"مشائخ الخليج : ذريّةٌ بعضها من بعض "

تساقطت الأقنعة , وذاب طلاء الأوجه , ومُزّقتِ  الستور ,  وبانت العاهرُ على حقيقتها , فلا خجلَ ولا حياء , ولا وازع ولا رادع , وكما يُقال " على عينك يا تاجر " وظهرت المواخير على العلن , وتسابق زناة الليل إلى غرفِ الجواري  , والنخّاس لا زال يُفاخرُ بالشرفِ , ويتباهى بالعفّة , "ووزارةِ الأمرِ بالمنكر والنهي عن المعروفِ" في رحابِ المملكة تمطرُ فتاويها يمنةً ويسرةً , وسعودُها يسرحُ ويمرحُ باسم الشريعة الإسلامية  وهو أبعدُ ما يكون عنها أو يعرفها , وتحوّل الحرمان الشريفان بقدرةِ قادر إلى أمريكا وإسرائيل , وفي سبيل ذلك يجب أن تُسحقَ الشّعوب , وتُسقط الأنظمة  , وكلّ من يقول لا يجب أن يُقطع عنقهُ على الطريقة الوهّابية كالتي قُطع بها رأس الجنرال " علي بوتو" فيما مضى , والتي استُأصلَ بها "آل الرّشيد" في الحجاز على أيدي زناة آل النّحس أحفاد " محمد بن عبد الوهّاب " حاكم الدّرعيّة , نعم باسم الشريعة الإسلامية سار آل سعود في تنفيذ مخططهم اليهودي الصهيوني منذ اغتصابهم السلطة في جزيرة العرب , وعبر فتاوي شيوخ كفرهم أجهزوا على كلّ رافضٍ لسياستهم , وقطعوا ألسنة من حاول فضح تاريخهم الأسود كما فعلوا بصاحب كتاب تاريخ آل سعود " ناصر السّعيد" وغيره من المئات التي سفكوا دماءها بحجةِ الخروج على الشريعة الإسلامية , التي اختصروها بكل ما تحويهِ من قيمٍ ومبادئٍ بشخص عاهر المملكة الذي بات يتوارث العهر والفسق خلفاً عن سلف وحتى الآن ,  حيث لم تسلم من سيوفهم بقعةً من بقاع الجزيرة سواء في الشّمال أو الجنوب فهم وكما يتوهّمون ويدّعون ورثة الأنبياء ولهم القول الفصل بمصير كلّ من نطق بالشّهادتين حتى لو كان في بلاد " الواق واق " , ولم يقتصر الأمر على ذلك لا بل تعدّاهُ إلى الإمارات التي عملوا على تصنيعها بإشراف المخابرات الأمريكية والبريطانية التي تضع لهم المخططات والبرامج وليست إمارة "آل الصباح " في الكويت , ومملكةُ " آل خرافة " في الدّوحة , ومملكة " آل خليفة " في البحرين إلا شواهد حيّة على صحةِ الأمر ناهيك عن بعض الأذناب هنا وهناك تعود بولائها لحاخامات الرياض , وأسيادهم في البيت الأسود وسنهدرين تل أبيب , لأنّهم وببساطة أغبى من أن يضعوا مخططاً , وأعجز من أن يتخذوا قراراً , وأجبنُ من أن يفكّروا يوماً ما بشنِ حربٍ على إسرائيل كما يدّعون , وكيف يقومون بذلك وهم يجلسون على عروشهم بفضل مرتزقة القوات الأمريكية وذؤبانها الذين تغصّ بهم أرض الجزيرة , ؟ والتي سخّروا لها الغالي والرخيص وسلبوا شعوبهم أبسط حقوقهم وحريّاتهم كرمى لأعين أسيادهم  تجّار الدّماء في واشنطن والغرب الأوروبي
