سبعة مقترحات للنهوض بالواقع التربوي

اخبار البلد- هذه مجرد اقتراحات تقدمت بها لأكثر من وزير تربية والظاهر أنهم لم يطلعوا عليها أصحاب المعالي أو وضعوها في أدراجهم ونسوها كعادتهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي السيد وزير التربية والتعليم نائب رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور عيد الدحيات الأكرم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الموضوع :-الواقع التعليمي في المملكة الأردنية الهاشمية ( تحديات وحلول ) – إعداد :- عبد الغفور القرعان – مديرية التربية والتعليم لمنطقة إربد الثالثة.

بناء على توجيهات سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وعمل جلالته الدؤوب من أجل النهوض بالعملية التربوية والتعليمية من أجل بناء جيل قادر على مواجهة تحديات العصر , اسمحوا لي معاليكم بتقديم هذه الورقة لأضعها بين أيديكم لدراستها وتقرروا بعدها ما هو قابل للتنفيذ من أجل مصلحة وطننا الغالي أوّلا ومن أجل إنقاذ الأجيال القادمة من خلال الرقي والتطوربالعملية التربوية والتعليمية.



اولا :- المباني المدرسية والمديريات:-

إن واقع أغلب المباني المدرسية ومديريات التربية والتعليم واقع مأساوي , فقد بادرت صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة لوضع حد لهذا الواقع الذي أشرت إليه آنفا من خلال ( مبادرة مدرستي ) ,ولكن الواجب علينا كوزارة تربية وتعليم أن نتحمل جزءا من هذه المبادرة كي نكون مكملين لدور صاحبة الجلالة في هذا الدور. وأود هنا أن أجمل الحلول بالنقاط التالية :-
1-وضع خطة شاملة من قبل وزارة التربية والتعليم للتخلص من ظاهرة إستئجار المباني المدرسية ومباني المديريات وذلك باستملاك أراضي مملوكة للدولة من أجل بناء هذه المدارس والمديريات عليها , لأن الإستئجار يستنزف مبالغ طائلة من موازنة وزارة التربية والتعليم. وأود في هذا الصدد التذكير أنه عند بناء أي مدرسة أو مديرية تربية الأخذ بعين الإعتبارنسبة زيادة النمو السكاني في المناطق المنوي إقامة أي مدرسة عليها واستشارة المجلس الأعلى للسكان في هذا الصدد .
2-تخصيص جزء من إيرادات المقاصف المدرسية من أجل صيانة المدارس التي تحتاج لذلك .
3- خصم دينار واحد شهريا من راتب كل معلم من أجل تحسين ظروف البيئة الصفية كتدفئة وتبريد وخدمات أخرى , مما سيزيد ولاء جميع المعلمين لمدارسهم لأنهم سوف يحسون ويلمسون بأن المدرسة هي جزء لا يتجزأ منهم لأنهم أصبحوا شركاء ولو بجزء بسيط في بناء مدارسهم.
4-ألاّ يتجاوز عدد الطلاب في الغرفة الصفية الواحدة عن 30 طالبا للمرحلة الأساسية و 25 طالبا للمرحلة الثانوية .
5-التعاون بين وزارة التربية والتعليم والشركات الكبرى الخاصة والبنوك للتبرع من أجل تحسين الظروف البيئية للمدارس , بحيث يتم خصم أي تبرع تقدمه تلك الشركات والبنوك من الضريبة المفروضة عليهم .

