علاقة مسكنات الألم بمرض القرحة الهضمية
تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأحد، عن مرض القرحة الهضمية، الذي يحدث عندما تتشكل القروح المفتوحة أو القرحة في المعدة أو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة.
وتوضح نشرة المعهد ماهية مرض القرحة الهضمية، وأعراضه، وأسبابه، وعلاقته بتناول مسكنات الألم، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به، إضافة إلى طرق التشخيص والاختبارات، والعلاجات المستخدمة.
تتطور العديد من حالات مرض القرحة الهضمية لأن العدوى البكتيرية تأكل البطانة الواقية للجهاز الهضمي. الأشخاص الذين يتناولون مسكنات الألم بشكل متكرر هم أكثر عرضة للإصابة بالقرح.
ما هو مرض القرحة الهضمية؟ مرض القرحة الهضمية هو حالة تتطور فيها تقرحات أو تقرحات مؤلمة في بطانة المعدة أو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر). عادة، تحمي طبقة سميكة من المخاط بطانة المعدة من تأثير عصاراتها الهضمية. لكن عوامل كثيرة يمكن أن تقلل من هذه الطبقة الواقية، مما يسمح لحمض المعدة بإتلاف الأنسجة.
من هو الأكثر عرضة للإصابة بالقرحة؟ يصاب واحد من كل 10 أشخاص بالقرحة. تشمل عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية حدوث القرحة ما يلي: - الاستخدام المتكرر للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)، وهي مجموعة من مسكنات الألم الشائعة التي تشمل الأيبوبروفين. - وجود تاريخ عائلي للإصابة بالقرحة. - أمراض مثل أمراض الكبد أو الكلى أو الرئة. - شرب الكحول بانتظام. - التدخين.
ما الذي يسبب القرحة؟ اعتاد الناس على الاعتقاد بأن التوتر أو بعض الأطعمة يمكن أن تسبب القرحة. لكن الباحثين لم يجدوا أي دليل يدعم هذه النظريات. وبدلا من ذلك، كشفت الدراسات عن سببين رئيسيين للقرحة: - بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (H. pylori). - أدوية تخفيف الألم ( NSAID).
بكتيريا الملوية البوابية (H-Pylori): تصيب الملوية البوابية المعدة عادة. يعاني حوالي 50% من سكان العالم من عدوى الملوية البوابية، وغالبًا ما تكون بدون أي أعراض. يعتقد الباحثون أن الناس يمكن أن ينقلوا بكتيريا الملوية البوابية من شخص لآخر، خاصة أثناء مرحلة الطفولة. تلتصق بكتيريا الملوية البوابية بطبقة المخاط في الجهاز الهضمي وتسبب الالتهاب (التهيج)، مما قد يتسبب في انهيار هذه البطانة الواقية. يعد هذا التحلل مشكلة لأن معدتك تحتوي على حمض قوي مخصص لهضم الطعام. وبدون الطبقة المخاطية التي تحميها، يمكن للحمض أن يأكل أنسجة المعدة. ومع ذلك، بالنسبة لمعظم الناس، فإن وجود الملوية البوابية ليس له تأثير سلبي. فقط 10٪ إلى 15٪ من الأشخاص المصابين بالبكتيريا الحلزونية ينتهي بهم الأمر إلى الإصابة بالقرحة.
مسكنات الألم: سبب رئيسي آخر لمرض القرحة الهضمية هو استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، وهي مجموعة من الأدوية المستخدمة لتخفيف الألم. يمكن لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أن تسبب تآكل الطبقة المخاطية في الجهاز الهضمي. الأدوية التالية لديها القدرة على التسبب في ظهور القرحة الهضمية: الأسبرين، نابروكسين، إيبوبروفين، مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الموصوفة طبيًا. أما أسيتامينوفين فليس من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ولن يسبب ضررًا للمعدة. غالبًا ما يتم توجيه الأشخاص الذين لا يستطيعون تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية إلى تناول عقار الأسيتامينوفين. ليس بالضرورة أن كل من يتناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية سيصاب بالقرحة. من المحتمل أن يكون استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مع الإصابة بالبكتيريا الحلزونية هو الأكثر خطورة. الأشخاص المصابون بالبكتيريا الحلزونية والذين يستخدمون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بشكل متكرر هم أكثر عرضة للإصابة بأضرار في الطبقة المخاطية، ويمكن أن يكون الضرر أكثر خطورة. يزداد أيضًا ظهور القرحة نتيجة استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية إذا كنت: - تتناول جرعات عالية من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية. - تستخدم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بشكل مستمر لفترة طويلة. - تستخدم الكورتيكوستيرويدات (الأدوية التي قد يصفها طبيبك لعلاج الربو أو التهاب المفاصل أو الذئبة) في نفس الوقت الذي تتناول فيه مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية. - تبلغ من العمر 70 عامًا أو أكثر. - من الإناث. - لديك تاريخ من مرض القرحة.
وفي حالات نادرة، تسبب حالات أخرى مرض القرحة الهضمية. قد يصاب الأشخاص بالقرحة بعد: - الإصابة بمرض خطير بسبب الالتهابات أو الأمراض المختلفة. - إجراء عملية جراحية. - تناول أدوية أخرى، مثل الستيرويدات. يمكن أن يحدث مرض القرحة الهضمية أيضًا إذا كنت تعاني من حالة نادرة تسمى متلازمة زولينجر إليسون (ورم جاستريني). تشكل هذه الحالة ورمًا من الخلايا المنتجة للحمض في الجهاز الهضمي. يمكن أن تكون هذه الأورام سرطانية أو غير سرطانية. تنتج الخلايا كميات زائدة من الحمض الذي يؤدي إلى إتلاف أنسجة المعدة.
الأعراض: القروح الصغيرة قد لا تسبب أي أعراض وقد تشفى دون علاج. بعض القرح يمكن أن تسبب نزيفًا خطيرًا. يعد ألم البطن (غالبًا في الجزء العلوي الأوسط من البطن) من الأعراض الشائعة. يمكن أن يختلف الألم من شخص لآخر. بعض الناس ليس لديهم ألم.
أو قد يكون الألم: - في الجزء العلوي من البطن. - في الليل ويوقظك. - عندما تشعر بمعدة فارغة، غالبًا بعد 1 إلى 3 ساعات من تناول الوجبة.
تشمل الأعراض الأخرى ما يلي: - الشعور بالامتلاء ومشاكل في شرب كمية كبيرة من السوائل كالمعتاد. - الغثيان. - القيء. - براز دموي أو داكن اللون. - ألم في الصدر. - تعب. - القيء، وربما دموي. - فقدان الوزن. - حرقة المعدة المستمرة.
التشخيص والاختبارات: كيف يتم تشخيص القرحة؟ قد يتمكن طبيبك من وضع التشخيص بمجرد التحدث معك عن الأعراض التي تعاني منها. إذا أصبت بقرحة ولم تتناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، فمن المحتمل أن يكون السبب هو عدوى الملوية البوابية. لتأكيد التشخيص، ستحتاج إلى أحد هذه الاختبارات:
1) التنظير: إذا كانت لديك أعراض حادة، فقد يوصي طبيبك بإجراء تنظير داخلي علوي لتحديد ما إذا كان لديك قرحة. في هذا الإجراء، يقوم الطبيب بإدخال منظار داخلي (أنبوب صغير مضاء مزود بكاميرا صغيرة) من خلال حلقك إلى معدتك للبحث عن أي تشوهات.
2) اختبارات بكتيريا الملوية البوابية: تُستخدم الآن اختبارات الإصابة بالبكتيريا الحلزونية على نطاق واسع وسيقوم طبيبك بتخصيص علاج لتقليل الأعراض وقتل البكتيريا. اختبار التنفس هو أسهل طريقة لاكتشاف الملوية البوابية. يمكن لمزودك أيضًا البحث عنه من خلال اختبار الدم أو البراز، أو عن طريق أخذ عينة أثناء التنظير العلوي.
3) اختبارات التصوير: وفي كثير من الأحيان، يتم استخدام اختبارات التصوير مثل الأشعة السينية والأشعة المقطعية للكشف عن القرحة. عليك أن تشرب سائلًا محددًا يغطي الجهاز الهضمي ويجعل القرح أكثر وضوحًا لأجهزة التصوير.
العلاج: سيوصي الطبيب بأدوية لعلاج القرحة ومنع الانتكاس. الأدوية سوف: - تساعد على قتل بكتيريا الملوية البوابية إن وجدت. - تساعد على تقليل مستويات الحمض في المعدة. وتشمل هذه حاصرات (H2) مثل رانيتيدين (زانتاك)، أو مثبط مضخة البروتون (PPI) مثل أوميبرازول (بريلوسيك)، لانسوبرازول (بريفاسيد)، إيسوميبرازول (نيكسيوم)، رابيبرازول (أسيبهيكس) أو بانتوبرازول (بروتونيكس).
فإذا كنت تعاني من قرحة هضمية مصاحبة لعدوى الملوية البوابية، فإن العلاج القياسي يستخدم مجموعات مختلفة من الأدوية التالية لمدة 7 إلى 14 يومًا: - مضادان حيويان مختلفان لقتل بكتيريا الملوية البوابية. - مثبطات مضخة البروتون مثل أوميبرازول (بريلوسيك)، لانسوبرازول (بريفاسيد)، أو إيزوميبرازول (نيكسيوم). - يمكن إضافة البزموت سبساليسيلات (المكون الرئيسي في بيبتو بيسمول) للمساعدة في قتل البكتيريا. - ستحتاج على الأرجح إلى تناول مثبطات مضخة البروتون (PPI) لمدة 8 أسابيع إذا: 1) كان لديك قرحة بدون عدوى الملوية البوابية. 2) إذا كانت تنجم القرحة عن تناول الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية. قد يصف لك الطبيب أيضًا هذا النوع من الأدوية بانتظام إذا واصلت تناول الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لحالات صحية أخرى.
الأدوية الأخرى المستخدمة للقرحة هي: - الميزوبروستول، وهو دواء قد يساعد في الوقاية من القرحة لدى الأشخاص الذين يتناولون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بشكل منتظم. - الأدوية التي تحمي بطانة الأنسجة، مثل سوكرالفات.
إذا كانت القرحة الهضمية تنزف كثيراً، فقد تكون هناك حاجة إلى طرق أخرى لوقف النزيف. تشمل الطرق المستخدمة لوقف النزيف ما يلي: - حقن الدواء في القرحة. - العلاج الحراري على القرحة.
قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية إذا: تسببت القرحة في تمزق في المعدة أو الاثني عشر.