البلبيسي: ظهور مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها أفقد عقاقير كثيرة فاعليتها
نظم المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الأربعاء، بحضور ممثلين عن وزارة الصحة، والمؤسسة العامة للغذاء والدواء، ونقابة الأطباء الأردنيين، ونقابة الصيادلة، والخدمات الطبية الملكية، ومؤسسات رسمية وأهلية، وجامعات، ومنظمات دولية، ندوة علمية حوارية بعنوان "نهج الصحة الواحدة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات: دمج استراتيجيات صحة الإنسان والحيوان والبيئة" ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات.
وقال رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الدكتور عادل البلبيسي، إن البشرية شهدت في السنوات السابقة من القرن الماضي ثورة في علوم ومعارف عدة، وتطور الطب بشكل لم يسبق له مثيل، وتوصل العلم والعلماء إلى علاجات لكثير من الأمراض المميتة، لكن ظهور الميكروبات المقاومة للمضادات التي نتجت عن سوء وفرط استخدام مضادات الميكروبات المحدودة أدى إلى زيادة المراضنة (شدة المرض) والوفيات
وأضاف البلبيسي أن مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات معترف بها عالميا كواحدة من أكثر المشكلات تحديا ومن مسببات الوفاة في القرن الحادي والعشرين، إذ إن ظهور مقاومة مضادات الميكروبات أفقد عقاقير كثيرة فعاليتها، مما أدى إلى صعوبة العلاج وفي بعض الأحيان استحالته، وهذا يعني أن كثيرا من الأمراض المعدية الشائعة التي تمت السيطرة عليها سابقة قد يصبح فتاكا مرة أخرى.
وبين أن تطوير وتنفيذ استراتيجيات مكافحة ورصد مقاومة مضادات الميكروبات عبر نهج تشاركي يعتمد على المشاركة والتنسيق والتعاون في إطار نهج "الصحة الواحدة" يعد من الركائز الأساسية للمركز وعمله، مشيرا إلى أن الأردن أطلق التحديث الثاني لخطة عمله بشأن مقاومة مضادات الميكروبات للأعوام 2023-2025.
وأوضح أن المركز أجرى خطة تقييم لمدى التقدم في الأنشطة الوطنية الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات، لبيان مدى الإنجاز والتحقيق في بنود الخطة ومشاركة مختلف الجهات في التنفيذ، إذ بينت النتائج تقدما ملحوظا في مجال صحة الإنسان، وتفاوتا في إنجازات القطاعات الأخرى المعنية بالخطة.
وأضاف أن البيانات أظهرت زيادة في استهلاك بعض المضادات الحيوية خاصة المعروفة بارتباطها بزيادة المقاومة، فجاءت الحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز الإشراف وصف وصرف على مضادات الميكروبات، لضمان سلامة المرضى، والاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات بما يضمن أفضل النتائج وأقل المضاعفات.
وقال البلبيسي إن مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات أمر يتطلب تضافر الجهود والتعاون من الجميع، لضمان عدم إساءة استخدامها دون وصفة طبية، داعيا إلى تعزيز الوعي وتشجيع الممارسات الطبية السليمة والمستدامة، خاصة تدابير منع ضبط العدوى، للحفاظ على الصحة العامة.
وجدد التزام المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية بالتوعية والتعليم والتدريب بشأن الاستخدام الأمثل والرشيد للمضادات الحيوية، عبر استخدامها بحكمة وبطريقة تقلل من مخاطر مقاومة المضادات الحيوية وتحافظ على فاعلية العلاجات.
وأشار إلى أهمية الإعلام ودوره في تغيير المفاهيم والسلوكيات والممارسات الخاطئة التي تضرب جذورها في أنماط المجتمع وعاداته وثقافته.
وقدم البلبيسي شكره الموصول لكل من عمل ودعم عقد هذه المشاورات التي تتيح الفرصة لتبادل المعرفة والخبرات، من أجل رفعة الوطن وصحة المواطن.