اتفاق الهدنة الانسانية المؤقتة وصفقة تبادل الأسرى بنود الاتفاق وردود الفعل
زياد الرفاتي
وقد اشارت الولايات المتحدة أن مفتاح الحل
للاتفاق يتمثل في الضغط على الجانبين والعمل بشكل وثيق مع قطر ومصر وقدمت الشكر لهما وأن النقلة الكبيرة حدثت
بعدما تحدث الرئيس بايدن مع نتنياهو وأمير قطر لتحديد عدد الرهائن وأيام الهدنة ولسان
حاله أنه لا يريد أن يفسح مجالا للنقاش خارج نطاق تلك النقطتين ، وطلب المبعوث
الأميركي للشرق الأوسط الأربعاء بوجوب
السماح لسكان غزة الذين نزحوا للجنوب أن يعودوا لبيوتهم في الشمال في أقرب ممكن
وألا تحدث عملية تهجير للفلسطينيين خارج قطاع غزة .
ووفق محللون سياسيون وتقارير اعلامية فان الذي دفع الولايات المتحدة الى اعلان الهدنة ثلاثة عوامل أولها عدم قدرة اسرائيل على الافراج عن الرهائن طيلة العمليات العسكرية التي لم تحقق حتى الان اهدافها وتجاوز الوقت المحدد لانهائها وعدم تأثير سياسة قتل المدنيين والتدمير على حركة حماس وتأثير ذلك على الموقف الانتخابي للرئيس بايدن في الانتخابات المقبلة والذي بدأ يضغط على حظوظه وتراجع شعبيته لصالح منافسيه وأن الدعم المالي الأميركي لاسرائيل الذي يمكتها من استمرارها للعدوان ليس شيكا على بياض ، وثانيها الضغط والسخط الداخلي الاسرائيلي على الحكومة للافراج عن الرهائن وعودة أفراد عائلاتهم ، وثالثها الضغط الدولي الذي تم ممارسته بعدتحول المجتمع الدولي من التأييد للعدوان في بداية التصعيد الى التنديد بعدما تكشفت زيف الرواية الاسرائيلية والدعاية الاعلامية المضللة والمسيرات والمظاهرات التي تجوب المدن العالمية لوقف العدوان .
علاوة على ذلك ، فان الهدنة فرصة لاستراحة
المحارب والتقاط الأنفاس للناس وأن يلملم المواطن الفلسطيني جراحه وتفقد عائلاتهم
ومساكنهم والتنقل والحركة وقضاء حاجياتهم ، كما أن الجيش الاسرائيلي لم يكشف أنفاق
حماس بعد 26 يوما من القتال البري واعلان المتحدث باسمه أن القضاء على حماس
سيستغرق وقتا ، وتلميح حماس الى مقدرة مقاتليها على خوض حرب طويلة الأمد .
وقد لاقى اتفاق الهدنة المؤقتة ترحيبا عربيا
وأوروبيا وصينيا ودوليا وتأكيد الحاجة لوقف دائم وشامل وكامل لاطلاق النار في
غزة ، وقد شددت الخارجية الأردنية على
أهمية أن تكون هذه الهدنة خطوة تفضي الى وقف كامل للحرب على غزة وأن تسهم في وقف
التصعيد واستهداف الفلسطينيين وتهجيرهم قسريا وحاجة القطاع الى ادخال 800 شاحنة من
المساعدات الانسانية يوميا .
وقد
استقبل الرئيس المصري الأربعاء جلالة الملك عبد الله الثاني لبحث الأوضاع
المتدهورة في قطاع غزة ،
وأعربا عن ترحيبهما بالهدنة الانسانية
وتأكيدهما ضرورة استمرار العمل المكثف للتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار و رفض البلدين التام لأي محاولات لتهجير أهالي
القطاع داخله أو خارجه وضرورة استعادة الاستقرار وفق عملية سياسية تفضي لحل
الدولتين والحاجة لاتاحة المجال لايصال
المساعدات الانسانية الكافية لأهالي القطاع فورا .
وحسب اعلان حركة حماس للهدنة ، تستمر أربعة أيام يتم خلالها اطلاق
سراح 50 محتجزا لدى حماس من النساء والأطفال دون سن 19عاما من ضمنهم 3 أميركيين مقابل الافراج عن 150 أسيرافي
السجون الاسرائيلية من النساء والأطفال دون سن 19 عاما أيضا ( بالمثل ) على قاعدة الأقدمية أي بمعادلة تبادل واحد
مقابل ثلاثة ، ووقف الأعمال العسكرية الاسرائيلية وحركة الاليات المتوغلة في
القطاع ، وضمان حرية تنقل السكان من الشمال الى الجنوب ، ووقف حركة الطيران في
الجنوب والشمال لمدة 6 ساعات يوميا، وادخال المساعدات الانسانية والاغاثية والطبية
والوقود ، وامكانية تمديد الهدنة على قاعدة يوم اضافي من وقف اطلاق النار مقابل كل
عشرة محتجزين لدى حماس .
فيما أعلنت حركة الجهاد الاسلامي عقب الاتفاق ، أن الجنود الاسرائيليين لن ينالوا حريتهم قبل تحرير كل الأسرى الفلسطينيين.
أما اسرائيل ، فقد صوتت الحكومة الاسرائيلية في
اجتماع مطول امتد حتى فجر الأربعاء لصالح اتفاق الهدنةوتتوقع استعادة الدفعة
الأولى من المحتجزين لدى حماس الخميس حيث سيبدأ وقف اطلاق النار في العاشرة صباحا وستوفر
خلال الهدنة معلومات استخباراتية لقواتها المنتشرة داخل غزة ، وأعلنت أن الحرب مستمرة بعد انتهاء
الهدنة وملتزمة بالقضاء على حماس واستعادة المحتجزين .
فيما
صرح وزير العلوم الاسرائيلي على أثر اتفاق الهدنة ، أنه بعد انتهاء الحرب ستتعرض
اسرائيل لضغوط دولية هائلة من أجل اقامة دولة فلسطينية .
وفي الجانب الأميركي ، فقد أشار أن الافراج
الأولي عن المحتجزين سيبدأ بعد 24ساعة من التوصل الى الاتفاق
وأن حماس تحتاج أحيانا الى هدنة لتحديد مكان
بعض المحتجزين ، ومن المحتمل تمديد وقف القتال في حال التقدم في المرحلة الثانية
من الاتفاق ، وأن نظام التفتيش سيضمن عدم استغلال حماس الهدنة للحصول على المزيد
من الأسلحة ، وأن قطر ومصر وأميركا تضمن
تنفيذ الاتفاق وعدم خرقه ، وبموجب صفقة
اطلاق سراح المحتجزين سنشهد زيادة كبيرة في تدفق المساعدات الانسانية لسكان غزة ، ونأمل
أن يؤدي الاتفاق الى تهدئة الأوضاع بين
حزب الله واسرائيل على الحدود اللبنانية
الاسرائيلية .