أسيرة.. وكلبها معها !

تشعر أنهن عائدات من نزهة. بكامل أناقتهن وصحتهن الجسدية والنفسية. احداهن تحمل كلبها معها، أخرى تودع عنصر المقاومة لدى صعودها الى سيارة الصليب الأحمر بابتسامة ونظرة ركزت عليها وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وتناولتها بالتعليقات كان أجملها «حررتَني وأسرتَ قلبي». كل من خرجن من الاحتجاز كن يودعن المقاومين بالتلويح باليد وبنظرات تشي بالمودة.

حتى الفتية الذين شملتهم صفقة تبادل الأسرى كانوا كذلك، حتى أن أحدهم ودع مرافقه المقاوم بتحية الأصدقاء. اما التايلنديون فقد عانقوا مرافقهم. شباب المقاومة كانوا كأنهم دبلوماسيون محترفون. أحدهم حمل امرأة مسنة لتصعد الى سيارة الصليب الأحمر. آخر أوصل رهينة على عربة الى السيارة، والكل يقدم لكل رهينة عبوة ماء ويلوح له تلويحة الوداع.

لا يبدو أن الرهائن كانوا طيلة خمسين يوماً في أنفاق بل في فنادق سبعة نجوم. عناية ورعاية، أطباء وأدوية وحتى مستلزمات النساء، كما قالت احدى المفرج عنهن في الدفعة الأولى التي امتدحت تعامل المقاومة معها، ما أحدث ضجة واستياء لدى القيادات الاسرائيلية خاصة الاستخبارية التي منعت الرهائن المفرج عنهم من الحديث لوسائل الاعلام وراحت تأخذهم مباشرة من سيارات الصليب الأحمر الى المستشفيات ليس لمعالجتهم فهم في صحة جيدة وكانوا «ضيوفاً» عند المقاومة، كما قال لهم منذ البداية أبو عبيدة، بل لتهديدهم واعطائهم تعليمات عن ماذا يقولون للاعلام.

لكن الكذاب الأشر نتنياهو يرى عكس ما رآه الجميع على شاشات التلفزة وما ذكرته تلك المرأة المفرج عنها. فعندما سئل في مؤتمره الصحفي مساء السبت عن وضع المحتجزين في غزة قال انهم في جحيم، انهم في قبضة الشيطان !

منذ الضربة الكبرى التي صفعت بها المقاومة وجه وتاريخ الكيان الاسرائيلي، وجيشه وقادته يتخبطون ويكذبون ويفبركون الصور والحكايات ثم تكتشفهم بعض وسائل اعلامهم كما كشفت صحيفة «هآرتس « عن أن قتلى السابع من اكتوبر قتلتهم مروحية للجيش وليس رجال القسام، كما كذبت في تقرير آخر الرواية الرسمية عن عدد القتلى واوردت الأرقام الحقيقية الموثقة، ما حدا بتعرضها لهجوم حاد من الاوساط الحكومية.

أيضاً يهودا باراك قال إن أنفاق غزة بناها الاسرائيليون أثناء احتلالهم غزة وكان هو رئيساً للوزراء وليس المقاومة التي طورتها وجعلت منها مدينة تحت مدينة غزة.

نتنياهو والوزير غالانت وغانتس أمراء الحرب على غزة يعيدون ويكررون أنهم سيواصلون الحرب حتى تحقيق أهدافها المتمثلة، حسب كلامهم، في القضاء على حماس وتحرير الأسرى. لكن حربهم تقترب من الشهرين ولم يحققوا على الأرض سوى قتل الأطفال والنساء والمسنين وتدمير المساكن على رؤوس ساكنيها وقصف سيارات الاسعاف والمستشفيات ومؤسسات الأمم المتحدة وخرقهم للقانون الدولي. ما أدى حسب اعتراف نتنياهو الى «تعاظم الضغط الدولي « واهتراء الصورة النمطية الكاذبة لدى الرأي العام العالمي بخاصة الأميركي والأوروبي باعتبار اسرائيل واحة الديمقراطية والحضارة في المنطقة.

يتبجح غالانت أن اسرائيل استعادت 110 أسرى من حماس وهو ما لم يفعله اي جيش في العالم، على حد زعمه.نسي أن حماس استعادت 1027 اسيراً من سجون الاحتلال العام 2011 مقابل الأسير شاليط الذي احتفظت به خمس سنوات.

الخلافات تتعمق بين نتنياهو ووزير الحرب وداخل مجلس الحرب من جهة وبينهم وبين المجتمع الصهيوني الذي لم يعد لديه ثقة بالفاسد نتنياهو وبالجيش والأجهزة الأمنية التي هزمت شر هزيمة في السابع من اكتوبر.

اسرائيل تتقهقر والعالم يتغير والدولة الفلسطينية قاب شهور أو أقل !