مقدساتنا تصرخ ... بقلم م. عبدالرحمن
حي يقع على مسافة بضعة كيلومترات، إلى الجنوب الغربي من مدينة حمص الأبية، قريباً من ضفاف نهر العاصي بين البساتين والسهول الخضراء، حي "بابا عمرو"، أو حي "الثورة السورية"، كما يحلو للبعض تسميته، مع العلم بأن سبب تسمية هذا الحي هو نسبة للمقام الموجود بمسجد بابا عمرو، ويقال أنه عائد للصحابي الجليل "عمرو بن معد يكرب الزبيدي"، وهو رضي الله عنه فارس، وشاعر من أمراء قومه، وقد وصف الفاروق رضي الله عنه قوته بأنها تعدل قوة ألف رجل، ذلك الحي الذي تبلغ مساحته مع الأحياء المجاورة له حوالي 12 كم مربع فقط، ويبلغ عدد سكانه مع الأحياء المجاورة له قرابة الـ 100.000 نسمة، ذلك هو الحي الذي إختاره ثوار سوريا ليكون عنواناً جديداً لثورتهم، ولجمعتهم القادمة التي ستحمل إسم "لبيك يا بابا عمرو"، بعد إستمرار الهجوم عليه لمدة زادت عن الشهر.
تتقطع قلوبنا عندما تتوارد إلينا أنباء تتحدث عن هجوم يشنه أكثر من 7000 جندي من جيش النظام في سوريا على هذه الكيلومترات القليلة، فقط لتركيع هذا الحي، والقضاء على آخر نفس للثوار فيه.
قلوبنا مع أهلنا في بابا عمرو، وبقية المناطق السورية، ونحن نشاهد جنون النظام، وتكشيره عن حقده، وأنيابه أمام العزل من الأبرياء يزداد يوماً بعد يوم.
وننظر إلى جميع المواقف الإسلامية، والعربية، وحتى العالمية التي تنتصر للمظلومين بكل إحترام وتقدير، لكن وبجانب ذلك هناك أمر آخر يقطع قلوبنا أيضاً.
يقتحم المسجد الأقصى خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من مرة، وتنزف دماء المسلمين المدافعين عنه من أهلنا وأحبتنا في فلسطين، ونرى جنود الصهاينة يصعدون وبكل وقاحة فوق سور المسجد الأقصى، كما نرى كتابنا المقدس "القرآن الكريم" يدنس وبكل صفاقة من قبل بعض الجنود الأمريكان في أفغانستان، وينتفض الشعب الأفغاني المسلم، ويسقط منه العديد من الضحايا، وفي مقابل كل هذا لا نجد ردة فعل واحدة تشفي القهر الذي ملأ قلوبنا من قبل حكام وقادة المسلمين، والعرب إلا بعض المواقف الخجولة، وبصوت خافت جداً لا يكاد يسمع !! إلا من رحم الله.
إذا كانت دماء المسلمين في بابا عمرو، وفي جميع بلاد المسلمين خط أحمر، نقدم من أجله أغلى الدموع والدماء، فمقدساتنا هي خط أحمر أيضاً، يجب علينا أن ننصرها، ونعلي الأصوات من أجلها.
لا نريد المتاجرة بدماء أهلنا في سوريا من أجل السمعة، والشهرة، والخطابات الرنانة فقط، فيا معشر المسلمين هناك مقدسات تنتهك في أراضي المسلمين، ولا أحد ينظر إليها إلا من رحم الله، لماذا؟
ألا تستحق القدس أن نلتفت إليها، ونحن نرى إقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى الجريح يوماً بعد آخر !!
ألا يستحق كتاب الله عز وجل الذي نقرأ صفحاته، ثم نطبع قبلة عليها، أن ننصره ولو بكلمة واحدة، ونحن نرى صفحاته تداس وتحرق في بلاد المسلمين !!
كيف ننتظر من العالم أن يحترم مقدساتنا، إذا لم نحترم نحن أنفسنا ومقدساتنا !!، كيف للعالم أن يحترم حقوقنا وهو يرانا ونحن "نتشاطر" على بعضنا البعض بكل الأسلحة، ثم نصمت صمت المغشي عليهم عندما يتعلق الأمر بدول العالم الكبرى !!