فهم ومنذ اغتصابهم الجزيرة العربية لم يكونوا إلاّ شؤماً على الأمة العربية , ولم نسمع يوماً ما بأنّهم قرروا مقاطعة إسرائيل أو أنهم بنيّة فرضِ عقوباتٍ عليها , ولم نقرأ فيما قرأنا أنّهم قدّموا يد العون للمعدومين والمسحوقين من أبناء الشعب العربي في الصومال , ولم تخبرنا الفضائيات أنّ خدّام الحرمين الشريفين اجتمعوا وتعاضدوا وحشدوا قواهم لمنع تقسيم السودان , ولم نسمع أنّ الإمبراطور الأعظم في الدوحة خصص جزءً من خزينتهِ لإعادةِ إعمار العراق الشقيق بعد أن دمّرهُ أسيادهُ الأمريكان بل على العكس تماماً كان لهم الباع الطويل في ضربِ كل مقومات الوحدة العربية بدءً من نسف الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958 إلى الآن وليست المآسي التي عانتها الأمة العربية إلاّ بدعمٍ منهم وبثرواتهم المرهونة في بنوك الولايات المتحدة والقارة العجوز , فهم صرحوا وأعلنوا أنهم سيبذلون الغالي والرخيص  لتقسيم العراق إذا ما انسحبت القوات الأمريكية منه ’ وما العمليات الإرهابية التي تحصد مئات العراقيين إلا دليلاً على همجيتهم وحقدهم وعدائهم لكلّ ما هو عربي , كما أنّهم وعبر ثرواتهم الفاحشة يؤدون دورهم القذر في حالة الفوضى والتشتت التي تعيشها الشقيقة مصر ’ وهم وبدعم أسيادهم حولوا الجامعة العربية إلى مكتب موظفين ومزرعة خاصة لمجلس تعاونهم " مجلس تعاون مشيخات العهر والكفر" بعد أن عمدوا وبكل خزي وصفاقة  إلى تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية واستفرادهم بالقرار العربي وسط صمتٍ عربي مطبق أقل ما يقال عنهُ أنه مشاركة ضمنية في المؤامرة ’
وبعد كل ذلك ورغم المخازي والتاريخ الأسود لهذه العائلات نراهم لا يتورعون عن التشدّق بحقوق الشعوب , وحريتهم وديمقراطيتها في حين أنهم لا يعرفون شيئاً عما يتشدقون بهِ ’ ولا علاقة لهم به لا من قريبٍ ولا بعيد ففي السعودية على سبيل المثال ما زالت المرأة غير قادرة على قيادة السيارة في حين حضرات الملوك تقودهم امرأة ’ وفي الدوحة دوحة الإمبراطور المعظم تدقّ الحرية أطنابها ’ أما البحرين فهناك المهزلة وهناك المسرحية مجموعة من رعاة الإبل والبغال لا تتجاوز نسبتها 10% تغتصب السلطة وتقمع الشعب بأبشع الأساليب مدعومةً من درع الجزيرة الوهابي السلفي الذي يتم الترويج لهُ على أنه جيش الأمة العربية الذي لا يُقهر بل يقهر ’
هؤلاء هم حكّام الخليج وهذا تاريخهم الأسود المخزي الذي تفوحُ منه رائحة الدماء ’ دماء الآلاف من أبناء جزيرة العرب الذين ذهبوا ضحية إجرام آل سعود وبربريتهم  ويهوديتهم المتجذرة الحاقدة على كل شيء ورغم ذلك لازال الكثير من السّذج من أبناء الشعب العربي يظنون ويصدقون أن آل سعود وآل خرافة وغيرهم من أباعرة الجزيرة هم الحماة الحقيقيون للعروبة ’ وهم الممثلون الشرعيون لأبناء الأمة العربية , ولا زال الكثير من بسطاء الشعوب الإسلامية الذين أنعم الله عليهم بهدي الرسالة المحمدية يعتقدون بأن آل سعود وأحفاد بن عبد الوهاب هم الورثة الأصلاء لديننا الحنيف وإسلامنا العربي , ويحاولون وبمختلف الوسائل إسقاط آخر عقبةٍ تعترضُ طريقهم ’ وتقضّ مضاجعهم وهي سوريا ’ نعم سوريا التي عرّفها المؤرخ الفرنسي " آندريه بارو" بمقولته الشهيرة : لكل إنسان وطنان وطنه الذي ولِد فيه وسوريا  فهل قرأ رعاة الإبل ذلك ؟