زيادة حوادث الكراهية ضد المسلمين بأميركا بنسبة 172% خلال الشهرين الماضيين

أصدر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، اليوم بيانات جديدة حول الحقوق المدنية، تظهر أنه تلقى عددا "مذهلا" بلغ 2171 شكوى. على مدار 57 يوما مضت وسط موجة مستمرة من الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين.

 

في الأسابيع الثمانية التي تغطي الفترة من السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى الثاني من ديسمبر/كانون الأول، تلقى المقر الوطني وفروع كير ما مجموعه 2171 طلبا للمساعدة وتقارير عن التحيز، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 172% مقارنة بفترة شهرين مماثلة من العام السابق.

 

وقال كوري سايلور، مدير الأبحاث في مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية "من المذهل أن نرى هذا المعدل المتزايد في حوادث الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين في أقل من شهرين".

 

وتابع "لقد أمضى عدد كبير جدا من الأشخاص والمؤسسات الشهرين الماضيين في استخدام كراهية الإسلام والتحيز ضد العرب كسلاح لتبرير العنف المستمر ضد الفلسطينيين في غزة، وإسكات مؤيدي حقوق الإنسان الفلسطينية هنا في أميركا".

 

وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي الوطني لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، "من بيرلينغتون إلى شيكاغو إلى العاصمة وأماكن أخرى، يعاني الأميركيون الأبرياء من عواقب هذه الموجة من التعصب".

 

وأضاف: "إلى أن يتوقف العنف في غزة (…) فإننا نخشى أن تستمر كل من الإسلاموفوبيا والعنصرية المعادية للفلسطينيين في الخروج عن نطاق السيطرة".

 

وبحسب بيانات (كير) فإن انتهاكات حق الفرد في حرية التعبير تمثل نسبة 33.94% من البلاغات، بمعدل زيادة يصل إلى 63% في الأسابيع الأربعة الماضية، مقارنة بالأسابيع الأربعة الأولى من العدوان على غزة.

 

وتلا ذلك حالات التوظيف بنسبة 22.38%، وجرائم وخطاب الكراهية بنسبة 16.97%، والتنمر في المؤسسات التعليمية بنسبة 14.08%.

 

 

كما أفاد مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية أنه في الأسابيع الأربعة بين السابع من أكتوبر/ تشرين الأول إلى الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، تلقى المقر الوطني وفروع كير ما مجموعه 1283 بلاغا وطلبا للمساعدة وتقارير عن التحيز، وهو ما يمثل في ذلك الوقت زيادة بنسبة 216% عن العام السابق.

 

سلسلة من حوادث الكراهية

شهدت الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين والعرب والداعمين للقضية الفلسطينية على وجه الخصوص.

 

ومن أبرز تلك الحوادث وأولها منذ طوفان الأقصى، قتل الطفل وديع الفيومي (6 سنوات)، الذي طعنه مالك عقار تسكن فيه عائلته حتى الموت في جريمة كراهية مشتبه بها.

كما أطلق مسلح النار على 3 شبان وطلبة فلسطينيين في مدينة بيرلنغتون، اثنان منهم يحملان الجنسية الأميركية والثالث مقيم بصورة قانونية في الولايات المتحدة، وأكدت الشرطة أن اثنين من الطلاب كانا يضعان الكوفية الفلسطينية التقليدية، وجميعهم في عمر 20 عاما.

 

وقد أصيب شابان بإصابات متفاوتة، بينما تعرض الثالث لإصابات أكثر خطورة، في حين فر الجاني هربا سيرا على الأقدام، حتى تم إلقاء القبض عليها والتحقيق معه على أساس الاشتباه بأنها جريمة كراهية.

 

بينما ألقت شرطة نيويورك القبض على ستيوارت سيلدوويتز، الذي عمل مستشارا للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، على خلفية ظهوره في مقاطع مصورة يضايق شابا مصريا ويصفه بـ "الإرهابي"، قائلا، إن قتل 4 آلاف طفل فلسطيني في غزة "ليس كافيا".

 

 

 

 

 

كما أوقفت جامعة جونز هوبكنز الأميركية أحد كبار الأطباء لديها بعد أن أدلى بسلسلة من التصريحات التحريضية ضد الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا إياهم بـ "الحيوانات المتعطشة للدماء والفاسدة أخلاقيا، ولا تريد أقل من كل شبر من إسرائيل وقتل جميع اليهود".

 

وكان الدكتور دارين كلوغمان، مدير الرعاية الحرجة لقلب الأطفال في مركز جونز هوبكنز لطب الأطفال والقلب الخلقي والأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، قد نشر سلسلة من التدوينات التحريضية عبر منصة "إكس" قال فيها "توقف عن إخباري عن شركاء السلام.. حان الوقت لاستعادة كل شبر من إسرائيل لليهود". وتابع "ليس لإسرائيل شريك سلام مع الفلسطينيين. حيوانات بربرية لا تهتم بالحياة".

 

وفي أبريل/نيسان 2022، أفاد مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية عن تتبع انخفاض بنسبة 23% في الشكاوى المبلغ عنها إلى المنظمة مقارنة بعام 2021. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها المجلس انخفاضا منذ أن بدأ في الإبلاغ عن الشكاوى في عام 1995. وفي عام 2022، تلقى مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية إجماليا من 5156 شكوى على مستوى الولايات المتحدة.