ثانيا :-المجتمع المحلي والمدرسة :-

لا يختلف عاقلان على أنّ هناك فجوة عميقة وأزمة ثقة ما بين المجتمع المحلي والمدرسة ( معلمين ومدراء ) نظرا للمشاكل التي تحدث ما بين الطلبة وأهليهم من جهة والمعلمين من جهة أخرى , ولردم هذه الفجوة أود أن أضع بين أيديكم المقترح التالي :-
-تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات وأولياء الأمورلتوطيد العلاقة ما بين المجتمع المحلي والمدرسة مما ينعكس ذلك إيجابا على العلاقة ما بين الطالب والمعلم وبالتالي على العملية التربوية والتعليمية برمتها. والواقع الآن - وأنا مطلع على ذلك - بأن هذه المجالس هي عبارة عن مجالس صورية ولا تؤدي الدور المناط بها.
ولتفعيل هذا الدور أقترح ما يلي :-
1- توزيع المهام المناطة بمجالس أولياء الأمور على جميع المدارس حتى يكون ولي الأمر على دراية كاملة بذلك.
2- وضع آلية لتشكيل هذه المجالس حتى يكون التشكيل حقيقيا .
3- أن تكون إجتماعات أولياء الأمور دورية ويكون مشرفا على تلك الإجتماعات عطوفة مدير التربية أو من ينوب عنه لكتابة التوصيات التي تصدر عن هذه المجالس ومحاولة حلها إذا كانت من ضمن اختصاصات عطوفة مدير التربية , ورفع التوصيات التي ليست من ضمن اختصاصات عطوفة مدير التربية إلى معالي وزير التربية من أجل حلها .
4- يجب تفعيل دور المرشدين التربويين من أجل توطيد العلاقة ما بين الطالب والمجتمع المحلي من جهة والمدرسة من جهة أخرى , حيث يعتقد أكثرية المرشدين التربويين بأنّ مهمتهم تنتهي بمجرد خروجهم من المدرسة , وهذا باعتقادي مفهوم خاطئ , فمهمة المرشد التربوي تتعدى حدود أسوار المدرسة , فهناك العديد من الطلاب والطالبات يعانون من مشاكل نفسية وأسرية يجب على المرشد التربوي الإطّلاع عليها – بعد أخذ الإذن من ولي الأمر – وأن يحاول المرشد التربوي أن يجد حلولا لهذه المشاكل , وهذا سيؤدي إلى توطيد العلاقة ما بين المجتمع المحلي والمدرسة .

ثالثا :- علاقة مدير المدرسة بالمعلم :-

إن العلاقة بين بعض مدراء المدارس من جهة والمعلمين من جهة أخرى هي علاقة فيها شيء من عدم الثقة وذلك للأسباب التالية :
أ- تقرير الأداء السنوي للمعلم والذي أصبح سرّيا.
ب- أنّ بعض مدراء المدارس تنقصهم الخبرة في التعامل مع المعلمين , فمن بعض هؤلاء المدراء يكون تعاملهم مع معلميهم بطريقة فوقية .
وللخروج من هذه المشكلة أقترح بتكثيف الدورات لمدراء المدارس ومساعديهم ويكون موضوع هذه الدورات ( الإدارة الناجحة وكيفية التعامل الإيجابي مع المعلمين ) . كما أقترح بتوجيه كتب شكر للمعلمين المبدعين من قبل معالي وزير التربية والتعليم ومديري التربية والتعليم ومدراء المدارس , مما يعزز الروح المعنوية وتفجير الطاقات الإبداعية عند المعلم وخلق روح المنافسة الإيجابية بين جميع المعلمين . كما أقترح أن يكون تقرير الأداء السنوي علنيا وليس سريا .

رابعا :- المشرفون التربويون وعلاقتهم بالإدارة والمعلم .

إنّ الواقع الحالي للعلاقة بين المشرفين التربويين والمدارس هي علاقة ضعيفة جدا قد تصل في بعض الأحيان إلى السلبية , والسبب في ذلك يعود إلى عدم فهم العلاقة مابين المشرف التربوي والمعلم , فأغلبية المعلمين يعتقدون بأن وظيفة المشرف التربوي لا تتعدى سوى اصطياد الأخطاء للمعلم وليس التقويم وهذا يعود إلى قلة الإحتكاك والتعامل ما بين المشرف التربوي والمعلم , وذلك لقلة الزيارات الإشرافية التي يقوم بها المشرفون التربويون للمدارس بسبب قلة عدد المشرفين التربويين مقارنة بأعداد المعلمين. فالواقع الآن يقول بأن عدد زيارات المشرفين التربويين للمعلمين في الميدان هي من 1-2 زيارة سنويا , وفي بعض الأحيان لا توجد أية زيارات صفية طوال العام الدراسي . لذا أقترح بأن تكون نسبة المشرفين للمعلمين هي مشرف واحد لكل 40 معلما , علما بأن الواقع الآن يقول بأن المشرف الواحد مسؤول عن الإشراف على 70-100 معلم أو يزيد مما يقلل دور المشرف الفاعل في التأثير على العملية التربوية والتعليمية .

