أيمن الصفدي أخطر من "أبو عبيدة" رغما أنه غير متلثم

خاص 

يستحق وزير الخارجية أيمن الصفدي لقب "بطل مرحلة العدوان البربري على غزة والضفة الغربية"، فكان الصفدي صاحب الجولات المكوكية والتصريحات النارية محامياً ومدافعاً شرساً بكل ما أوتي من قوة في كل الساحات والجبهات والمحافل الدولية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية وكل المنظمات والدوائر الرسمية التابعة للهيئات الدولية العربية والعالمية والإنسانية وغيرها، فكان خير مدافع عن موقف الفلسطينيين من خلال مساندة حقوقهم السياسية والوطنية والشرعية والقانونية.

من خلال تتبعنا في فترة العدوان الإسرائيلي على غزة نشاهد الصفدي حاضراً ولم يتغيب يوم واحد عن المشهد لدرجة أن الناس باتت تعتقده وزير خارجية للسلطة الفلسطينية وأحياناً كان يخرج بتصريحاته القوية لدرجة أنه لو لبس "الشماغ" وتلثم لتحول إلى "أبو عبيدة" ولذلك دبلوماسيتنا الأردنية تمتاز بالمرونة والقوة ووضوح الرؤية وهدفها واضح، فهي تقاتل في سبيل موقفها وتناضل في سبيل الدفاع عنه، والأدلة والشواهد تثبت بأننا استطعنا الانتصار على إسرائيل دبلوماسياً منها في قرار الأمم المتحدة الذي صدر خلال الفترة الماضية بدعم القرار الأردني لوقف الحرب والكثير من القرارات الجريئة والقوية والتي كان آخرها عدم توقيع اتفاقية لتبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل.

الاردن كان حاضراً بكل المواقع والساحات الإعلامية بفعل تصريحات الصفدي المقنعة والهادئة والمنطقية والعقلانية، فالصفدي لا يقول كلمته ويمشي فيدافع عنها بكل شراسة وقوة ولذلك تجده دائماً حاضراً مسلحاً بالدليل والبرهان.

نحن فخورين بهذا الرجل كما هي المقاومة فخورة بـ"أبو عبيدة"، فهو يقاوم في غزة عن طريق التصريحات، ونحن نفخر بدبلوماسيتنا الأردنية عن طريق أيمن الصفدي الذي لا يقل دوره عن "أبو عبيدة" ومحمد الضيف في هذه المعركة.

الصفدي بتصريحاته الموزونة والمنطقية الجريئة والشجاعة في كل وقت وعلى كل المنابر ساهمت في استفزاز رموز الكيان وقادته ومسؤوليه وآخرهم كان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت الذي خرج عن طوعه عندما قرأ تصريحاً كان بمثابة صاروخ "أرض جو" على لسان أيمن الصفدي وهو يقول "لن نوقع" إتفاقيات اقتصادية مع إسرائيل لأنها تحولت إلى ملفات مليئة بالغبار مركونة على الرف، لما لخطورة تلك التصريحات المفاجأة والتي أعادت عقارب التفكير الإسرائيلي إلى الوراء وجعلته يفكر ألف مرة بعواقب عدوانه البربري على غزة وأثره على علاقة الكيان بالدول الموقعة لاتفاقيات السلام معه.