخطوط الأمامية على أرضنا، ونذيق العدو بأس مقاومتنا ونوجعه في مواقعه، ويلحق به المقاومون خسائر مادية ومعنوية، ولن تنفعه تهديداته ولا اعتداءاته ومنها ما تتعرض له هذه البلدة في ثني المقاومة عنممارسة حقها المشروع في الدفاع عن بلدها والانتصار لغزة”. وختم "بينما المقاومة تخوض حرباً قاسية يحاول العدو التسللبتسريب أحلام بعض الواهمين حول خطوات في المستقبل تتعلق بالوضع في الجنوب ويطلق قادتهتهديدات، وهذا كله سيبقى في دائرة الوهمالذي يغرق بهالعدو ومن هو صدى لتمنياته”.

بدوره، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش "أن العدو الإسرائيلي ليس في موقع من يفرض إرادته على لبنان”. وقال خلال الاحتفال التكريمي "للشهيد على طريق القدس” علي حسن الأتات في الضاحية الجنوبية: "تهديد نتنياهو ووزير حربه للبنان هو تهديد فارغ لا قيمة له، فالعدو يعرف تماماً أننا لا نعبأ بالتهديد والتهويل، فنحن أهل الميدان والمقاومة، وكل التجارب الماضية من 1993 إلى 1996 إلى 2006 تشهد أننا لا نخاف تهديداتهم وأننا في كل مرة كان يتم الاعتداء علينا كنا نصنع الانتصار لبلدنا وأمتنا، واليوم إذا فكّر العدو مجدداً بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصاراً جديداً لوطننا وأمتنا بإذن الله”.

وأكد "أن المقاومة ستواصل استنزافها للعدو، ولن تتوقف ما لم يتوقف العدوان على غزة ولبنان. والاعتداءات التي يقوم بها العدو بالغارات والمسيرات والقصف على القرى والبلدات ليست بلا رد، فرد المقاومة قوي ومحكم ودقيق ومؤلم، ولم تبق المقاومة للعدو مكاناً أو موقعاً عسكرياً آمناً على امتداد الحدود اللبنانية الفلسطينية، وهي تحقق إنجازات، وتجبر العدو على دفع أثمان كبيرة، ولن تسمح بتغيير المعادلات أو المس بالسيادة اللبنانية أو بتحقيق أي مكسب لإسرائيل على حساب المقاومة أو على حساب السيادة الوطنية”.