أليس الكبير كبير بمواقفه، وبإحترامه لنفسه، ألم تكن الولايات المتحدة كبيرة بجيوشها في حرب فيتنام،لكنها صغرت وأذلت أمام شعب إحترم نفسه، ودافع عن مقدساته بكل قوته حتى أخرجها من بلاده مهزومة ذليلة، ألم يكن الإتحاد السوفيتي عملاقاً بجيوشه عندما إحتل أفغانستان؟ ولكنه خرج أيضاً مندحراُ مهزوماً أمام شعب إحترم نفسه، ومقدساته ودافع عنها بكل ما يملك.
لا نريد أن نعيش في ماضي التاريخ، ونتغنى به فقط دون أن ننظر أمامنا، ولا نقبل أن تصبح معركة حطين أغنية نتغنى بها فقط، ونتوقف عن التفكير في إعادة أمجادها في القدس من جديد، وكأن هذا أصبح من المحرمات، فكتاب الله عز وجل، والقدس الشريف يجب أن يبقى مكانهما على رأس مقدسات المسلمين .
ألم نسمع ذلك النتن ياهو الذي صرح بأن القدس لا تمثل أهمية ملحة بالنسبة للمسلمين !!!
هل حقاً أصبحت القدس وبقية مقدساتنا لا تمثل أهمية ملحة بالنسبة لنا نحن معشر المسلمين ؟
رحم الله ذلك القائد الذي هب لتحرير القدس الشريف، عندما وصلته رسالة من أحد المأسورين فيها، يقول فيها على لسان المسجد الأقصى :
يا أيهـا الملك الذي لمعالم الصـلبان نكس
جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طهرت وأنا على شـرفي أدنس
خلاصة القول، كما نسعد بهبة قادة وزعماء المسلمين لنصرة دماء المسلمين المظلومين في سوريا الجريحة، والتي نسأل الله أن يفرج كرب شعبها، ويزيح الظلم عنهم قريباً بإذن الله، ننتظر منهم أن يستمعوا لصرخة مقدساتنا التي تمثل قلب ديننا، وعنوان كرامته، وعلى رأسها قرآننا الكريم، كتاب الله عز وجل، وقدسنا المحتل، المدنس بأقدام الصهاينة المحتلين.
كأننا بمقدساتنا تصرخ وتقول: وا أسفاه على حال بعض شباب ورجال المسلمين، أتثور ثائرتهم على ظلم الحكم إذا ما إحتسب هدفاً خاطئاَ لفريق ريال مدريد في مرمى فريق برشلونه، ولا ينبسون ببنت شفه إذا ما تعلق الأمر بمقدسات الإسلام والمسلمين !!!
تتقطع قلوبنا عندما تتوارد إلينا أنباء تتحدث عن هجوم يشنه أكثر من 7000 جندي من جيش النظام في سوريا على هذه الكيلومترات القليلة، فقط لتركيع هذا الحي، والقضاء على آخر نفس للثوار فيه.
قلوبنا مع أهلنا في بابا عمرو، وبقية المناطق السورية، ونحن نشاهد جنون النظام، وتكشيره عن حقده، وأنيابه أمام العزل من الأبرياء يزداد يوماً بعد يوم.
وننظر إلى جميع المواقف الإسلامية، والعربية، وحتى العالمية التي تنتصر للمظلومين بكل إحترام وتقدير، لكن وبجانب ذلك هناك أمر آخر يقطع قلوبنا أيضاً.
يقتحم المسجد الأقصى خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من مرة، وتنزف دماء المسلمين المدافعين عنه من أهلنا وأحبتنا في فلسطين، ونرى جنود الصهاينة يصعدون وبكل وقاحة فوق سور المسجد الأقصى، كما نرى كتابنا المقدس "القرآن الكريم" يدنس وبكل صفاقة من قبل بعض الجنود الأمريكان في أفغانستان، وينتفض الشعب الأفغاني المسلم، ويسقط منه العديد من الضحايا، وفي مقابل كل هذا لا نجد ردة فعل واحدة تشفي القهر الذي ملأ قلوبنا من قبل حكام وقادة المسلمين، والعرب إلا بعض المواقف الخجولة، وبصوت خافت جداً لا يكاد يسمع !! إلا من رحم الله.
