الغِشُّ : ظاهِرَةُ خَطِيْرَةٌ وَ سُلُوكٌ مُشِيْنٌ

بسم الله الرحمن الرحيم
الغِشُّ : ظاهِرَةُ خَطِيْرَةٌ وَ سُلُوكٌ مُشِيْنٌ
منتصر بركات الزعبي

إنَّ منْ أبرزِ المشاكلِ التي يُعاني مِنها مُجتمعُنا ، والتي تُربكُ حياةً الناسِ ومصالحًهم ومستقبلًهم ، مُشكلةُ الغِشِّ ، هذه المشكلة التي لا تنحصر في دوائر ضيّقة، بل تمتدّ إلى الكثيرِ مِنْ مَفاصِلِ حياتِنا.
فالغشُّ جريمةٌ منكرةٌ ، ومرضٌ ملعونٌ ،إذا تخللً جِسمً مُجتمع ٍتآكلتْ أطرافُه ،وتصدَّعَ بُنيانُه ،وكان عاقبة أمره خسرا.
إذ كيفَ يغشُّ المسلمُ أخاهُ المسلمَ ،ونبيُه محمدٌ – صلى الله عليه وسلم – يقولُ : « لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ».
أفيرضى هو بالغشِّ لنفسهِ والخديعةِ لها ؟ مع ما جاءَ في الغشِّ من الوعيدِ . عنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ على صُبْرَةِ طَعَامٍ، فأَدْخَلَ يَدَهُ فيها، فنَالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا، فقالَ: ((مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟)) قالَ: أَصابَتْهُ السماءُ يا رسولَ اللَّهِ ،– أي أمطرت عليه - قال : أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ؛ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ؟ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي)). رواهُ مسلمٌ.
إنَّه إعلانُ حَربٍ صَريحٍ على الضمائرِ الفاسِدةِ ، والنفوسِ المَريضَةِ ، التي لا تراقبُ خالقَهَا فِي السرِّ والعلَنِ .
فالغشُّ ظاهرةٌ خطيرةُ وسلوكٌ مشينٌ ، لا يظهرُ إلّا في مُجتمَعٍ أصَابَهُ اعتلالٌ في الضميرِ وضُمورٌ في الإيمان ، مما يساهِمُ في إسْقاطِ المجتمعِ وتهديم ِقواعدِهِ وأركانِه، وحقيقٌ بِمَنْ هذهِ حالُهُ أن يُطرَدَ من صُفوفِ المؤمنين ( مَنْ غَشَّنَا فليْسَ مِنَّا ) إنَّهُ إعْلانُ بَراءَةٍ مِنَ الغشَّاشِين.
إنَّهُ تَحْذِيرٌ لكلِّ منْ تسوِّلُ لهُ نفسُهُ الخبيثةُ غِشَّ المُسلمين ، وخداعَهم ، وأكلَ أموالِهم بالباطلِ ، فهلْ مِنْ عاقلٍ ؟ وربُّهم يقولُ لَهُمْ : (أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) المطففين
فأينَ يَذهبُ هؤلاءِ ؟ واللهُ رقيبٌ عليهِم ، وكتابُهُم لا يغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ، ألمْ يقرأ هؤلاءِ ؟ قول الله:( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) للأسفِ ! فقدْ أخذَ الغشُّ في عصرِنا الحاضرِ أشكالاً ، وألوانًا مختلفةً ، وأنواعًا متعددةً حيثُ أصبحَ الغِشُّ (ثقافةً) لدى كثيرٍ من النَّاسِ ، سواءٌ كانَ في مجالِ المواقع السياسيّة والفكريّة والدّينيّة والإعلام، عندما يعمل بعض المشرفين على هذه المواقع على غشّ النّاس، بعدم تقديم الحقائق الّتي يحتاجون إليها، وتبيان الأخطار الّتي يواجهونها، والتّلاعب بمصيرهم ومستقبلهم، أو العمل على استثارة العصبيّات الطّائفيّة والمذهبيّة والسياسيّة لحساباتٍ خاصّةٍ وضيّقةٍ، لتثبيت مواقعهم، وتأكيد حضورهم حيث لا حضور لهم، ولا قدرة لديهم على الاستمرار في هذه المواقع، إلا من خلال ذلك ، أو في مجالِ البيوعِ ، ومِنَ هذهِ الأشكالِ والأنواع ِ: الغشُّ في البيع ِوالشراءِ والميزان ِ، ويشملُ كلَّ بيعٍ وشراءٍ ، ولا يتوقفُ على الطعامِ والشرابِ فقط .
