ما مصير الشبان الفلسطينيين الذين اجبرهم الاحتلال على خلع ملابسهم؟
بالتزامن مع اشتداد المعارك حول خان يونس شمالي قطاع غزّة، أظهرت صور ومقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي اقتياد قوات الاحتلال لعدد كبير من الرجال، وهم شبه عراة ومعصوبو العينين، في حافلة عسكرية إلى مكان غير معروف.
وقال شهود عيان إن قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت ، الخميس ، "مئات" الرجال النازحين في مدرسة لإيواء النازحين في مدينة بيت لاهيا، وذلك بعد تجريدهم من ملابسهم وفصلهم عن النساء والأطفال.
وأعلنت هيئة البثّ العبرية أنّ قوات الجيش اعتقلت "عشرات الرجال في قطاع غزة خلال تقدمها للسيطرة على الجزء الشمالي للقطاع، بعضهم سلم نفسه طوعًا، وذلك للتحقق مما إذا كان بعضهم من إرهابيي حركة حماس أو ناشطين فيها".
وعلّق المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، في تصريح لبي بي سي ، الجمعة ، قائلاً إن جميع الرجال المعتقلين هم في سنّ التجنيد العسكري و "قد عثر عليهم في مناطق كان من المفترض أن يخليها المدنيون منذ أسابيع".
وأضاف ليفي أنه سيتم استجوابهم "لمعرفة من كان بالفعل إرهابيا من حماس، ومن لم يكن كذلك".
وأفاد أنّ الرجال المحتجزين عُثر عليهم في مناطق اشتبكت فيها القوات الإسرائيلية في "قتال قريب" مع حماس. وكانوا "يتنكرون عمداً في هيئة مدنيين" ويعملون من داخل مباني مدنية، بحسب قوله.
ولم يعلّق جيش الاحتلال بشكل مباشر على الصور، لكن المتحدث باسمه دانييل هاغاري قال يوم الخميس إنّ "مقاتلي الجيش الإسرائيلي وضباط الشاباك اعتقلوا واستجوبوا مئات من المشتبه بهم في أعمال إرهاب".
وأضاف: "سلّم العديد منهم أنفسهم لقواتنا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وتستخدم المعلومات الاستخبارية التي تمّ الحصول عليها من استجوابهم في مواصلة القتال".
وأصدر عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزّت الرشق بياناً اليوم الجمعة، حمّل فيه الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن حياة وسلامة المعتقلين في بيت لاهيا في قطاع غزة أمس.
ووصف عزّت الرشق في تصريحه اعتقال الجيش الإسرائيلي "لمجموعة من المواطنين المدنيين النازحين في إحدى مدارس قطاع غزّة وتجريدهم من ملابسهم بصورة مهينة" بأنه "جريمة صهيونية مفضوحة للانتقام من أبناء شعبنا المدنيين العزّل، نتيجة الضربات التي تلقاها جنوده وضباطه على أيدي رجال المقاومة الفلسطينية".
ودعا الرشق في بيانه كل المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل الفوري "لفضح هذه الجريمة النكراء بحقّ مدنيين أبرياء عزّل نازحين في مدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء بسبب العدوان والمجازر"، وإلى الضغط بكل الوسائل للإفراج عنهم.