«فيتو» أميركي: «واصِلّوا».. الوحشِيّة وإبادة الفلسطينيّين!

هل ثمّة شك لدى أي عاقل أو كل من يمتلك إحساساً بالرابط الإنساني والعدالة ومحاربة العنصرية والهيمنة، أن الولايات المتحدة الأميركية (كما المملكة المتحدة أو ما كانت تُعرف بـ بـ«بريطانيا العظمى» التي امتنعت عن التصويت)، بأن واشنطن شريكة للعدو الصهيوني، في حرب الإبادة الجماعية, التي يشنها على عموم الشعب الفلسطيني في غزّة, والتي تجلّت من بين امور أخرى بالفيتو الأميركي, على مشروع قرار أيّدته «13 دولة", قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزّة لدواع انسانية «, كما نصَّ مشروع القرار, الذي أكّد أيضاً على ضرور? الإفراج الفوري وغير المشروط, عن جميع المُحتجزين وضمان وصول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزّة


صياغة كهذه وما انطوت عليه من محاولة لإرضاء واشنطن، لم ترُق للبيت الأبيض, حيث برّر نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن رفضه, بالقول المتهافت: أن بلاده استخدمت الفيتو ضد المشروع, لأنه لا يُدين حركة حماس و"لا يُؤكد حق اسرائيل في الدفاع عن النفس»


إذ بعد شهرين من حرب الإبادة وتدمير البنى التحتية وكل أسباب الحياة, وإزهاق أرواح عشرات الآلاف من النساء والأطفال, وقصف وتدمير وإخراج المشافي عن الخدمة, فضلاً عن آلاف المفقودين والمُشردين والعائلات التي باتت لا مأوى ولا غذاء, يثرثر مندوب واشنطن بهذا الهراء, الذي يراد من ورائه استدراج العالم لـ«منح صك براءة» للمجرمين الفاشيين مكافأة على حرب الإبادة التي يقارفونها، بلا كوابح أو التزام بأدنى قوانين الحرب


الولايات المتحدة كما بريطانيا وغالبية دول الاتحاد الأوروبي, شريكة في العدوان ومتواطئة, حيث لم تتوقف تصريحات المسؤولين فيها عن دعم إرتكابات آلة القتل الصهيوأميركية, بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقطاع. بل إن إدارة بايدن وعشية إحباطها مشروع القرار الداعي لوقف إطلاق النار، طلبتْ من الكونغرس الموافقة على بيع 45 ألف قذيفة لدبابات «ميركافا» الصهيونية, لإستخدامها (ضد حماس) في قطاع غزّة. (إنتبهوا هنا الى التضليل والتزوير والخبث بالقول لاستخدامها «ضد حماس»), فيما هي لا تستهدف سوى المدنِيّين ودور العبادة ال?سلامية والمسيحية, والآثار القديمة التي لا تعكس وتؤكد أصالة الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية فقط, بل خصوصاً أنها تنفي على نحو قاطع اي صلة لليهود في أرض فلسطين وتاريخها وحضارتها)


45 ألف قذيفة مدفعية لدبابات ميركافا الصهيونية، خلافاً للجسر الجوي/العسكري, الذي انطلق من القواعد الأميركية في أوروبا, كما من الداخل الأميركي, منذ منحت إدارة بايدن الضوء الأخضر لحكومة الفاشيين لإجتياح قطاع غزّة, حيث حطّتْ الخميس الماضي الطائرة رقم «200» من قافلة المساعدات العسكرية الأميركية للإرهابيين الصهاينة


زد على ذلك تواصل إطلاق وزراء بايدن تصريحاتهم الداعمة لحرب الإبادة الصهيونية, إذ أعلن الجنرال لويد اوستن/وزير الدفاع: ان «دعم واشنطن لإسرائيل ليس خاضعاً للتفاوض, ولن يكون كذلك أبداً ». فيما قال متحدث مجلس الأمن القومي/ جون كيربي: ان بلاده «لا تضع خطوطاً حمراء لإسرائيل خلال حربها على غزة», مضيفا في صفاقة وغطرسة: ان الولايات المتحدة «سنفعل نفس الشيء الذي تفعله اسرائيل، إذا تعرّضت لهجوم مثلما حدث لإسرائيل في 7 اكتوبر»، مؤكّداً ان لإسرائيل «الحق في الدفاع عن نفسها في أعقاب الهجوم المميت الذي شنّته حماس».؟


ليس هناك ما يمكن اضافته, على حقيقة ان واشنطن هي من يُحرّك ويَدعم ويُشرعِن حرب الفاشية الصهيونية على الشعب الفلسطيني, خاصّة ان الفيتو الأميركي الأخير جاء مثابة صفعة مدوّية لميثاق الأمم المتحدة, وكل ما حفل به هذا الميثاق من مبادئ حول السِلم والأمن الدوليّين, خاصة عندما «فعّلَ» أمين عام المنظمة الدولية/غوتيرش المادة «99", التي تُخوّل المسؤول الدولي الأعلى رُتبة, مخاطبة مجلس الأمن, بقصد » لفت انتباهِه الى اي مسألة, قد تُهدّد السِلم والأمن الدوليّين, » فقامت إدارة بايدن بـ«مدِّ لسانها وأصبع يدها الأوسط» في وجه ?ل العالم... إرضاء للحركة الصهيونية العنصرية وربيبتها الفاشية في تل أبيب


** استدراك:


استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لأول مرة في العام 1972. ومنذ ذلك الحين وصل عدد «فيتوات» واشنطن «83» مرة, كان آخرها فيتو «أول أمس بالتوقيت الأميركي». ووصل عدد الفيتوات التي صبّت لصالح «إسرائيل» (47) فيتو. منها «ثلاثة» منذ عملية «طوفان الأقصى» (3). الأول يوم 18/ 10/ 23, والثاني 25/ 10/ 23، والثالث أول أمس