زعيمة مستوطنين تريد دولة من الفرات إلى النيل.. ولا تحمل ذرّة عاطفة تجاه الأطفال الفلسطينيين
نَشَرَتْ مجلة "ذي نيويوركر” مقابلة مع زعيمة حركة استيطان في إسرائيل حدّدت فيها رؤيتها لغزة بعد الحرب. في المقابلة، التي أجراها إيساق تشوتنبر مع دانييلا ويز، قالت إنها انتمت للحركة الاستيطانية في أعقاب حرب 1967. وفي بداية السبعينات من القرن الماضي، انتقلت وعائلتها إلى الضفة الغربية. وأصبحت لاحقاً رئيسة لبلدية مستوطنة كدوميم. واعتُقلت عدة مرات، واحدة منها لهجومها على شرطي أثناء التحقيق في تدمير ممتلكات فلسطيني.
وفي الفترة الأخيرة، أصبحت مرتبطة بمنظمة انشالا الاستيطانية، والتي تساعد المستوطنين الشباب على بناء مستوطنات غير شرعية. وهي جارة لوزير المالية المستوطن بستلئيل سموتريش، الذي قال إن الفلسطينيين ليسوا موجودين، ويجب محوهم، ويعيش في مستوطنة كدوميم.
لا ترى المستوطِنة جدلاً في حدود إسرائيل من العراق إلى مصر، لأن "من يقرر القوانين هي الأمة التي تلقّت كلمة الله ووعده”
وتحدث الصحافي معها، بعد هجمات "حماس”، حيث أصبح المستوطنون شرسين، وتم طرد 16 مجموعة فلسطينية من مناطق، وقتل أكثر من 150 فلسطينياً في الضفة الغربية على يد المستوطنين والجيش.
وفي الحوار، الذي جرى معها عبر الهاتف، سألها عن سبب عدم حزنها على الضحايا من الأطفال الفلسطينيين، وعن المعتقدات الدينية التي تحرّكها، وخططها للضفة الغربية، ولماذا يجب اعتبار حقوق الإنسانية أمراً عاماً للجميع.
وهي مولودة بتل أبيب، عام 1945، لأب ولد في أمريكا، وأم ولدت بوارسو في بولندا. وقالت إنها تتعامل مع حركة الاستيطان كتواصل للاستيطان اليهودي قبل مئة عام أو أكثر، وأن الاستيطان هو الطريق للعودة إلى صهيون. وقالت إنها محاولة لإعادة الوطن اليهودي الممتد من النيل إلى الفرات.
وفيما أصبح شعار "من النهر إلى البحر” مثيراً للجدل في الغرب، إلا أنها لا ترى جدلاً في حدود إسرائيل من العراق إلى مصر، لأن "من يقرر القوانين هي الأمة التي تلقّت كلمة الله ووعده، وهي الأمة التي تستحقها، ومطالب المسيحيين والمسلمين ومفاهيمهم هي تقليد لما كان موجوداً. ولماذا في إسرائيل، يمكنهم العيش في أي مكان في العالم، وجاءوا بعدنا” في إشارة للفلسطينيين.
وقالت إن حرب عام 1967 كانت معجزة، وأثارت المشاعر العميقة تجاه مهد أمتنا، الخليل، شيلو، أريحا، نابلس و "بسبب معجزة الحرب، أصبح لدينا هذا الشعور الروحي بأن أمراً حدث باتجاه المشهد التوراتي. وشعرتُ أنني أريد أن أكون جزءاً من هذا الحادث المعجز”.
وعارض زوجها في البداية الانتقال من تل أبيب إلى الضفة الغربية (يهودا والسامرة)، ولكن حرب يوم الغفران، عام 1973، دفعته وإياها نحو حركة غوش إيمونيم الاستيطانية. وأجبرت زوجها وابنتيها للعيش أولاً في خيمة في الضفة الغربية، حيث تعيش منذ ذلك الوقت. وأنكرت أن تكون المستوطنات مقامة على مناطق ومجتمعات عربية "على خلاف ذلك، لا مجتمع في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أقيم على مكان أو أملاك عربية، ومن يقول هذا كذاب. وأتساءل لماذا تقول هذا، ولماذا قلته، مع أنك لا تعرف بحقائق التاريخ، ومن وضع هذه الفكرة في عقلك؟”.
