هل تغير الهدن قواعد الاشتباك أم تقود لوقف إطلاق النار؟

الهدن المؤقتة السبيل الوحيد امام الولايات المتحدة لخفض التصعيد في الاقليم ؛ فهي توفر الفرصة لادارة الرئيس بايدن لتبريد المشهد الاقليمي المتفجر الذي اوحى فيه التصعيد على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا وفي مياه البحر الاحمر.

نتنياهو وقبيل انطلاق وزير خارجية اميركا بلينكن في رحلته اعلن قبوله الضمني بدعوات البيت الابيض لهدن مؤقتة؛ اذ لن تقف عائق امام قدرة الاحتلال على مواصلة الهجمات الوحشية على الفلسطينيين بعد ان صرح البيت الابيض بان الهدن لن تمنع (اسرائيل) من ممارسة ما اسماه الدفاع عن النفس.

المناورة المتعلقة بالهدن الانسانية تهدف لاعطاء الكيان فسحة جديدة من الوقت لتحقيق اهداف عسكرية ترفع عنه حرج هزيمة السابع من اكتوبر والفشل المتواصل في تحقيق اهداف عسكرية ميدانية؛ كما انها تفتح الباب لامكانية خفض التصعيد على الحدود اللبنانية والسورية و محيط القواعد الامريكية؛ وتهيئ الظروف لفصل المسارات والساحات التي باتت تتقارب الى حد اثقل كاهل الالة العسكرية الاسرائيلية والامريكية في المنطقة .

الهدف الاخير من مناورة الهدن الامريكية التي تعد ابعد ما يكون عن تحقيق اهداف انسانية قدرتها على توفير اليات اكثر فاعلية للتفاوض؛ وصولا الى وقف شامل لاطلاق النار يرفع الحرج عن الولايات المتحدة في حالة فقدان الهجوم البري لجيش الاحتلال زخمه وعجزه عن تحقيق اهداف عسكرية.

اميركا باتت منشغلة في الصراع الدائر في فلسطين المحتلة وهي تعاني من الشلل السياسي والعسكري في الساحة الدولية بما فيها اوكرانيا و بحر الصين الجنوبي وصولا الى الباسفيك؛ أمر لا تستطيع احتمالة لوقت طويل؛ ما يعني ان البحث عن مخرج من الحرب مسالة ضرورية واساسية ولاتحتمل التاجيل رغم الغطرسة والعنجهية التي يبديها بلينكن وبايدن والقادة العسكرين في اميركا.

رغم ذلك كله سيبقى موقف المقاومة الفلسطينية وحركة حماس العنصر الحاسم في قبول الهدن المؤقته أو رفضها وتحديد قواعد الاشتباك فيها ومسارها بما يخدم اهداف المقاومة لا اهداف الاحتلال؛ وهي معركة معقدة بحد ذاتها تؤثر فيها عوامل عدة، أبرزها آلية التواصل وغرف التفاوض.

فهل تقود الهدن لتغير قواعد الاشتباك والاستنزاف لمرحلة طويلة تمتد لاشهر؛ أم تفضي لوقف شامل لاطلاق النار؟.. سؤال ستجيب عنه الساعات القليلة القادمة.