الجغبير في مقابلة صريحة مع "أخبار البلد" حول عدد من القضايا الصناعية الهامة
محمد نبيل
- نهج واستراتيجية جديدة لحملة صنع في الأردن وفق رؤية وخطة مدروسة ومغايرة عن السابق
- رئاسة حملة صنع في الأردن ذات خبرة صناعية كبيرة، وتعمل بشكل تطوعي بلا أجر
- حملة صنع في الاردن بحلتها الجديدة أطلقت مبادرة لتكريم 100 من الصناعيين المتميزين
- نأينا بأنفسنا في الغرف الصناعية عن التدخل بحملة المقاطعة ولا يجوز الصعود على أكتاف غزة
- صناعتنا الوطنية ذات جودة وتصل لأكثر من 142 دولة .. والمؤسسات الوطتية تشهد بذلك
- لا مستودعات في غرفة الصناعة لاستقبال التبرعات العينية لغزة وجمعنا 10 مليون دينار من الصناعيين ونقوم بزيارات للمصانع لجمع التبرعات.. ولا نقبل المزاودة من أحد
قال رئيس غرفتي صناعة عمان والأردن المهندس فتحي الجغبير أن حملة "صنع في الأردن" حملة وطنية أطلقتها غرفة صناعة عمان منذ العام 2015، بالتعاون مع عدد من الشركاء الحكوميين والغرف الصناعية، منذ العام 2015. بهدف توعية المجتمع الأردني بجودة وأهمية المنتج المحلي وبث الثقة بين المواطنين باسم صنع في الأردن، وزيادة الإقبال على شرائها وترسيخ فكرة جودتها ومضاهاتها لجودة المنتجات المستوردة.
وأوضح الجغبير في لقاء أجرته "أخبار البلد"، أن مجلس ادارة الغرفة ومنذ العام 2018 ارتأى بضرورة تقييم المرحلة الأولى من الحملة وتقييم مدى جدواها وتحقيقها لأهدافها، في ظل الملاحظات والنقاط التي رصدت حول أدائها وفاعليتها، حيث تم الاستعانة بشركة طلال أبو غزالة للاستشارات لاجراء دراسة تقييمة شاملة.
وأكد بأن الدراسة بينت عدداً من النتائج التي تتوافق مع ما ورد للمجلس من ملاحظات، اذ اتضح أن الحملة لم تحقق أهدافها، واتضحت العديد من التشوهات والتركيز على محاور بعيدة عن الفائدة الحقيقية للصناعة وترويج المنتج الوطني، ولم تصل إلى الجدوى المنتظرة منها بالنظر لما تم صرفه عليها من مبالغ مالية.
وقال أنه وبناءً على التقييم والدراسة، فقد تقرر اجراء تغيير شامل وهيكلة جديدة للحملة، بدأً باعادة وتغيير ادارتها والقائمين عليها، ومن ثم اطلاق هوية جديدة لها، ومن ثم اعداد واطلاق استراتيجية جديدة لتركز أكثر على المنتج الأردني وإبرازه محلياً وخارجياً، حيث تم وضع خطة لتعظيم وعي المواطن بأهمية الصناعة، بالشراكة مع منظمات دولية ومؤسسات حكومية، وستضم اللجنة التوجيهية الجديدة للحملة ممثلين عن جميع غرف الصناعة ووزارة الصناعة والتجارة والتموين وجيدكو والمؤسسة العامة للمواصفات والمقاييس والمؤسسات المدنية والعسكرية.
وأضاف الجغبير بأنه تم أسناد مسؤولية ورئاسة الحملة بحلتها الجديدة الى أحد أعضاء الهيئة العامة من الصناعيين، ذو الخبرة والكفاءة.
وفي معرض رده حول جنسية رئيس الحملة، أكد الجغبير بان رئيس الحملة الجديد يحمل الجنسية الأردنية ويمتلك مصنع أردني وخبرة كبيرة في العمل الصناعي، اذ كان يرأس جمعية الكيميائيين في سوريا، وصاحب بصمات واضحة بتطوير الصناعة السورية، بالاضافة لكونه سبباً في زيادة صادراتها سابقا، مشدداً على أنه يعمل متطوعا ولا يتقاضى اي مبالغ مالية، ويعمل لصالح الصناعة الأردنية.
وأشار الجغبير الى أن الحملة بحلتها ورئاستها الجديدة، حققت انجازات خلال الفترة القصيرة الماضية توازي ما حققته الحملة خلال مرحلتها السابقة كاملة، اذ نظمت الحملة وأطلقت يوم الصناعة الوطني تحت رعاية جلالة الملك، لتكريم أكبر 100 صناعي مُصدِر في الأردن، الأمر الذي سلط الضوء على تنوع الصادرات الوطنية ومنتجاتنا غير المتعارف عليها، اذ حضر الحفل أكثر من الف شخص، وسلط الضوء على القطاعات الصناعية المختلفة وأطلق خلاله عدد من المبادرات النوعية والاعلان عن مجموعة من الاستثمارات الجديدة، هذا بالاضافة الى تنظيم الحملة لمعرض "جو هوم" الأول من نوعه على المستوى المحلي، والذي كان من أنجح المعارض التي أبرزت الصناعات الأردنية وجذبت المستهلك الأردني وعرفت بالمنتج الأردني ذو الجودة والتنوع.