خامسا :- علاقة المعلمين في الميدان بالوزارة والمديريات .

إنّ علاقة مدير المدرسة والمعلم بوزارته ومديريته يجب أن تكون قائمة على الإحترام المتبادل وهذا هو الأساس , إلاّ أنّ هذه العلاقة الآن تحتاج إلى شيء من الترميم , لذا أقترح على معاليكم توجيه الموظفين الإداريين في الوزارة والمديريات بالتعامل مع مدراء المدارس والمعلمين تعاملا أخويا قائما على الإحترام مما سيؤثر إيجابا على العملية التربوية والتعليمية .

سادسا :- علاقة المعلم بالمعلم :-

من الطبيعي أن تكون علاقة المعلمين ببعضهم علاقة ودية وأخوية تقوم على مصلحة الوطن والطالب على حد سواء , لذا أقترح بتكثيف الزيارات الصفية بين المعلمين في المدرسة الواحدة , وفي المديرية الواحدة وبين المعلمين في المديريات والمحافظات الأخرى , وكذلك تبادل الزيارات بين مديري المدارس من أجل تبادل الخبرات وتوثيق الصلات بين جميع المعلمين والمديرين وأن يتم ذلك بإشراف من مديريات التربية والمشرفين المعنيين.

سابعا :- كيف تصبح وزارة التربية والتعليم رافدا لموازنة الدولة ؟؟؟

إن المتعارف عليه في أغلب الدول بأن وزارة التربية والتعليم مستهلكة لجزء لا يستهان به من موازنة الدولة – وهذا من أقل واجبات الدولة – لأن وزارة التربية هي الرافد الأساسي للموارد البشرية المؤهلة , ولكن ماذا لو كانت وزارة التربية والتعليم مكتفية ذاتيا ولا تحتاج إلى هذه المبالغ التي تخصص لها من موازنة الدولة , ولتحقيق هذا الحلم أقترح ما يلي :-
1-هناك مدارس مهنية وصناعية أو حتى أكاديمية يوجد فيها مشاغل مجهزة على أعلى المستويات ومهندسون ذوو خبرة باستطاعتهم استغلال هذه المشاغل من أجل إنتاج صناعات بمساعدة الطلبة الموهوبين وإيجاد أسواق محلية أو حتى قارية من أجل تسويق هذه المنتجات مما سيدر دخلا على الوزارة والمدارس والطلبة على حد سواء .
2- كما هو معروف فإن وزارة التربية والتعليم غنية بالموارد البشرية من حاملي شهادات الماجستير والدكتوراة وهم مؤهلون للتدريس في أعرق الجامعات , وهناك بعض من حاملي هذه الشهادات يدرسون الآن في بعض الجامعات الحكومية والخاصة كمحاضرين غير متفرغين . فلماذا لا تقوم وزارة التربية والتعليم بإنشاء جامعة (وذلك باستملاك اراضي الدولة) يكون الكادر الأكبرالأكاديمي من حاملي الشهادات العليا من موظفي الوزارة . وذلك عن طريق طرح اكتتاب (خاص للمعلمين ) للمساهمة في هذا المشروع التعليمي . على أن تكون ثمن الساعة المعتمدة لأبناء المعلمين أقل من غيرهم
راجيا أن تلقى هذه الإقتراحات أو بعضها آذانا صاغية وعقولا منفتحة عند معالي الوزير الاستاذ الدكتور عيد الدحيات.

عبد الغفور القرعان