الإعتذار واجب


 -
أمام مشاهد المحرقة والقتل الجماعي للابرياء من الاطفال والنساء والفتيات والشباب والرجال ، وأمام التدمير الذي لا يتخيله عقل بشري ، وأمام عجز المجتمع الدولي ومؤسساته من مساعدة اطفال غزة واهلها ، وتسجيل الفشل بهذه الوقاحة التي ليس لها علاقة بالانسانية ، فانني اعتذر عن كل المفاهيم والقيم ومباديء حقوق الانسان التي تبنيتها على مدار ٢٥ عام وعملت في هذا مجال ظنا مني ان لهذه المباديء مكانة تحترم من الحكومات او ان لها اي ميزان اخلاقي يحمي الأبرياء وينتصر لهم في وقت يستنجدوا فيه كل العالم من اجل رفع الظلم عنهم او وقف القتل مع سبق الاصرار وبدم بارد دون اي ذنب يقترفوه .

ان ما يحدث امام مرآى وسمع العالم من اعمال قتل على نطاق واسع وتدمير للحياة في غزة سيبقى وصمة عار في جبين المجتمع الدولي وافراده ، واجزم انه مدعاة للخجل لكل مسؤول او عامل في المؤسسات الدولي سيلاحقه هذا الشعور كلما نظر لنفسه في المرآة .

اعترف انني خدعت وكنت اعتقد ان القانون دائما سينتصر ، لكن الحقيقة ابلغ من الوصف ، وان شريعة الغاب هي التي تحكم هذا العالم الظالم .
لقد طعنتونا في ضمائرنا ومشاعرنا ونحن نهرب من عيون اطفالنا وابنائنا وهم يقولوا لنا : ألم تخبرونا ان القانون الدولي ينتصر للمظلومين ، وان اتفاقية جنيف الرابعة ملزمة للدول في حماية الشعوب وقت الحرب ؟

الم تخبرونا عن حقوق الطفل واتفاقية سيداو ، ونحن نرى الاطفال والنساء اشلاءا من صواريخ تزن اطنانا ؟

ان هذا العالم ليس لنا اهل غزة ، وان القانون الدولي يبدو انه استثنانا من نصوصه .

اعتذر لابنائي نور ومحمد ونسمة ، لاصدقائي وزملائي في تبني مباديء حقوق الانسان ، ولكل طفل وامرأة ورجل سقط ضحية في غزة، ولم اجد اجابة على تساؤلاتهم في هذا الوقت ولا اعتقد انه سيكون مستقبلا ، اعتذر لكل الذين رحلوا وكنت احدثهم كثيرا عن مباديء حقوق الانسان التي لم اجد لها مكانا وهم يذبحون ويتحولوا الى اشلاء .

انا كنت مخطيء

الأستاذ خليل أبو شمالة من غزة، رئيس منظمة ضمير في فلسطين وغزة سابقا.