ماذا يجري في مستشفى الشفاء بغزة؟

تعيش المستشفيات الفلسطينية في قطاع غزة أوضاعا مأساوية في ظل القتال الدائر، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء، فيما تنازع مستشفيات أخرى بسبب غياب الكهرباء والطعام والماء والوقود، في ظل قصف إسرائيلي متواصل على أغلب مناطق القطاع

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، تنفيذ عملية دقيقة وموجهة ضد حركة حماس في منطقة محددة داخل مستشفى الشفاء ، في وقت لا تتوقف منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني عن الحديث عن المصاعب التي تواجه الأطقم الطبية والمرضى والنازحين في المستشفيات

وفي بيان لاحق، قال الجيش الإسرائيلي عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، إن العملية الدقيقة والمستهدفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد حماس في مستشفى الشفاء لا تزال مستمرة

وأضاف: يمكننا أن نؤكد أن الحاضنات وأغذية الأطفال والإمدادات الطبية التي قدمها جيش الدفاع الإسرائيلي، وصلت إلى المستشفى.. ويتواجد فريقنا الطبي وجنودنا الناطقون باللغة العربية على الأرض لضمان وصول هذه الإمدادات إلى المحتاجين

وأفادت مصادر إعلامية بأن القوات الإسرائيلية سيطرت بشكل كامل على المجمع الطبي مترامي الأطراف، حيث تجري تفتيشا لمبنى الجراحات الرئيسية، بالإضافة إلى تفتيش قبو المستشفى ودخول مبنى الولادة

وذكرت أنه يتم تجميع النازحين أمام البوابة الغربية (الخلفية) لمجمع الشفاء الطبي، تمهيدا لإخراجهم عبر بوابات إلكترونية وضعها الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الماضية. ولم يعط الجيش الإسرائيلي أي تفاصيل بهذا الشأن

وأعلن مشرف الطوارئ في مستشفى الشفاء، أن الجيش الإسرائيلي احتجز العديد من النازحين وهم معصوبو الأعين ومجردون من ملابسهم واقتادهم إلى جهة غير مجهولة

وأفاد بأن القوات الإسرائيلية فجرت أغلب بوابات المستشفى والشظايا تناثرت على الموجودين، مشددا على أن الطواقم الطبية تكافح من أجل إنقاذ الجرحى

وأضحى مجمع مستشفى الشفاء تحت نار القوات الإسرائيلية، بعدما اقتحمت أجزاء منه منذ فجر اليوم الأربعاء، شملت قسم الطوارئ، ومبنى الجراحات التخصصية، ومبنى الباطنة والكلى، ونشرت دباباتها في ساحاته

هذا وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إنه لا مؤشرات على وجود أسرى إسرائيليين بمستشفى الشفاء في مدينة غزة، ونقلت الإذاعة (رسمية) عن الجيش الإسرائيلي قوله: لا يوجد ما يشير إلى وجود مختطفين داخل المستشفى، وعمليات المسح مستمرة

وكان الجيش الإسرائيلي ادعى على مدى أسابيع، وجود أسرى إسرائيليين في المستشفى

في المقابل، قال مدير عام وزارة الصحة بقطاع غزة، الأربعاء، أن المرضى والأطفال الخدج والطاقم الطبي ما زالوا داخل مجمع الشفاء الطبي، وهناك خطر على حياتهم

وأكد البيت الأبيض في أعقاب إعلان إسرائيل عن تنفيذ عملية في المستشفى، أنه لا يؤيد قصف المستشفيات جوا، ولا يريد رؤية تبادل لإطلاق النار فيها

وقالت حركة حماس في بيان لها، الأربعاء، أنها تحمّل إسرائيل والرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي

كما حمّل الأردن، الأربعاء، إسرائيل مسؤولية حماية المدنيين والطواقم الطبية العاملة في مستشفى الشفاء

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الأردنية، أدانت خلاله اقتحام الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم، مستشفى الشفاء، المجمع الطبي الأكبر في القطاع، بدعوى أن حركة حماس الفلسطينية تستخدمه في عملياتها

وذكر البيان أن إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مستشفى الشفاء الطبي في غزة المحتلة، انتهاك للقانون الدولي الإنساني وخصوصا اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949

وشددت الخارجية الأردنية على أن الأوضاع الخطيرة في غزة تفرض على مجلس الأمن تحمل مسؤوليته القانونية

وأضافت: على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والعمل على الضغط على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف عدوانها المتواصل وحربها واستهدافها للمدنيين وخصوصا النساء والأطفال والتي لا يجوز تبريرها تحت أي مبرر أو ذريعة

ويضم مجمع الشفاء الطبي نحو 1500 شخص من طواقم طبية ومرضى وجرحى، ومن بينهم أطفال خدج، إلى جانب حوالي 4 إلى 5 آلاف نازح، في ظروف صعبة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وخروج المستشفى عن الخدمة بعد نفاد الوقود، وفق ما ذكرت مصادر طبية لوكالة وفا الفلسطينية

وبقي 36 طفلا من جناح الأطفال حديثي الولادة بعد وفاة ثلاثة منهم. وبدون وقود للمولدات اللازمة لتشغيل الحضانات، تُبذل أقصى الجهود الممكنة للحفاظ على أجساد الأطفال دافئة مع وضع كل ثمانية معا على سرير

ونشرت منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني مقطع فيديو، الأربعاء، للحظات وصول طواقم طبية ومرضى وجرحى إلى خان يونس جنوبي قطاع غزة، قادمين من مستشفى القدس الواقع شمالي القطاع