الحسابات المرحلية للربح والخسارة في "طوفان الأقصى"
قد يتحفظ البعض على عملية التقييم المبكر للمواجهات الدائرة في قطاع غزة، ويدفع بأن التقييم يكون دقيقا، ومعبرا عند نهايات الحرب وليس خلالها. وفي ذلك تطبيق لنظريات عسكرية ترى أن الحروب تكون محكومة بخواتيمها، وقد تمتد العملية إلى مراحل لاحقة وفقا لنتائجها.
غير أن ذلك لا يلغي أهمية التقييم المرحلي، بحيث يتم اعتماد مخرجاته كمؤشرات لها ما لها من تأثير على سير المواجهات، وتصويب المواقف، ليس فقط بالنسبة لأطراف الصراع وإنما لمواقف الفرقاء الذين يدعمونهم، والذين يتأثرون سلبا أو إيجابا بتلك المخرجات.
ومع أن التقييم يحتاج إلى خبراء عسكريين ومتخصصين في مجالات شتى وإلمام بكافة التفاصيل المعتمدة في حسابات الربح والخسارة، إلا أنه ليس صعبا الوصول إلى عملية تقييم مرحلية استنادا إلى المعطيات المنظورة، والمعلومات المتاحة، وربطها بالأهداف المعلنة لكل فريق، وبحيث تقتصر العملية على بيان ما تحقق من أهداف أعلنها كل فريق.
ففي» طوفان الأقصى» هناك أهداف معلنة من قبل كل فريق، وهناك محاولات تقييم شعبية لمخرجات تلك الحرب خطوة خطوة، قياسا بما أعلنه كل طرف.
فالمقاومة ـ على سبيل المثال ـ أعلنت منذ البداية أنها تسعى إلى رد الاعتبار للقضية الفلسطينية، وإعادتها إلى دائرة الاهتمام الدولي. ووضع حد للتطاول الذي أصبح عادة شبه يومية على الشعب الفلسطيني والمقدسات، ومواصلة تدنيس المسجد الأقصى من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة، والمستوطنين الذين قامت تلك الحكومة بتسليحهم وتشجيعهم على قتل المدنيين الفلسطينيين. كما أعلنت أنها ستجبر حكومة الاحتلال إلى إعادة الأسرى الفلسطينيين لديها ومبادلتهم بالأسرى الذين ستقبض عليهم في تلك المواجهات رافعة شعار» تبييض السجون».
أما الأهداف الضمنية فتتمثل بخلخلة حكومة الاحتلال وجيشه وتوجيه رسالة لهم بأن هناك طرفا ثانيا قويا يستطيع مواجهتهم.
التقييم الشعبي يخلص إلى أن المقاومة حققت الجزء الأكبر من تلك الأهداف، فقد ردت الاعتبار للشارع الفلسطيني، وللقضية الفلسطينية ووضعتها على سلم الأولويات على المستويين الإقليمي والدولي. كما نجحت في كسر شوكة الجيش الإسرائيلي الذي كان يوصف بأنه لا يقهر وحكومة التطرف في إسرائيل ووضعتها على حافة الانهيار. وكشفت المقاومة عن امتلاكها لقوة نجحت في تطويرها إلى المستوى الذي مكنها من مواصلة رشق أقصى المواقع الإسرائيلية بوجبات من الصواريخ بشكل يومي ولأكثر من جولة.
واستطاعت أسر المئات من العسكريين الإسرائيليين، واشترطت تبييض السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين مقابل الإفراج عنهم.
ويبدو أن الخلاف ـ حتى اللحظة ـ يتركز على عدد الأسرى الذين ستشملهم الصفقة ستفرج فإسرائيل ما تزال ترفض تبييض السجون، وترى أن المطلب كبير ومبالغ به. غير أن التوقعات تؤشر على أنها ستضطر لتلبية المطلب في ضوء تواصل الإخفاقات التي تمنى بها ومن أبرزها مقتل قائد أحد الألوية.