قَالَ أَبُو سِبَاعٍ : اشْتَرَيْتُ نَاقَةً مِنْ دَارِ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه ، فَلَمَّا خَرَجْتُ بِهَا ، أَدْرَكَنَا وَاثِلَةُ وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ فَقَالَ : يَا عَبَد اللَّهِ ! اشْتَرَيْتَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : هَلْ بَيَّنَ لَكَ مَا فِيهَا ؟ قُلْتُ : وَمَا فِيهَا ؟ قَالَ : إِنَّهَا لَسَمِينَةٌ ظَاهِرَةُ الصِّحَّةِ ، فَقَالَ : أَرَدْتَ بِهَا سَفَرًا أَمْ أَرَدْتَ بِهَا لَحْمًا ؟ قُلْتُ : بَلْ أَرَدْتُ عَلَيْهَا الْحَجَّ ، قَالَ : فَإِنَّ بِخُفِّهَا نَقْبًا ، فَقَالَ صَاحِبُهَا : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ! أَيْ هَذَا تُفْسِدُ عَلَيَّ ، قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يَبِيعُ شَيْئًا إِلَّا يُبَيِّنُ مَا فِيهِ ، وَلَا يَحِلُّ لِمَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلَّا يُبَيِّنُهُ " [ أخرجه أحمد ]فماذا يقولُ تجَُّارُ البِضاَعةِ الصينيَّة المتدنيَّةِ الجودةِ ؟ الذين يُغرِقُونَ أسواقَنَا بمنتجاتٍ رديئةٍ ، مستغلِّينَ عَوَزِ الناسِ وفقرِهم، وضعفِ دخلِهِم الذي يدفَعُهُم لشراءِ هذهِ السِّلَعِ المقلَّدةِ الرخيصةِ الثمنِ ، وحاجةِ المُحتاجين التي تدفعهم للتغاضي عن شرط الجُودَة ، وماذا يقولُ تجَّارُ السيَّاراتِ في هذهِ الأيام ِ؟ الذينَ يضعونَ موادَّ إضافيةٍ داخلَ مُحرِّكِ السيَّاِرة لإخفاءِ عيوبِهِ،أوتبديلِ زيتِ السيارةِ بزيتٍ آخرَ مِنَ النَّوِعِ الثقيل ؛ لإخفاءِ الدُّخانِ المنبَعِثِ مِنَ المُحَرِّكِ الدَّالِ على خَرابِهِ ، وتلميعِ المُحرِّكِ بمادَّةِ الدِّيزل ، وغيرِه لتنظيفِ الزيوتِ المُتَسرِّبَةِ، وتغيير عدادِ المسافةِ لإخفاءِ المسافةِ المقطوعةِ ، وتبديلِ القطعِ الأصليةِ بقطعٍ مقلَّدة...الخ
إنَّ أسواقَنَا قدْ امتلأتْ اليومَ بالفسقةِ الفجرةِ ، الذين يتاجِرون بِصحَّةِ الإنسانِ ويأكلون أموالَ النَّاسِ بالباطلِ ويفسدون في الأرض .
كمْ مِنْ سِلعَةٍ فاسدةٍ روَّج لها الأفَّاكون ؟ كمْ مِنْ بضائعَ وحُلىً مَضروبَةً ؟ تنتشرُ في طولِ البلادِ وعُرْضِهَا ، تُباعُ على أنَّها مِنْ أجودِ الأنواع ِ. حتى امتدَّتْ يدُ الغدْر ِوالمكرِ للمتاجرَةِ بصحَّةِ الإنسانِ ، فكمْ مِنْ أدويةٍ مغشوشةٍ تستَّرَ عليْها المجرمون ؟ كمْ مِنْ طبيبٍ أجرى عمليةً لأناسٍ ليسوا بحاجةٍ إليها ؟ كعملياتِ القسْطَرَةِ وغيرها ، حتى وصلَ الأمرُ ببعضِ اِلأطبَّاءِ إلى درجةٍ لا يمكنُ تخيُّلُها ، وهي السمسَرةُ .
