جمعية بريطانية تجمع تبرعات لـ”رفاهية جنود الاحتلال في غزة”.. ومطالب بفتح تحقيق حولها
نشر موقع "ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا أعده سايمون هوبر عن جمعية تجمع التبرعات لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين يقاتلون في قطاع غزة. وقد طالب حقوقيون وناشطون لجنة المؤسسات الخيرية في بريطانيا بفتح تحقيق حول هذه الجمعية المعروفة باسم "أصدقاء رفاهية الجنود الإسرائيليين في المملكة المتحدة UK-AWIS.
وذكر التقرير أن الجمعية قالت في منشور على صفحتها على فيسبوك بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت UK-AWIS: "كل تبرع سخي يسمح لنا بتوفير الضروريات بشكل أفضل لجنودنا في الخطوط الأمامية في عملية السيوف الحديدية”.
ولكن جماعات الحملات المؤيدة للفلسطينيين والجمعيات الخيرية التي تجمع التبرعات لدعم الجهود الإنسانية في غزة تساءلت عما إذا كان من الممكن اعتبار هذه القضية مسعى خيريًا نظرًا لحجم الخسائر في صفوف المدنيين التي أوقعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى أن "عدد القتلى الحالي، مع استئناف القتال أمس الجمعة بعد هدنة استمرت أسبوعًا، أكثر من 15 ألفًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.”
ونقل عن طيب علي، مدير المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين، قوله: "من الضروري أن تقوم لجنة المؤسسات الخيرية بالتحقيق في مؤسسة خيرية تدعم أعضاء قوة عسكرية أجنبية حيث توجد أدلة مهمة على أن أفرادها العسكريين قد يكونون متورطين في أعمال إرهابية وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي”.
وأضاف: "لا ينبغي جمع الأموال العامة البريطانية أو استخدامها لدعم الجنود حيث إن القيام بذلك قد يجعل المؤسسة الخيرية متواطئة في جرائم حرب لا يمكن اعتبارها في حد ذاتها متوافقة مع أهدافها الخيرية”.
وقال الكاتب إنه اتصل بمكتب المنظمة الخيرية التي تتبرع للجنود الصهاينة في لندن، لكنهم أغلقوا الخط بمجرد علمهم باسم "ميدل إيست آي”.
أكد التقرير على مخالفة الجمعية التي تمول جنود جيش الاحتلال لقوانين الجمعيات في بريطانيا، حيث يُطلب من المؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة أن تخدم غرضًا يحقق منفعة عامة وتنظمه لجنة المؤسسات الخيرية.
وتنص الإرشادات التي نشرتها اللجنة على أنه من المتطلبات القانونية أن "أي ضرر أو ضرر ينجم عن هذا الغرض يجب ألا يفوق المنفعة”.
واتهمت منظمات حقوقية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، و”هيومن رايتس ووتش”، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة بارتكاب جرائم حرب.
وقال نور شودري، رئيس منظمة "المعونة الإنسانية "، وهي مؤسسة خيرية إنسانية لها فرق على الأرض في غزة، لـ”ميدل إيست آي”: "من المقلق للغاية أن يُسمح لجمعية خيرية خاضعة لتنظيم المملكة المتحدة بجمع الأموال علناً للجناح العسكري لدولة الفصل العنصري، وتسهيل أعمالها الإبادة الجماعية في فلسطين”.
ويضيف: "يجب على مفوضية المؤسسات الخيرية أن تقوم بدورها في حماية المؤسسات الخيرية من التواطؤ في جرائم الحرب”.
وأشار تشودري إلى التصريحات التي أدلى بها الشهر الماضي أورلاندو فريزر، رئيس مفوضية المؤسسات الخيرية، والتي قال فيها إن الهيئة التنظيمية لن تسمح للجمعيات الخيرية بأن تصبح "منتديات لخطاب الكراهية أو التطرف غير القانوني” وتعهد "بالتعامل بقوة مع أولئك الذين يرتكبون أعمالا عمدا أو متهورين”. يسيئون استغلال جمعياتهم الخيرية”.
وأكد تشودري: "ننتظر معلومات عن الخطوات المتخذة في هذا الصدد”.
ذراع لجمعية تمولها وزارة الدفاع الإسرائيلية
ولفت التقرير إلى أن جمعية UK AWIS، هي الذراع البريطانية لمنظمة إسرائيلية، معروفة باسم "رابطة الجنود الإسرائيليين”، التي تمولها وزارة الدفاع الإسرائيلية وتعمل بشكل وثيق مع جيش الاحتلال.
وتصف الجمعية نفسها بأنها "الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها تقديم التبرعات مباشرة إلى جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ووحدات جيش الدفاع الإسرائيلي”.
وهدفها الرئيسي، وفقًا لموقعها على الإنترنت، هو "تعزيز رفاهية أبناء وبنات إسرائيل الذين يرتدون الزي العسكري. UK AWIS هو واحد من العديد من الفروع حول العالم التي تعمل بنشاط على جمع الأموال لمجموعة واسعة من المشاريع والمرافق التي تعزز رفاهية جنود إسرائيل”.
وتشمل الخيارات المتاحة للمانحين على موقع UK AWIS حزمة رعاية لمدة ثلاث سنوات بسعر 75000 جنيه إسترليني (95000 دولار) من أجل "تبني وحدة قتالية تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي”.
كما أنها تمول مشاريع لدعم "الجنود المنفردين” في إسرائيل، والعديد منهم مجندون من الخارج بما في ذلك المملكة المتحدة الذين يتطوعون للقتال في جيش الاحتلال.
ووفقا لأحدث تقرير سنوي لها، قدمت في العام الماضي تمويلا بلغ إجماليه أكثر من 110 ألف جنيه إسترليني (139 ألف دولار) لمشاريع للمساعدة في رفاهية الجنود، وتقديم المنح الدراسية للجنود السابقين المحرومين، وتجديد المرافق الترفيهية لأغراض ترفيهية.
ولفت التقرير إلى أن منظمة AWIS في المملكة المتحدة تعرضت للتدقيق بشأن الظهور الإعلامي من قبل أحد أمنائها، وهو العقيد ريتشارد كيمب، وهو جندي بريطاني سابق كان معلقًا بارزًا على الحرب في غزة.
وفي الشهر الماضي، تعرضت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لانتقادات بسبب إجراء مقابلة مع كيمب دون الإشارة إلى دوره كأحد أمناء UK-AWIS.
وفي مقابلة أجريت مؤخراً مع إحدى المدونات المؤيدة لإسرائيل، نُقل عن كيمب وصفه قتل المدنيين في غزة بأنه "ضروري”.
وفي تعليقه على الدعوات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار، نُقل عن كيمب قوله: "كان الناس يشاهدون عددًا كبيرًا من المدنيين يُقتلون والدمار داخل غزة. كثير من الناس لا يفهمون سبب ضرورة ذلك ويصرون على أنه يجب أن ينتهي”.
وفي حديثه إلى مجندي جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقطع فيديو تم نشره على قناة UK AWIS على "يوتيوب” في وقت سابق من هذا العام، قال كيمب: "معركتكم هي معركة من أجل بقاء دولة إسرائيل، ولكنها أيضًا معركة من أجل بقاء الحضارة الغربية التي تواجه اليوم هجمة ضارية من نفس العدو الذي تواجهه”.