غضبة عميد آل هاشم !.. تؤكد مواقف ثابتة .. وتوصد الباب في وجه العابثين ..

منذ السابع من أكتوبر من هذا العام 2023 والأمة الإسلامية عموما والعربية خصوصاً تتسمر أمام الشاشات بأنواعها ترقب بأعين تملؤها الدموع، ووجوه تعلوها علامات الحزن، وألسن تلهج بالدعاء لأهل غزة تارة، والدعاء على من ظلموا وطغوا وسعوا في غزة بالفساد تارات أخرى.

وكلما نظرت في وجه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين - سدد الله على الخير خطاه- وأثناء متابعتي لمحطات زيارته منذ اندلعت الحرب على غزة نصرة لقضية شعبها وحقهم في إقامة دولتهم .. أيقنت أن أبا الحسين قد حمل هما عظيما فوق كاهلة .. وطاف لأجل أهل غزة بهذا الحمل الثقيل عواصم الدنيا، لا لشيء إلا ليقول للعالم: كفى قتلا لأهل غزة هاشم !.

والأعمى والحاقد - وحسب- من لا يرى بام عينيه جهد الملك عبدالله الثاني وتأثيره في توجيه دفة الرأي العام العالمي ليسمعوا منه الحقيقة كماهي. بل لا زالت عباراته واضحة ومباشرة حين وصف مايدور في غزة بقوله: أهل غزة يتعرّضون لحرب بشعة! مؤكداً أن العالم سيدفع ثمن "الفشل" في حل القضية الفلسطينية.وأعرب جلالته بكل وضوحعن رفضه أي خطط لاحتلال إسرائيل أجزاء من قطاع غزة أو إقامة مناطق أمنية داخل القطاع، مؤكدا أن أصل الأزمة يتمثل في حرمان إسرائيل الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة.

وقد كان أبو الحسين ومنذ فترة طويلة يحذر من الانتهاكات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وأن هجمات المستوطنين اليهود على المدنيين الفلسطينيين يمكن أن تدفع "إلى انفجار الأوضاع في المنطقة واتساع رقعة الصراع".

لم يعد خافيا أبدا في أن البيت الهاشمي كله يقتسم حمل هذه المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية ويشاركون في حمل هذا الهم، حتى أن ولي العهد سمو الأمير الحسين لم يدخر وسعا في التأكيد على أن هم الفلسطينيين هو هم أردني بامتياز، وصرح بكل وضوح: إن قطع المياه والدواء والغذاء والكهرباء لا يستخدم ورقة ضغط وأن هذا غير مقبول وغير إنساني.بل يشرف بنفسه على تجهيز طائرة أردنية تحمل مساعدات إنسانية ومواد إغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة.ويعلنها أبدية: أن ما يقوم به الأردن تجاه فلسطين الشقيقة نابع من إيمان عميق وراسخ بالإخوة المبنية على أخلاقيات ومبادئ متجذرة.

ويستمر البيت الهاشمي في وضع القواعد الراسخة أمام العالم في موقف الأردن من القضية الفلسطينية، فهاهي جلالة الملكة "أم الحسين" تحاور الرأي العام العالمي بكل قدم راسخة وتدافع عن شعب فلسطين المظلوم عامة، و أهل غزة المقهورين خاصة، وتظهر للعالم أجمع حجم الظلم الذي وقع على أطفال غزةخصوصا، واهلها عموما، وتعلنها بكل وضوح: إن الشعب الفلسطيني يعيش منذ 75 عاما تحت القمع"، ولا زالت عبارتها تتردد في خلدي حين قالت:" هناك إحساس بيننا هل حياتنا أقل أهمية من حياة غيرنا، كما لم أر حتى الآن أي مسؤول غربي يتحدث عن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم."

إن البيت الهاشمي بقيادة عميده جلالة الملك حفظهم الله لم يتركوا لأحد مجالا أن يزاود على القضية الفلسطينية. ومهما حاول راكبوا الأمواج أن يقولوا فلن يجدوا كلمات ولا مواقف أثبت ولا أعمق ولا أوضح من مواقف وكلمات البيت الهاشمي.

وهذا الموقف الهاشمي ظهر جليا في تصريحات الحكومة الأردنية في أول الحرب وخلالها سواء على لسان رئيس الوزراء الذي قالها وبوضوح: "أن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة خط أحمر وسيعتبرها الأردن بمثابة إعلان حرب"، وأن "على إسرائيل أن تتوقع كل شيء من الأردن إذا اقتربت من المسجد الأقصى"، وأن الأردن "رفض طلبا إسرائيليا بإخراج المستشفى الميداني في غزة عن الخدمة".

وما جاء على لسان وزير خارجيته إلى العالم كان حاسما :" وأن السماح الفوري بإيصال المساعدات الغذائية والماء والوقود والكهرباء إلى غزة مسؤولية أخلاقية وقانونية على المجتمع الدولي برمته، وأن حرمانهم من متطلبات الحياة الأساسية هذه خرق واضح للقانون الدولي الإنساني وخصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة، وتجاوز على كل القيم والمبادئ الإنسانية".

لم يعد خافيا على بليد فضلا عن ذكي أن سقف الموقف الأردني الرسمي لم يترك مجالا لأحد أن يحاول ولو مجرد محاولة في أن يزاود عليه، ومهما حاول محاول أن يعلو بصوته فيجد نفسه صاغرا أمام موقف البيت الهاشمي والموقف الرسمي للحكومة الأردنية.

إن الأردن اليوم يعيش أياما صعبة تظهر فيها الكآبة والحزن على وجه الجميع، ويظهر جليا أن الحكومة والشعب في خندق واحد وأنهم يتعاملون مع الحرب وكأنها قائمة على الحدود الأردنية وليس على الحدود المصرية .. بل إن الأردن قيادة وشعبا في مواجهة مباشرة ومعلنة ضد قمع آلة الحرب في غزة، ويحاول بكل السبل وقف أي محاولة لهجرة جديدة للشعب الفلسطيني من فلسطين إلى دول الجوار، ليثبت الأردن من جديد أن قضية فلسطين والفلسطينيين هي قضية أردنية لن يداهن فيها أبدا. وهو يعلم يقينا تبعات هذا الموقف عليه سياسيا واقتصاديا، لكنه العزم الذي لن يلين أو يستكين أمام قضايا الأمة المصيرية.