بلْ وامتدَّت يدُ الغشِّ إلى لقمةِ عيشِ الناسِ ، وأصبحنا نسمعُ كلَّ يومٍ ، بحالاتِ تسمم ٍغذائيٍّ ، في المطاعم ِالتي تبيعُ الشاوِرْما وغيرها .
ومن الغشِّ تغييرُ تاريخ ِصلاحيَّةِ المُنْتَج ِ ، وإعادةِ تعبئةِ وتغليفِ الموادِّ المنتهيةِ الصلاحيَّةِ مرَّةً أخرى بتاريخ ٍجديدٍ ، وغشّ الموادِّ الأوليَّةِ الداخِلَةِ في تصنيعِ المادَّةِ الغذائيَّةِ، وإضافةِ موادَّ ملونَةٍ أو ذاتِ نكهاتٍ معينةٍ غيرِ مسموح ٍبها ، كبعضِ الأصباغ ِالصناعيَّةِ والموادِّ الحافظةِ عاليةِ التركيز ِ، وخَلطِ وإضافةِ موادَّ ذاتِ قيمةٍ غذائيةٍ منخفضةٍ ، ونزع ِبعضِ العناصر ِالغذائيةِ الهامَّةِ ، والتلاعُبِ بالأوزان ِ، والأحجام ِالحقيقيَّةِ للمُنْتَج ِالغذائيِّ ، وتغييرِ مصدر ِالجهةِ المنتجةِ ، بتغيير ِبلدِ المنشأ ، وهي منتشرة ٌبينَ التجار انتشار النار بالهشيم .
وأضربُ مثالاً على ذلك ، الألبان ومشتقاتِها "اللبن واللبنة والشنينة والجبنة" التي أضيفتْ إليها موادَّ أخرى غير أساسيةٍ ، لمعالجةِ النواقص ِالتي تظهرُ في هذهِ المنتجاتِ لأسبابِ عدم ِالجُودَةِ في العنصر ِالأساسي ِّالداخل ِفي إنتاج هذهِ المشتقاتِ, أو لتغيير ِمواصفاتِ النوع ِفي هذا المنتج ، فقدْ عَمَدَتْ مصانعُ الألبانِ إلى استخدام ِمادَّةِ النشا وموادَّ حافِظَةٍ وغير ذلك من موادّ, غيَّرتْ مِنْ مواصفاتِ المُنْتَج ِلتجعلَهُ يُشابهُ المُنْتَج ِالمطلوبِ ، وهذا ما أشارتْ إليه تقاريرُ المؤسسةِ العامَّةِ للغذاءِ والدواءِ ، التي فّضَحَتْ ألاعيبَ هذهِ المصانعِ ، وأثبتتهُ التحاليلُ ، والفحوصاتُ المخبريةُ لهذهِ المنتجاتِ .
يا مَنْ تفعلونُ هذا المنكرَ ، أضعُ بينَ أيديكُمْ هذا الموقفَ ، الذي تنْخلعُ لهُ القلوبُ ، وترتعدُ لهُ الفرائصُ : مَرَّ أبو هُريرةَ - رضي الله عنه - بناحيةِ " الحَرَّةِ " فإذا إنسانٌ يحملُ لبنًا يبيعُهُ فنظرَ إليهِ أبو هُريْرَةَ ، فإذا هو قدْ خَلَطَهُ بالماءِ !! فقالَ لهُ أبو هُرَيْرَةَ : كيفَ بكَ إذا قِيلَ لكَ يومُ القيامَةِ خلِّصِ الماءَ مِنَ اللبَنِ ؟! ماذا ستجيبون ربكم يوم القيامة أيها الغششة ؟ عندما يُخَاطِبَِكُم قائلاً : يا عبادي إذا كنتمْ تعتقدونَ أنِّي لا أراكُم فذلكَ لخلل ٍفِي عقيدتِكم ، وإن كُنتمْ تعتقدون أنِّي أرَاكُم فلماذا جعلتُمونِي أهونَ الناظِرينَ إليْكم ؟!!