ومن أبرز النجاحات منع المتطرفين اليهود من الوصول إلى المسجد الأقصى، فقد كان آخر مشهد لهم داخل الأقصى في السابع من أكتوبر عندما هربوا مع أول صافرة إنذار أطلقت بالتزامن مع صواريخ المقاومة.
بالنسبة لإسرائيل، فقد وضعت على رأس أهدافها تدمير حركة حماس بشكل كامل، وتدمير بنيتها التحتية وكافة الأنفاق التي اقامتها تحت الأرض في القطاع. كما اشترطت إطلاق سراح كافة» الرهائن» لدى المقاومة دون قيد أو شرط. وشاركتها دول أخرى في تلك الأهداف من بينها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية. وقدمت لها كل الدعم.
والتقييم الشعبي يؤشر على أن أيا من تلك الأهداف لم يتحقق، فلا المقاومة أطلقت الرهائن لديها، ولا الجيش الإسرائيلي نجح في الوصول إلى البنية التحتية المطلوب رأسها. وبدت وكأنها تتراجع عن الهجوم البري والاستعاضة عنه بعمليات توغل فرعية، كانت محصلتها مواجهات مع المقاومة.
فكل ما فعلته إسرائيل تدمير مواقع سكنية والاعتداء على مستشفيات ومدارس وجمعيات ومراكز إيواء، وقتل آلاف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ واعتقال آلاف المدنيين من الضفة الغربية. الأمر الذي يعتبره متخصصون بانه ليس حربا، ولا علاقة له بالحرب وإنما جرائم حرب.
فالتقييم الشعبي وغيره يعتبر ذلك» جبنا»، ذلك أنه من السهل جدا إرسال طائرات وصواريخ وإطلاق مدافع لتدمير الأحياء السكنية وقتل المدنيين الأبرياء وقصف المستشفيات. بينما الحرب أن تكون المواجهة بين الجيوش والمسلحين.
والنتيجة الأخرى التي يشير لها العامة أن المجتمع الدولي قد تراجع كثيرا في تأييد إسرائيل بعد أن عرفوا الحقيقة وتأكدوا من التضليل الإعلامي الذي مارسته إسرائيل وأنصارها. وفي ذلك نصر آخر يسجل للمقاومة.
ويبقى التقييم النهائي مرهونا بتطورات الموقف وبنهاية المواجهة التي يؤكد الجانب الإسرائيلي أنها ستطول كثيرا. بينما ترى المقاومة أن نصرها سيكون قريبا.
غير أن ذلك لا يلغي أهمية التقييم المرحلي، بحيث يتم اعتماد مخرجاته كمؤشرات لها ما لها من تأثير على سير المواجهات، وتصويب المواقف، ليس فقط بالنسبة لأطراف الصراع وإنما لمواقف الفرقاء الذين يدعمونهم، والذين يتأثرون سلبا أو إيجابا بتلك المخرجات.
ومع أن التقييم يحتاج إلى خبراء عسكريين ومتخصصين في مجالات شتى وإلمام بكافة التفاصيل المعتمدة في حسابات الربح والخسارة، إلا أنه ليس صعبا الوصول إلى عملية تقييم مرحلية استنادا إلى المعطيات المنظورة، والمعلومات المتاحة، وربطها بالأهداف المعلنة لكل فريق، وبحيث تقتصر العملية على بيان ما تحقق من أهداف أعلنها كل فريق.
ففي» طوفان الأقصى» هناك أهداف معلنة من قبل كل فريق، وهناك محاولات تقييم شعبية لمخرجات تلك الحرب خطوة خطوة، قياسا بما أعلنه كل طرف.
فالمقاومة ـ على سبيل المثال ـ أعلنت منذ البداية أنها تسعى إلى رد الاعتبار للقضية الفلسطينية، وإعادتها إلى دائرة الاهتمام الدولي. ووضع حد للتطاول الذي أصبح عادة شبه يومية على الشعب الفلسطيني والمقدسات، ومواصلة تدنيس المسجد الأقصى من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة، والمستوطنين الذين قامت تلك الحكومة بتسليحهم وتشجيعهم على قتل المدنيين الفلسطينيين. كما أعلنت أنها ستجبر حكومة الاحتلال إلى إعادة الأسرى الفلسطينيين لديها ومبادلتهم بالأسرى الذين ستقبض عليهم في تلك المواجهات رافعة شعار» تبييض السجون».