إذا كانت دماء المسلمين في بابا عمرو، وفي جميع بلاد المسلمين خط أحمر، نقدم من أجله أغلى الدموع والدماء، فمقدساتنا هي خط أحمر أيضاً، يجب علينا أن ننصرها، ونعلي الأصوات من أجلها.
لا نريد المتاجرة بدماء أهلنا في سوريا من أجل السمعة، والشهرة، والخطابات الرنانة فقط، فيا معشر المسلمين هناك مقدسات تنتهك في أراضي المسلمين، ولا أحد ينظر إليها إلا من رحم الله، لماذا؟
ألا تستحق القدس أن نلتفت إليها، ونحن نرى إقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى الجريح يوماً بعد آخر !!
ألا يستحق كتاب الله عز وجل الذي نقرأ صفحاته، ثم نطبع قبلة عليها، أن ننصره ولو بكلمة واحدة، ونحن نرى صفحاته تداس وتحرق في بلاد المسلمين !!
كيف ننتظر من العالم أن يحترم مقدساتنا، إذا لم نحترم نحن أنفسنا ومقدساتنا !!، كيف للعالم أن يحترم حقوقنا وهو يرانا ونحن "نتشاطر" على بعضنا البعض بكل الأسلحة، ثم نصمت صمت المغشي عليهم عندما يتعلق الأمر بدول العالم الكبرى !!
أليس الكبير كبير بمواقفه، وبإحترامه لنفسه، ألم تكن الولايات المتحدة كبيرة بجيوشها في حرب فيتنام،لكنها صغرت وأذلت أمام شعب إحترم نفسه، ودافع عن مقدساته بكل قوته حتى أخرجها من بلاده مهزومة ذليلة، ألم يكن الإتحاد السوفيتي عملاقاً بجيوشه عندما إحتل أفغانستان؟ ولكنه خرج أيضاً مندحراُ مهزوماً أمام شعب إحترم نفسه، ومقدساته ودافع عنها بكل ما يملك.
لا نريد أن نعيش في ماضي التاريخ، ونتغنى به فقط دون أن ننظر أمامنا، ولا نقبل أن تصبح معركة حطين أغنية نتغنى بها فقط، ونتوقف عن التفكير في إعادة أمجادها في القدس من جديد، وكأن هذا أصبح من المحرمات، فكتاب الله عز وجل، والقدس الشريف يجب أن يبقى مكانهما على رأس مقدسات المسلمين .
ألم نسمع ذلك النتن ياهو الذي صرح بأن القدس لا تمثل أهمية ملحة بالنسبة للمسلمين !!!
هل حقاً أصبحت القدس وبقية مقدساتنا لا تمثل أهمية ملحة بالنسبة لنا نحن معشر المسلمين ؟
رحم الله ذلك القائد الذي هب لتحرير القدس الشريف، عندما وصلته رسالة من أحد المأسورين فيها، يقول فيها على لسان المسجد الأقصى :
يا أيهـا الملك الذي لمعالم الصـلبان نكس
جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طهرت وأنا على شـرفي أدنس
خلاصة القول، كما نسعد بهبة قادة وزعماء المسلمين لنصرة دماء المسلمين المظلومين في سوريا الجريحة، والتي نسأل الله أن يفرج كرب شعبها، ويزيح الظلم عنهم قريباً بإذن الله، ننتظر منهم أن يستمعوا لصرخة مقدساتنا التي تمثل قلب ديننا، وعنوان كرامته، وعلى رأسها قرآننا الكريم، كتاب الله عز وجل، وقدسنا المحتل، المدنس بأقدام الصهاينة المحتلين.
كأننا بمقدساتنا تصرخ وتقول: وا أسفاه على حال بعض شباب ورجال المسلمين، أتثور ثائرتهم على ظلم الحكم إذا ما إحتسب هدفاً خاطئاَ لفريق ريال مدريد في مرمى فريق برشلونه، ولا ينبسون ببنت شفه إذا ما تعلق الأمر بمقدسات الإسلام والمسلمين !!!