الحراك الاردني وصناعة الابطال




مع انطلاق الحراك الشعبي الاسبوعي منذ عام برزت ظاهرة جديره بالاهتمام والدراسه وهي ظاهرة صناعة الابطال والمصلحين وهي اخذه بالانتشار بشكل كبير جدا حيث ان البعض قد وجد ضالته فيما يسمى بالربيع العربي وتأثيره الكبير في اتساع وزيادة الحراك الشعبي والشبابي في الاردن واعتبر ما يجري في الشارع الاردني فرصة ذهبية ولن تتكرر ابدا ليتصدر المشهد العام باعتباره بطلا اردنيا ومصلحا وصالحا يتمتع بكل مؤهلات الرجل السياسي الذي لم تلد مثله امهات الاردنيين مع ان تاريخه في العمل العام يشير الى العكس تماما في طريقة تعامله مع المعارضه على سبيل المثال ومختلف شؤون الحياة العامه في الاردن ، ويبدو ان البعض اصبحت لدية قناعه راسخه ان اقصر طريقه للشهره والبطوله هي ان يكون معارضا لكل شيء وان يسيء بشكل مباشر او غير مباشر لرأس النظام وللاسره الهاشمية كما سمعنا من بعض الاشخاص الذين اساءوا وبشكل كبير جدا لرأس الدوله ولا ادري ما هو السبب الحقيقي لذلك وما هو الدافع سوى البحث عن الشهرة والبطولة الفارغه فالمعارضه للسياسات الحكومية شيء والاساءه للدوله الاردنية ورموزها شيء اخر ومختلف كليا وشتان بين هذا وذاك .
حتى الشباب صغار السن والذين انضموا لبعض الحراكات الشبابية بمسميات مختلفه اصبحوا هم ايضا يبحثون عن دور البطوله في مسرحية الحراك هذه ولا احد يريد ان يأخذ دور ثانوي او حتى دور كومبرس بل دور البطوله فهذه اصبحت مطمع لكل متاجر بالوطن او من يقدم مصالحه الشخصية على المصلحه العامه حتى لو كانت نتاج اساءه مشينه للدوله الاردنية ورموزها او حرق لصورة الملك على سبيل المثال او تحويل قضية شخصية عاطفية الى قضية سياسية و رأي عام وتحميل الدوله مسؤوليتها كما حصل مع حادثة طعن ايناس مسلم التي تحولت الى قضية سياسية وبسرعة تدخل كتاب الرد السريع بمقالات تتهم الدوله والاجهزه الامنية بتدبير تلك الحادثه ( مجنون يحكي وعاقل يسمع) ، وان سبب حادثة الطعن مقال كتبته تلك الفتاة عن لقاء سمو الامير الحسن مع التلفزيون الاردني فهل من السذاجه ان نصدق ان الدوله الاردنية تستهدف ايناس بالطعن بسبب مقال كتبته وهل الشعب الاردني بهذا السذاجه ان يصدق ان الحكومه الاردنية بعد كل هذا التعب والجهد الكبيرين في تعاملها مع الاف المسيرات والاعتصامات ومئات الاساءات اليها ولرمز الدوله الاردنية على مدار عام كامل ان تخسرهما مقابل طعن فتاة صغيرة مثل ايناس مع ان هناك غيرها من اساء اكثر منها حتى من احرق صورة الملك قد تم حمايته من قبل الدرك والشرطه من الجمهور الغاضب ، والمتتبع لسيرة بني هاشم منذ تأسيس الدولة الاردنية ولغاية الان يرى مدى اتساع صدرها في تحمل الاساءات الكثيره والكل يشهد هنا في الاردن حتى المعارضه ان النظام الهاشمي لم يستعمل العنف والقتل والاعدامات ضد من يعارضونهم وحتى من حاول الانقلاب على المغفور له الملك حسين لم يتم اعدامهم وزيادة على ذلك حتى من حاول اغتيال الملك حسين رحمه الله تم اخراجه من السجن بعد فترة بسيطه ولو كان في دوله اخرى لتم اعدامه مع اسرته وعشيرته حتى ما شهدناه هذه الايام من اساءات كثيره للملك عبدالله واسرته قوبلت بسعة الصدر والتسامح فهل بعد هذا كله يقوم النظام مثلا بتحريض اي شخص لطعن فتاة لا زالت في مرحلةالطفولة السياسية والحياتية .
لنتوقف قليلا عن هذه المهاترات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع ولنكون صادقين مع انفسنا في الطرح والمعارضه وان نبتعد عن صناعة ابطال الكرتون الذين ليس لهم هم ولا عمل سوى الاساءة الى الاردن وليس كما يقال حراك من اجل الاردن لان من يعمل لاجل الاردن ومن اجل رفعته وتقدمه ولاجل الاصلاح لا يخترع قصص واكاذيب ويجعل من نفسه اسطورة العصر والمصلح العظيم ولا يتهم الغير بالباطل ففاقد الشيء لا يعطيه .