الذكاء الاصطناعي في المدن: ثورة لمستقبل أكثر استدامة

ينتقل المزيد والمزيد من الناس إلى المناطق الحضرية بحثًا عن فرص أفضل للحياة. وأدى هذا التدفق إلى زيادة الحاجة إلى حلول المدن الذكية التي يمكن أن تساعد في بناء أماكن مستدامة وفعالة ومفيدة من شأنها تحسين نوعية الحياة لسكان المدن. ومع ذلك، فإن العديد من البنى التحتية الموجودة في المدن هي إما قديمة وإما غير قادرة على تلبية متطلبات السكان الذين يتزايد عددهم بشكل مطرد.



وفيما أنه من المرجح أن يقيم أكثر من ستين في المائة من سكان العالم في المناطق الحضرية بحلول عام 2050، يجب على الحكومات استخدام التكنولوجيا الحديثة لجعل حياة الناس أسهل وأكثر أمانًا.


ما دور الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية؟


منذ بدايته، لعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًّا في تشكيل المدن الذكية من خلال إنشاء بيئات حضرية ذكية ومستدامة. فبينما تعمل الأنظمة العالمية على تطوير المدن الذكية، يتغلب الذكاء الاصطناعي على العديد من التحديات لتوفير حلول مستدامة للناس. في الواقع، يملك الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية القدرة على تغيير الحياة عند تطبيقه بشكل صحيح.


وفيما يلي بعض المجالات الرئيسة التي يسهم فيها الذكاء الاصطناعي في تطوير المدينة:


إدارة الطاقة


يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل أنماط استهلاك الطاقة وتحسين توزيع الكهرباء والمياه والموارد الأخرى.


صيانة البنية التحتية


تستطيع التحليلات التنبؤية للذكاء الاصطناعي تحديد متطلبات الصيانة للبنية التحتية الحيوية، مثل: الطرق والجسور، وشبكات المرافق. وتكتشف خوارزميات الذكاء الاصطناعي الحالات الشاذة وتتنبأ بالفشل المحتمل؛ ما يتيح إجراء صيانة استباقية وتقليل انقطاع الخدمة عن المستخدمين.


التخطيط الحضري


يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي مسح التركيبة والبيانات السكانية والعوامل البيئية لمساعدة المخططين في المدن على اتخاذ قرارات مستنيرة. ويساعد التنبؤ بالنتائج على تحسين تصميم البنية التحتية وتعزيز قابلية العيش في المدن.


إدارة النفايات


بدأت المدن الذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة النفايات، وهذا النوع من التكنولوجيا يسمح للمدن بتتبع إعادة التدوير وتحديد ما يمكن إعادة تدويره في المنطقة. وتأخذ بعض المدن هذه الخطوة إلى الأمام وتستخدم الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لفرز القمامة، وكذلك لتنظيف البحيرات والأنهار.


الاستدامة البيئية


يراقب الذكاء الاصطناعي العوامل البيئية، مثل: جودة الهواء والمياه ومستويات التلوث. وعند دمجها مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تعمل شبكات الاستشعار على تمكين أنظمة الإنذار المبكر والمراقبة في الوقت الفعلي من تنبيه الجهات المختصة؛ ما يعزز سلامة العيش في المدن.


السلامة والأمان


عادةً ما تتم مراجعة لقطات الكاميرا الأمنية عند الإبلاغ عن جريمة ما، إلا أن هذه الخطوة لا تمنع الجريمة أو توقفها. وتتمتع الكاميرات الأمنية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحليل اللقطات في الوقت الفعلي واكتشاف السلوك الإجرامي، إذ يمكن بعد ذلك الإبلاغ عنه والتعامل معه على الفور. ويمكن لهذه الكاميرات أيضًا اكتشاف الأشخاص من ملابسهم؛ ما يسمح للتكنولوجيا بالعثور على المشتبه فيهم بشكل أسرع من أي وقت مضى.


إدارة التلوث


طوّر العلماء تقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل الملوثات الحالية والتنبؤ بمستويات التلوث خلال ساعتين قادمتين. ويتيح هذا النوع من التكنولوجيا للسلطات اتخاذ القرارات مسبقًا للتقليل من تأثيرها على البيئة.


إدارة مواقف السيارات


باستخدام تقنية التعرف على لوحة الترخيص، تستطيع مواقف السيارات اكتشاف السيارات التي تجاوزت ساعات الركن لفرض المدفوعات والتذاكر الإضافية. وعندما يتم دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء أماكن وقوف السيارات في المدن المكتظة حيث من الصعب وجود مكان لركن السيارة، سيصبح من الممكن تقديم المساحة المتاحة للمستخدمين المنتظرين بطريقة أفضل.


إدارة النقل العام


تم ابتكار وسائل النقل العام التي تعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي لاستخدامها داخل المدن الذكية. وتسمح هذه التقنية بتحسين التوقيت ورضا العملاء. كما إنه من المخطط له استخدام الحافلات الآلية داخل المدن، بحيث يمكنها تقليل الانبعاثات وتحسين استخدام الطرقات.


إدارة حركة المرور


يتم تطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي لتقليل حركة المرور والحوادث عبر إدارة حركتها وتقليلها باستخدام خوارزميات التعلم العميق، ما يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى تقليل التلوث الناتج عن حركة المرور أيضًا. وباستطاعة استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة كاميرات المرور الكشف عن حوادث الطريق في الوقت الفعلي، ما يسهل التعامل معها.