كما نوه على أن الحملة بحلتها الجديدة تعمل وفق خطوات مكثفة ومدروسة، اذ يتم العمل حالياً على إطلاق منصة رائدة لدعم المنتج الأردني، وسيتم الاعلان عنها قريباً، وستكون داعم حقيقي للمنتج الوطني، ومعرف نوعي بصناعتنا الاردنية وبما ضمن الوصول الى المستهلك الأردني.
وأضاف الجغبير أن الصناعة الأردنية وصلت اليوم إلى مراحل متقدمة جداً، باختراقها أكثر من 142 سوق حول العالم، بفضل جودتها وتميزها بالشراكة والرقابة الحثيثة من مؤسسات مشهود لها مثل مؤسسة الغذاء والدواء ومؤسسة المواصفات والمقاييس، كما أستشهد ودلل على جودة المنتج الوطني بأنه وخلال فترة وجوده في غرفة الصناعة، لم نشهد أو نسجل أي إرجاع لأي حاوية منتجات صناعية مصدرة لدول العالم المختلفة لأي سبب كان.
وفي ذات السياق، أشار الى أن المنتجات المحلية تضاهي وتتفوق على نظيراتها من المنتجات الأجنبية، مشيراً الى تميز جودة المنتج الوطني وتحقيها لأذواق ومتطلبات المستهلكين المختلفة وفق ميز تنافسية متنوعة، مشددا على أنه يتم انتاج أكثر من 1500 سلعة في الأردن بمختلف القطاعات والمنتجات الصناعية.
ونوه الجغبير أن غرفة الصناعة عززت نشاطها على مستوى الدول، وأصبحت ذات مكانة عربياً وعالمياً، حيث يتم التنسيق مع نظيراتها من مختلف انحاء العالم لتنظيم جولات ومعارض عربية ودولية، يتخللها زيارات متخصصة متبادلة لرجال الأعمال، الأمر الذي يحقق الاستفادة منها بشكل كبير في تبادل الخبرات، بدعم الصناعة الأردنية، وتشبيكها مع الأسواق العالمية.
وبما يخص الحرب الغاشمة التي يشنها الاحتلال على أهلنا في فلسطين وغزة، والحملة الشعبية لمقاطعة الشركات والمصانع الداعمة للاحتلال، أكد الجغبير على أن غرف الصناعة ومنذ بداية الحرب على غزة كان موقفها واضحاً، وهو عدم الصعود على أكتاف القضية الفلسطينية وغزة، واستغلالها للترويج للمنتجات الأردنية في هذا الوقت أو الدعوة للمقاطعة، مشدداً على أهمية الصناعة الأردنية العاملة على أرض الوطن وتشغيلها لآلاف الأردنيين، وضرورة دعم المنتج الأردني باستمرار لما يملكه من جودة وتنوع، وله انعكاسات كبيرة على الاقتصاد الوطني.
أما بخصوص حملة جمع التبرعات دعماً لغزة، قال أن الحملة تم اطلاقها بتاريخ 8 اكتوبر أي بعد يوم واحد فقط من بدأ الأحداث والعدوان الغاشم على غزة، وتعمميها بالطرق الرسمية على الاخوة الصناعيين، حيث تم دعوة الصناعيين للتبرع من خلال شقين الأول نقدي من خلال حسابات متخصصة لدى الغرفة، والآخر عيني أو نقدي من خلال التبرع للهيئة الهاشمية بشكل مباشر، كما أن الغرفة استمرت بالحملة حتى هذا اليوم وشكلت لجنة من الهيئة العامة واطلقت على الحملة رد الدين، وتقوم بزيارات يومية للمصانع الأردنية لجمع التبرعات العينية والنقدية بالطرق الرسمية الأصولية، حيث وصلت قيمة التبرعات تقريبا قبل أسبوع من الآن الى حوالي 10 ملايين دينار، ويتم تزويد الهيئة الخيرية بالتبرعات العينية بشكل مباشر.
وبما يخص الخطط المستقبلية، قال الجغبير أن حملة صنع بالأردن بحلتها واستراتيجيتها الجديدة، ستعمل على تكثيف المشاركة الدولية بالمعارض، واستهداف المعارض المتخصصة، هذا الى جانب الترويج بطرق مختلفة ومبتكرة للمنتج الوطني محلياً.
كما أشار الجغبير الى ايجابية الشراكة والتعاون مع الجهات الحكومية، اذ تسهم المشاركة الحقيقية وتنعكس بشكل ايجابي على الصناعة الوطنية، واشار الى أن الغرفة حالياً لها علاقات متينة مع مختلفة الجهات الحكومية، وتعمل بنهج تشاركي لمعالجة تحديات القطاع الصناعي، وتحسين بيئة العمل الصناعي وتحقيق التطلعات والمستهدفات المرجوة، واسترشد الجغبير الى بعض الامثلة للشراكة الناجحة منها اطلاق صندوق دعم الصناعة بقيمة ٣٠ مليون دينار سنوياً، واطلاق مشروعة المئة ميغا واط للطاقة البديلة، والعمل حالياً على مد المدن الصناعية بالغاز، وغيرها.