جمعية مستثمري الإسكان ما بين "اجت الحزينة تفرح" إلى "عين وصابتها"
كتب أسامة الراميني
كتب القدر لجمعية مستثمري قطاع الإسكان أن تكون في عين العاصفة على صفيح جيولوجي متصدع بالرغم من أن الهيئة العامة "جاهدت" في استعادة الجمعية من الخطف الذي عاشته كأسيرة أو رهينة بيد الحكومة التي شكلت هيئة مؤقتة لإدارتها قبل أن يتم تحديد موعد للانتخابات التي وللأسف لم تستطع في إكمال العرس الانتخابي المؤجل والمنتظر، فالتطورات الدراماتيكية والتراجيديا التي عاشتها الهيئة العامة قبيل دقائق من موعد إغلاق موعد الترشح لمجلس الجمعية بمفاجأة بالوقت الضائع قلبت الحسابات وخربطت الأوراق وجعلت عاليها سافلها وسط استياء البعض واتهامات متبادلة بتخريب الانتخابات وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء عندما قرر عدد من الأعضاء دخول معترك المارثون الانتخابي، في آخر 10 دقائق من إغلاق باب الترشح.
القصة بدأت ولكنها لم تنتهِ فالفصول طويلة والكلمات صعبة والكل مصدوم مما جرى لهذه الجمعية التي يبدو أنها "محسودة ومضروبة عين" فالجميع كان ينتظر تغيير من خلال التزكية في ظل عزوف كافة الأعضاء من الترشح، ونقصد هنا كتلة ماجدغوشة التي كانت تتلقى التهاني والتبريكات يوم أمس باعتبارها الوحيدة على الساحة دون منافس أو منازع حتى فوجئ الجميع بأن وفي الوقت بدل الضائع أن من قرر الترشح لمنصب رئيس الجمعية ثم لحقه عضو آخر بذات المنصب و"كرت" المسبحة بترشح أعضاء، لدرجة أنه تم ارباك لجنة الانتخاب ولم تستطع قبول ترشح البعض على طريقة الوقت بدأ ينفذ ولا مجال لتمديد الموعد المحدد مسبقاً، مما يعني رفض الترشح لعدم اكتمال أسس وشروط الترشح المعروفة والمحددة بموجب التعليمات والأنظمة الناظمة لعملية الانتخاب وهنا بدأ الهرج والمرج والفوضى وتراشق الاتهامات وتجاوز البعض في الإساءات بكلام جرح البعض أو استفزهم على الأقل لنعود إلى المربع الأول، وإلى شبكة الأنفاق والدهاليز المظلمة، حيث يحتاج الأمر إلى حكماء وعقلاء يخرجون الحجر من البئر كي تعود المياه إلى مجاريها، ولا نعلم إن كانت المياه ستعود مرة أخرى مجراها، علما بأن جهود خارقة تُبذل على قدم وساق لتطويق الأزمة وإطفاء الحريقة التي اشتعلت ويبدو أنها كما يقول البعض مفتعلة ومعدة مسبقاً في ظل تبادل روايات وقصص وحكايات كل شخص من هؤلاء يضع مسؤولية ما جرى على الطرف الآخر، في ظل صورة قاتمة سريالية معقدة لا يمكن لأي ناقد أن يحلل ألوانها أو معاني أهدافها وخطوط تعرجاتها حيث الجميع يقف على رجل واحدة ينتظر من يفكك القنبلة التي انفجرت مرة أخرى في الجمعية والتي قلنا أن احداً ما ضربها عين وخلخل أركانها، وضرب كيانها وزرع الشك في عمدانها ضمن حسابات معقدة للغاية.