وهل سمع منظموا سباقات الهجن بمقولة بارو ؟ أم أن ثقافتهم لا زالت ضمن شِعبِ ودِمن الجزيرة العربية ؟ ولأولئك المراهنون بأعمارهم وممالكهم نسأل : هل تعلمون ماذا سيحدث لو سقطت سوريا ؟ وهل ستضمنون بقاء عروشكم فضلاً عن بقائكم أنتم ؟ وهل تمتلكون القدرة الكافية والعدد اللازمة لهكذا عمل ؟ نقول لكم وبكل جرأة وصراحة خسئتم وخاب فألكم , وخسأ كل من يقف خلفكم من أسيادكم , فكم أسقطت سوريا من مؤامرات ومخططات عملتم عليها ودعمتموها بالغالي والرخيص ؟ وكم أحبطت سوريا من دسائس وعمالة حملت تواقيعكم ؟ وكم حاولتم النيل منها ولكن كانت أنوفكم أطول من أيديكم , وللحقيقة نقول حتى أسيادكم ورعاتكم ملوا من تآمركم وخياناتكم , وباتوا على ثقةٍ تامةٍ أنكم لستم سوى مواقد فتنةٍ وخيانةٍ , فهل تعلمون ذلك ؟نتمنى فقط لو تعرفون أحجامكم الحقيقية ؟ ومستوياتكم وكفاءاتكم ؟ هذا إذا كنتم فعلاً تملكون خارج قصوركم التي تعجّ بالعهر والعبيد والرقيق حتى الآن .
إنه لمن المضحك أن يخرج علينا أحد مسؤوليكم بصفة الدبلوماسي وهو في الحقيقة لا يمتلك ولا شهادة علمية , ومن المخزي أن يعتلي سيّد البغال منابر الحرية والديمقراطية في حين أنه مرهون هو وأسرته وأملاكه لضابطٍ  في الاستخبارات البريطانية , نعم تلك الاستخبارات التي صنّعت أجدادهُ وحوّلتهم إلى ملوكٍ وأمراء بين ليلةٍ وضحاها , وبالمقابل لا نسمع حتى استهجانٍ من أحد , ولا تعليق  ولا اعتراض فهل عقمت الجزيرة , وهل حولها الأمراء والملوك إلى قطعانٍ من الخصيان عليها الطاعة فقط ؟ وهل بقيّة الشعوب العربية تعاني الحالة نفسها ؟ أم أن المسألة وما فيها مسألة أمرٍ واقعٍ وما على الأمة العربية من محيطها إلى خليجها إلا التسليم به والبكاء على أطلال عنترة والزير وعمرو بن كلثوم ؟ الذين لو قُدّر لهم العودة للعنوا هذه السلالة , ولتبرأوا منها ,
وهكذا تفرّعت هذه الشجرة المشؤومة ليصبح أفرادها ملوكاً وأمراء يستعبدون الخلق من بشرٍ وشجرٍ وحجرٍ , وليكملوا ما بدأهُ آباؤهم من عمالةٍ وخيانةٍ وتآمر على هذه الأمة المنكوبة بهم منذ عقودٍ من الزمن وسيستمرون في ذلك إذا ما ظلت الشعوب العربية خانعة ذليلة راضية بسدّ جوعها وسغبها , واثقةُ بهذهِ المشيخات ذات التاريخ الأسود والنشأةِ المشبوهه .. والله وحده يعلم متى سيستيقظ العرب ويهبّوا من سكراتهم ليعيدوا مجدهم وتاريخهم الذي عمّ أصقاع الأرض في يومٍ من الأيام فلن يُغيّر الله ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم ..