اللحظات الأولى من طوفان الأقصى .. تقرير يكشف ما جرى فجر السابع من أكتوبر
على الرغم من مرور 4 أسابيع على معركة طوفان الاقصى الذي نفّذته المقاومة يوم السابع من أكتوبر الماضي في الأراضي المحتلة، وأسفر عن مقتل 351 جندي وضابط عسكري إسرائيلي لغاية الآن بحسب جيش الاحتلال.
فقد كشف تقرير بريطاني جديد عن أن التعليمات كانت تملى على الآلاف من مقاتلي الحركة بشكل شفهي، وذلك ضمن سلسلة من إجراءات سرية صممت لخداع أحد أقوى أنظمة المراقبة في العالم، وتفادي شبكة جواسيسها، بحسب صحيفة "الغارديان".
وأوضح التقرير أن قادة حماس وضعوا خطة لم يعلموا المقاتلين بها، إلى أن حان وقت التنفيذ يوم السابع من أكتوبر، حيث صدرت الأوامر الأولى قبل الساعة الرابعة فجرا، وتوجب حينها على المعنيين حضور دورات تدريبية عادية.
إلا أن اللافت في الأمر عدم حضور صلاة الفجر في المساجد كالمعتاد.
بعد ساعات، أصدرت الحركة تعليمات جديدة، كانت واضحة ومفهومة، إلا أنها كانت بشكل شفهي أيضاً، مثل "أحضر أسلحتك والذخيرة التي تملك واجمعها في معالم محددة".
كما لفت التقرير إلى أن صياغة خطة عملية "طوفان الأقصى"، تمت من قبل مجموعة من قادة حماس المخضرمين، حتى انتشرت التعليمات في جميع أنحاء غزة بعد الفجر بساعات وبشكل متسلسل.
وأعطيت التعليمات أولاً لقادة الكتائب المكونة من 100 مقاتل أو أكثر، ثم لقادة الفصائل المكونة من 20 أو 30، والذين أخبروا قادة الفرق على رأس العشرات، الذين مروا بالكتائب.
وكانت أولى التعليمات أن على المقاتلين الاندفاع عبر الفجوات التي سيتم تفجيرها وتحطيمها على السياج المحيط بغزة والذي تبلغ تكلفته مليار دولار، ثم مهاجمة الجنود الإسرائيليين على الجانب الآخر، وفقا لمصادر متعددة، بما في ذلك اجتماعات مع مسؤولي المخابرات الإسرائيلية، وخبراء، ومصادر لديها معرفة مباشرة بتقارير استجواب لمقاتلي حماس الذين تم أسرهم خلال الهجمات، والمواد التي نشرتها حماس و الجيش الإسرائيلي أيضاً.
ويرجع الخبراء أسباب نجاح العملية إلى أحد أهم العوامل، وهو العدد الهائل من الأشخاص، الذين تسللوا عبر السياج، حيث تحدثت بعض المصادر عن 3000 شخص، بما في ذلك أعضاء من حركة الجهاد، التي انضمت للعملية يومها دون أن يكون لها علم مسبق بها.
كما تدفق مدنيون من غزة وسط الفوضى، وقد شجعتهم الاستجابة البطيئة للأمن الإسرائيلي.
وأوضحت الأوامر المكتوبة لوحدات حماس خطة دقيقة وضعها رجلان تعتقد إسرائيل أنهما المخططان الرئيسيان للمعركة: يحيى السنوار، القائد العام لحماس في القطاع ومحمد الضيف، قائد المنطقة العسكرية التابعة لحماس. كتائب القسام وفرق النخبة، حيث تم فيهما إعطاء كل وحدة هدفًا منفصلاً.
كذلك أشار التقرير إلى أن أوامرهم كانت في كثير من الأحيان مصحوبة بخرائط توضح تفاصيل الدفاعات والمواقع الرئيسية داخل أهدافهم بالاعتماد على معلومات مستمدة من بعض المتعاطفين العاملين في إسرائيل.
وتم إعطاء 3 مهام لوحدات مختلفة، حيث صدرت الأوامر للمجموعة الأولى بمهاجمة القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تعاني من نقص الأفراد وغير المجهزة حول غزة.
إلى ذلك، يعتقد مسؤولو الأمن الإسرائيليون أن القيادة السياسية لحماس في الخارج لم يتم إخبارها بتفاصيل العملية،كما أكد مصدر مقرب من حماس أكد لرويترز الشهر الماضي "كانت دائرة ضيقة للغاية".
وكان مسؤولون في حماس كشفوا أن التخطيط للهجوم بدأ قبل عامين، بعد مداهمة الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الجدول الزمني كان أقصر، ربما سنة أو 18 شهراً، وخلال هذه الفترة بُذلت جهود لتعزيز الاعتقاد الإسرائيلي بأن حماس حولت تركيزها من العنف ضد إسرائيل إلى التنمية الاقتصادية في غزة.