معرض اكسبو هو معرض عالمي يشرف عليه المكتب الدولي للمعارض يقام كل خمس سنوات في بلدان مختلفة حول العالم بهدف عرض الانجازات في مجالات عدة بمشاركة حكومات وشركات ومنظمات دولية ، ويستمر لمدة ستة أشهر يجذب خلالها  ملايين الزوار  والسياح والمستثمرين بهدف التعرف على الأجنحة والفعاليات المقامة داخل المعرض . 

وقد سبق وأن استضافت  دول عربية معرض اكسبو وكان ذلك في مدينة دبي خلال الفترة من 1/10/2021-31/3/2022. 

وفي الثامن والعشرين من تشرين الثاني الجاري انتزعت السعودية استضافة المعرض عام 2030 من منافستيها ايطاليا وكوريا الجنوبية لتنظيمه خلال الفترة من 1/10/2030- 31/3/2031، وحسمت سباق الاستضافة من الجولة الأولى للتصويت في الجمعية العمومية في سابقة تحدث لأول مرة بتاريخالتنظيم حسب أمين عام المكتب الدولي للمعارض وبأغلبية ساحقة من الدول المشاركة في التصويتو حازت على 119 صوتا مقابل 29 لكوريا الجنوبية و17 لايطاليا حيث يجب أن تحصل الدولة الفائزة على ثلثي الأصوات. 

تهدف الدول من تنظيم مثل هذه المعارض الى تطوير البنية التحتية من الطرق والفنادق والمنشات والمرافق السياحية والخدمات وجودة الحياة التي تعد أصولا رأسمالية التي تتطلبها طبيعة هذه المعارض وتعظيمها وتحقيق التنمية المستدامة والعائد على المدى البعيد والابتكار وتنويع القطاعات الاقتصادية وتعزيز الاقتصاد غير النفطي والتي تمثل السياحة أبرز جوانبه وجعل الدولة المستضيفة وجهتهم المفضلة وخلق فرص العمل . 

وفي هذا السياق أعلنت المملكة  مؤخرا رفعها مستهدفات مساهمة قطاع التعدين بالاقتصاد الى 80 مليار دولار بحلول 2030 وتسعى الى أن تصبح مركزا رئيسيا لصنع بطاريات السيارات الكهربائية وتخطط لانتاج 500 ألف سيارة كهربائية بحلول 2030 واتاحة مشاريع جديدة لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ، ولم تعد تركز على تطور الناتج المحلي الاجمالي بل على تطور القطاع غير النفطي والذي سجل في تشرين الأول أفضل أداء شهري منذ حزيران ونمو الوظائف في القطاع بأسرع وتيرة في 9 سنوات ، واكتشافات جديدة للغاز في المنطقة الشرقية والربع الخالي، ووجود  25% من الثروة المعدنية بمنطقة الحدود الشمالية بقيمة 1،2 تريليون ريال ، وتوقيع صندوق الاستثمارات العامة السعودي على اتفاقية مع شركة بريطانية للاستحواذ على 10% في مطار هيثرو بلندن ، وزيادة شركة المملكة القابضة السعودية حصتها في سيتي غروب ( مجموعة مصرفية كبرى ) الى 2،2% بعد شرائها حصة الأمير وليد بن طلال مقابل 450 مليون دولار ، وأن الصندوق السعودي للتنمية سيوقع اتفاقيات مع بعض الدول الافريقية بقيمة ملياري ريال ، فيما أعلن بنك غولدمان ساكس الاستثماري الأميركي أن المملكة ستنفق تريليون دولار في قطاعات أساسية لتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط . 

ونشرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني مؤخرا ، عن ارتفاع سوق الدين في السعودية الى 359 مليار دولار في  نهاية الربع الثالث 2023 وأن مبادرات تطوير "أسواق الدين" تستهدف تحفيز النمو وأن الصكوك تهيمن على اصدارات الدين بالريال السعودي مع زيادة اعتماد البنوك والشركات على أدوات الدين نظرا لارتفاع أسعار الفائدة على القروض المصرفية ، وقد أطلق السوق المالية السعودية في السابع والعشرين من الشهر الحالي عقود الخيارات للأسهم  المفردة وسيساهم ذلك الاجراء في تعزيز السيولة وزيادة الفرص الاستثمارية .

أما وكالة موديز فتتوقع نمو الاقتصاد السعودي بمعدل سنوي 3،2% خلال الفترة من 2023-2026 . 

 لقد رصدت السعودية مبلغ 7،8 مليار دولار لتنظيم المعرض ، و تفوقت بعرض ملف الاستضافة من جميع جوانبه أمام أعضاء الجمعية العمومية باجتماعها في باريس وحضور وزير الخارجية السعودي لعملية العرض والتصويت واعلان الفوز الذي عمت فرحته أرجاء المملكة العربية السعودية ، و اختارت عنوانا رئيسيا للمعرض " معا نستشرف المستقبل "  ويتفرع عنه  ثلاثة عناوين فرعية وهي  :- 

الازدهار للجميع ، العمل المناخي ، غدا أفضل . 

وسيقام موقع المعرض على أرض مساحتها 6 ملايين متر مربع على بعد خمس دقائق من مطار الملك خالد الدولي . 

وقد بلغ عدد الزيارات التي زارت الموقع 41 مليون زيارة فعلية فيما بلغت مليار زيارة من خلال منصة الميتافيرس    ( الافتراضية  ) حيث دعوة العالم للمشاركة في صنع المستقبل وتتزامن مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بحلول 2030  ، وقدرت ايرادات المعرض بمبلغ 1،5 مليار دولار منها 900 مليون دولار من مبيعات تذاكر الدخول للمعرض و300 مليون دولار من الرعايات . 

وعقب اعلان الفوز ، أعلن وزير الخارجية السعودي أن ولي العهد قاد بشكل شخصي ملف استضافة الرياض لمعرض اكسبو 2030 ، والفوز يعكس ثقة العالم بالمملكة ونثمن عاليا دور الدول التي دعمت استضافة الرياض للمعرض ، وسترون عمارة مميزة لاستضافة اكسبو 2030وهو معرض للعالم وليس للرياض فقط  .

وقد هنأ ولي العهد العاهل السعودي بالفوز مشيرا الى أنه ترسيخ لدورالسعودية  الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها وأن المملكة وجهة مثالية لاستضافة المحافل العالمية ومنها اكسبو وسنقدم نسخة استثنائية وغير مسبوقة بتاريخ  اقامة معرض اكسبو وستتزامن استضافتنا لاكسبو 2030 مع عام تتويج مستهدفات ورؤية السعودية 2030 والرياض جاهزة لاحتضان العالم في اكسبو 2030 . 

 وستعود الرباض بعد أربع سنوات تلي المعرض لاحتضان مسابقة عالمية وهي بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 ، وثاني دولة عربية تحظى بتنظيم هذه البطولة بعد دولة قطر عام 2022 .