تل أبيب ستواجه قريبًا صدمة سياسية أثناء حرب غزة

يقول مسؤول إسرائيلي سابق إن الفلسطينيين ربما يضطرون، وسط حرب غزة، لمراجعة مطلبهم بحل الدولتين إلى الدولة الواحدة بحقوق ديمقراطية متساوية للجميع، وإن ذلك سيسبب صدمة في إسرائيل مساوية لصدمة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

وأوضح آفي جيل المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية الباحث الحالي في "معهد سياسات الشعب اليهودي" أن الحرب في غزة تعزز الدعم الفلسطيني لحل الدولة الواحدة.

 

وقال إن القادة الفلسطينيين يحذرون أحيانا من أنه في غياب حل الدولتين القابل للتطبيق، قد يضطرون إلى مراجعة مطالبهم والتحوّل من المطالبة بدولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل إلى المطالبة بحقوق ديمقراطية متساوية للجميع، في دولة واحدة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

 

تأثير قوي

وأشار إلى رفض إسرائيل لهذه التحذيرات باعتبارها "تهديدات" وليس إستراتيجية سياسية ملموسة، مضيفا أن التأثير المحتمل للحرب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تفكير الفلسطينيين يمكن أن يكون قويا.

 

ولفت الكاتب إلى أن المؤيدين الفلسطينيين لحل الدولة الواحدة يجادلون بأن توسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية قد ألغى إمكانية إنشاء حدود واضحة بين الشعبين. وقال إن هذا التوسع أدى إلى استنتاج الفلسطينيين أن إسرائيل تقودهم نحو الضم وتعمل باستمرار على استيعاب أراضيهم.

وتوقع أنه إذا ألغى الفلسطينيون مطالبتهم بدولة مستقلة وطالبوا بدلا من ذلك بالمساواة في الحقوق، فإن الدول الغربية ستضطر إلى دعم مطلبهم، ومع مرور الوقت، ستجد هذه الدول صعوبة في تبرير واقع لا يحق فيه للفلسطينيين المشاركة في العملية الديمقراطية التي تحدد الحكومة المسؤولة عن مصيرهم في إسرائيل.

ثلث السكان

وقال إن الدراسات الاستقصائية الدورية التي أجراها الدكتور خليل الشقاقي، مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله كشفت أن حل الدولة الواحدة يحظى حاليا بدعم ثلث السكان الفلسطينيين، مع وجود نسب أعلى من الدعم بين جيل الشباب.

 

وأضاف أن علماء السكان "الديمغرافيا" يناقشون ما إذا كان هناك بالفعل تكافؤ سكاني بين اليهود والعرب، بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وأن من يقللون من شأن العامل الديمغرافي بين هؤلاء العلماء يجادلون بأنه يجب حذف 2.1 مليون عربي يقيمون في غزة من مجموع السكان العرب بحجة أن غزة تحكمها (حماس)، مشيرا إلى أن هذه الحجة قد تنهار إذا انتهت سيطرة حماس.

 

الطابع اليهودي

كذلك أشار الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في عام 2003 إن السكان العرب في إسرائيل يجب ألا يتخطوا عتبة 50% للحفاظ على الطابع اليهودي لإسرائيل.

 

وختم الكاتب بتحذيره من أن إسرائيل قد تضطر إلى منح حقوق سياسية لأي شخص يعيش ضمن ولايتها القضائية، ولذلك يجب عليها ألا تنسى أنه دون مبادرة تسعى إلى حل الدولتين، فإنها تتخلى عن مستقبلها.