وأكد الصحافي أن المجتمعات الفلسطينية طردت من أراضيها وأخرجت منها، لتقاطعه قائلة "لا يجب ألا تقرأ الأمور كهذا، أبداً، وليست هناك صور”، مع أن تقارير منظمة "بتسيلم” لحقوق الإنسان تقول إن أجزاء من مستوطنة كدوميم أقيمت على أراضي الفلسطينيين. ووجدت "السلام الآن” أن نسبة 40% من المستوطنات والكتل الاستيطانية أقيمت على أراض فلسطينية خاصة.
واتهمت المستوطنة الصحافي بأنه جاهل ولا يعرف بأفكارها ولم يقم بالتحضير للمقابلة، وعندما قال إنه يريد فهم سبب طرد الفلسطينيين، والذين، حسب رأيها، "يجب عليهم القبول بحقيقة أن أرض إسرائيل هي السيادية.. ونحن اليهود لنا فقط السيادة في دولة وأرض إسرائيل، ويجب أن يقبلوا بهذا”.
المستوطِنة: "أتبع قانون الطبيعة، أطفالي يتقدمون أولاً على أطفال العدو، نقطة. وأطفالي يأتون أولاً”.
وعندما سأل إن كانوا سيحصلون على كامل الحقوق لو قبلوا بالوضع؟ أجابت أن الفلسطينيين في إسرائيل منحهم بن غوريون التصويت، ولم يكن أمامه أي خيار، وكان يريد دولة بعد ثلاثة أعوام من الهولوكوست. ولكن النواب العرب في الكنيست لم يعملوا لصالح إسرائيل، بل وإقامة دولة فلسطينية. وبناء على هذا المنطق تقول المستوطنة المتطرفة:
"لا يحق للعرب في يهودا والسامرة [ الضفة الغربية] المشاركة في الكنيست، وخسروا حقهم للتصويت لها، ولن يحصلوا أبداً على هذا الحق”، وسيحصلون على التصويت في السلطة الوطنية لإدارة شؤونهم المدنية، ولكن ليس الكنيست، أبداً”.
وقالت إنها راضية نوعاً ما عن حكومة بنيامين نتنياهو، ولكن ليس بالقدر الذي يحقق خططها. وزعمت أن هناك 800.000 مستوطن في الضفة، وسيكبر عددهم لمليون ومليونين وثلاثة ملايين. وقالت إن خطتها التي سترضى عن تحقيقها هي زيادة عدد المستوطنين إلى مليونين، وبناء مستوطنات ومزارع جديدة. واشترطت بقاء الفلسطينيين في الضفة بقبولهم سيادة المستوطنين، ولكن بدون حقوق متساوية. وتقول إن الكتلة الاستيطانية هي قاعدة لمستوطنة أكبر، وهذا هو اسم اللعبة.
وردت على سؤال حول غزة: "الآن، أنا في طريقي لمقابلة تلفزيونية، حيث سأتحدث عن جهود حركتنا للعودة إلى غزة، كل غزة، وبناء مستوطنات”. واعتبرت خروج أرييل شارون من غزة خطأ، وزعمت أن كل العالم يعاني من "حماس” وأن غزة هي مشكلة العالم، ولا أحد مستعد لاستقبال عدد من الغزيين لأنه يكرههم. وقالت إنهم قد يذهبون إلى سيناء ومصر وتركيا.
وعندما سأل إنهم ليسوا مصريين أو أتراكاً، فلماذا يذهبون إلى هناك؟ قالت: "حسناً، الأوكرانيون ليسوا فرنسيين، ولكن عندما بدأت الحرب، ذهبوا إلى معظم البلدان”.
وقالت إن نتنياهو متعاطف مع حركتها، ولكنه لا يملك الشجاعة مثلهم. وعن تعاطفها مع الأطفال الفلسطينيين الذين سقطوا بسبب القنابل الإسرائيلية: "أتبع قانون الطبيعة، أطفالي يتقدمون أولاً على أطفال العدو، نقطة. وأطفالي يأتون أولاً”.
وعندما قال: نحن نتحدث عن أطفال ولا أعرف أن قانون الطبيعة هو ما نتحدث عنه هنا، قالت: "أطفالي هم أولاً”.