ومِنْ أسوأ أنواع الغِشّ ، تزويرُ الشهاداتِ العلميَّة على أنَّها شهاداتٌ صحيَّحةٌ ، وهي في الحقيقةِ حبرٌ على ورق ؛ لأنَّ هذا الغشَّ يعرِّضُ حياةَ الناس ِوثقافتَهُم للخطر ؛ إذ كيفَ يمكنُ أنْ نفهمَ : بأنْ يمارسَ التطبيبَ أو التمريضَ ، مَنْ يحملُ شهادات ٍمزوّرةٍ ؟ فيُعَالَجوا مَرضانا ليُصبِحوا حقلَ تجارب لهؤلاءِ الغشَّاشِين ، وكيفَ يمكنُ أنْ نستوعِبَ وجودَ معلِّمين ومعلِّمات، يدرِّسون أبناءَنا وبناتِنا ، وهمْ معلِّمون مزوَّرون ، ومعلماتٌ مزوَّراتٌ يحمِلُون ماركة ًمُقلَّدةً ؟!!
ولهذا النوع سوقٌ رائجةٌ في عصرِنا الحاضر ، ِوذلك بسببِ توظيفِ التقنيةِ الحديثةِ لتمريرِ الكثير ِمن هذهِ الصُّور ِ، لاسيَّما معَ ضعفِ الأجهزةِ الرقابيَّة ذاتِ الاختصاصِ , والتي لمْ ترقَ حتى هذهِ اللحظة إلى المسؤوليَّةِ الملقاةِ على عاتِقِهَا، لكبح ِجماح ِهذه الفئةِ الباغيةِ ، ناهِيكَ عمّا نَسمَعُه مِنْ رشاوَى لِهذا الطَّرَف ِأو ذاك ؛ لغضّ الطرْفِ عن بعض ِهذهِ الممارساتِ. مِما يثيرُ الكثيرَ مِنَ التساؤل ِ: فأينَ هي حِمايةُ المُستَهلِك مِنْ كلِّ ما يجري ؟ أليسَ الواجِبِ على الحكومةِ مُمارسَةُ حقِّها في الولايةِ ؟ ويكادُ يكونُ بديهياً لزومُ تدخلِ الحكومةِ واتخاذِها التدابيرَ لحمايةِ المُواطِنينَ مِنَ الغَشَّاشِين ، الذينَ يَستغِلُّونّ عَوِزِ المُواطِنِ ، وضيقِ ذات يدهِ،فَيَشْتَرونَ دُنْيَاهُمْ بآخرَتِهمْ مُقَدَّمًاً بِغُبْنٍ فاحِشٍ يكادُ لا يُصَدَّقُ .
وَلْنَعْلَمْ جميعًا أنَّ أمرَ الغِشِّ عَظيمٌ ، وأنَّ عاقِبَتَهُ وخيمة ٌ، فعليْنَا أنْ نُرَاقِبَ اللهَ قبلَ كلِّ شيءٍ ، و أنْ نَعْلِمَ أنَّ أروَاحَنَا بيدِ اللهِ ، فلْنَتقِ اللهَ ولا نَجْعلْ اللهَ ينظرُ إليْنَا ونحنُ نعْصِيه . ولْنتذكرْ أنَّ الأمانةَ سوفَ تُنْصَبُ على جنبِ الصِراطِ ، و لنْ يجوزَ عليهِ إلّا مَن كان أمينًا ، و الغِشُّ يُنَافِي الأمانةَ كلَّ المُنَافَاةِ .ْ
فَفِي الحديثِ الذي رَواهُ ثَوبَانُ ـ : " يُؤْتَى يومُ القيامةِ بأناسٍ مَعَهُمْ مِنَ الحَسَناتِ كأمثالِ جبالِ تُهامَةَ حتى إذا جِيءَ بِهمْ جَعَلَها اللهُ هباءً مَنْثُورًا ثُمَّ يّقذِفُ بهِمْ في النَّارِ " .قِيلَ : يا رسولَ اللهِ كيفَ ذِلكَ ؟ قالَ : كانُوا يُصلُّون ، ويَصومُون ، ويُزكّون ، ويحجون ، غير أنَّهم كانُوا إذا عَرَضَ لَهُمْ شيءٌ مِنَ الحَرَامِ أخذوه ، فأحْبَطَ اللهُ أعمَالَهُم .
وفي حديث آخر عنه – صلى الله عليه وسلم – (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُل يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَث أَغْبَر يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء يَا رَبّ يَا رَبّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟) "

Montaser1956@hotmail.com