غزة تمزّق إجماع هوليوود “السياسي”.. وممثلون يدفعون ثمن وقوفهم مع غزة

نشرت صحيفة "التايمز” تقريراً حول الطريقة التي قسمت فيها حرب غزة هوليوود، المعروفة بأنها تتحدث في الأمور السياسية بصوت واحد، لكن استبعاد نجمة صاعدة وممثلة معروفة أثار الانتباه إلى الخلافات داخل هوليوود، شأنها وبقية المؤسسات الأمريكية التي تواجه أزمة في حرية التعبير وقمع الرأي المؤيد لفلسطين.

في التقرير، الذي أعدّته كيران ساثرن، جاء أن نجمةً صاعدة خسرت دوراً في فيلم، واستُبعِدت سوزان سراندون من دورها في وكالة للمواهب، فيما تدخّلَ توم كروز لمنع استبعاد وكيلته من أصل ليبي، في وقت مزّقت فيه الحرب على غزة مجتمع هوليوود.

 

وأشارت الكاتبة إلى صناعة الترفيه الأمريكية، المعروفة بوحدتها في المواقف السياسية، كما بشأن معظم المواقف.

ويتحدث الممثلون الذين يمثلون النخبة، ومدراء شركات الإنتاج، والعاملون تحتهم بصوت واحد

وقضت هوليوود أربعة أعوام في مقاطعة شاملة للرئيس دونالد ترامب، فيما تم استبعاد وتهميش قلّة من المحافظين الذين عبّروا عن مواقف داعمة له.

إلا أن النزاع بين إسرائيل و”حماس” كَشَفَ انقساماً حاداً. ففي يوم الثلاثاء، طُردت ميليسا باريريا (33 عاماً)، ممثلة فيلم الرعب "سكريم” من الفيلم المتمم القادم، نظراً لتعليقات اعتبرها منتجو التتمة معاديةً للسامية. ونشرت باريريا، وبشكل مستمر، على وسائل التواصل الاجتماعي، تعليقات حول الحرب في غزة، متهمةً إسرائيل بالتطهير العرقي والإبادة. وأعلن المتحدث باسم شركة "سباي غلاس” التي تقف وراء سلسلة "سكريم” أن قرار التخلي عن باريريا نابعٌ من "أننا لا نتسامح مع معاداة السامية، أو التحريض على الكراهية وبأي شكل، بما في ذلك الإشارات للإبادة والتطهير العرقي، وتشويه الهولوكوست، أو أي شيء يتجاوز بشكل صارخ خطاب الكراهية”.

 

أما سوزان سراندون (77 عاماً)، والمعروفة بميولها اليسارية، فقد قررت وكالةُ "يونايتد تلانت إيجنسي” التخلّي عن خدماتها، بسبب تعليقاتها، هذا الأسبوع، في مسيرة مؤيدة لفلسطين في نيويورك. وفي فيديو للتظاهرة، التي نظمت في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، قالت سراندون، الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار: "هناك الكثير من الناس خائفون، وخائفون لأنهم يهود في هذا الوقت، وهم يحصلون على مذاق بكيفية الشعور بأنك مسلم في هذا البلد”.

 

ولم تكن وكالات هوليوود القوية محصنة من الخلافات الداخلية بشأن النزاع، فقد حظرت "كريتيف أرتيستس إيجنسي”، وهي الأشهر، واحدة من وكيلاتها التي اتهمت إسرائيل بالإبادة. ووسط مخاوف من طرد مها الدخيل، تدخّلَ الممثل المعروف توم كروز، وقام برحلة نادرة لمكاتب الوكالة في لوس أنجليس، حسبما أوردت المجلة الفنية "فيريتي”، وعبّر عن دعمه لها.

ووجهت انتقادات لرابطة الكتاب الأمريكيين لأنها "فشلت” في شجب هجمات "حماس” بـ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وعلقت الرابطة على قضايا سابقة، مثل حركة "حياة السود مهمة” و”مي تو”، لكنها التزمت الصمت في موضوع غزة. وقالت رئيسة الرابطة ميرديث ستيم للأعضاء إن بياناً يشجب "حماس” ليس في وارد الصدور، لأن "الكثير من الأعضاء طلبوا التحفظ”، و”لا يمكن التوصل لإجماع”.

 

وبرز الخلاف في اتحاد الممثلين البريطانيين "إيكويتي”، الذي يمثل 47.000 عضو، وأثار النقد، هذا الشهر، بعد إصداره بياناً اتهم فيه إسرائيل بـ "القصف والاحتلال والأبارتهايد”، وقال إن أعضاءه خائفون من الرقابة إن عبّروا عن مظاهر قلقهم، وطالبَ الحكومة البريطانية باتخاذ موقف ثابت ضد "الإبادة”.

 

واتهم ليو بيرلمان (73 عاماً)، وهو مؤسس مشارك لشركة إنتاج اسمها فالويل، أن البيان احتوى على "نشر شائعات معادية للسامية”، حسبما أخبر "فيرتي”، "وقررت هذه المؤسسة، التي تدّعي الشمول والتنوّع، وتزعم أنها تقدّم الشفاء للعالم من خلال المبادرات الفنية، وعن وعي، شمل شائعات معادية للسامية في بيانها”.