أما الأهداف الضمنية فتتمثل بخلخلة حكومة الاحتلال وجيشه وتوجيه رسالة لهم بأن هناك طرفا ثانيا قويا يستطيع مواجهتهم.
التقييم الشعبي يخلص إلى أن المقاومة حققت الجزء الأكبر من تلك الأهداف، فقد ردت الاعتبار للشارع الفلسطيني، وللقضية الفلسطينية ووضعتها على سلم الأولويات على المستويين الإقليمي والدولي. كما نجحت في كسر شوكة الجيش الإسرائيلي الذي كان يوصف بأنه لا يقهر وحكومة التطرف في إسرائيل ووضعتها على حافة الانهيار. وكشفت المقاومة عن امتلاكها لقوة نجحت في تطويرها إلى المستوى الذي مكنها من مواصلة رشق أقصى المواقع الإسرائيلية بوجبات من الصواريخ بشكل يومي ولأكثر من جولة.
واستطاعت أسر المئات من العسكريين الإسرائيليين، واشترطت تبييض السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين مقابل الإفراج عنهم.
ويبدو أن الخلاف ـ حتى اللحظة ـ يتركز على عدد الأسرى الذين ستشملهم الصفقة ستفرج فإسرائيل ما تزال ترفض تبييض السجون، وترى أن المطلب كبير ومبالغ به. غير أن التوقعات تؤشر على أنها ستضطر لتلبية المطلب في ضوء تواصل الإخفاقات التي تمنى بها ومن أبرزها مقتل قائد أحد الألوية.
ومن أبرز النجاحات منع المتطرفين اليهود من الوصول إلى المسجد الأقصى، فقد كان آخر مشهد لهم داخل الأقصى في السابع من أكتوبر عندما هربوا مع أول صافرة إنذار أطلقت بالتزامن مع صواريخ المقاومة.
بالنسبة لإسرائيل، فقد وضعت على رأس أهدافها تدمير حركة حماس بشكل كامل، وتدمير بنيتها التحتية وكافة الأنفاق التي اقامتها تحت الأرض في القطاع. كما اشترطت إطلاق سراح كافة» الرهائن» لدى المقاومة دون قيد أو شرط. وشاركتها دول أخرى في تلك الأهداف من بينها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية. وقدمت لها كل الدعم.
والتقييم الشعبي يؤشر على أن أيا من تلك الأهداف لم يتحقق، فلا المقاومة أطلقت الرهائن لديها، ولا الجيش الإسرائيلي نجح في الوصول إلى البنية التحتية المطلوب رأسها. وبدت وكأنها تتراجع عن الهجوم البري والاستعاضة عنه بعمليات توغل فرعية، كانت محصلتها مواجهات مع المقاومة.
فكل ما فعلته إسرائيل تدمير مواقع سكنية والاعتداء على مستشفيات ومدارس وجمعيات ومراكز إيواء، وقتل آلاف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ واعتقال آلاف المدنيين من الضفة الغربية. الأمر الذي يعتبره متخصصون بانه ليس حربا، ولا علاقة له بالحرب وإنما جرائم حرب.
فالتقييم الشعبي وغيره يعتبر ذلك» جبنا»، ذلك أنه من السهل جدا إرسال طائرات وصواريخ وإطلاق مدافع لتدمير الأحياء السكنية وقتل المدنيين الأبرياء وقصف المستشفيات. بينما الحرب أن تكون المواجهة بين الجيوش والمسلحين.
والنتيجة الأخرى التي يشير لها العامة أن المجتمع الدولي قد تراجع كثيرا في تأييد إسرائيل بعد أن عرفوا الحقيقة وتأكدوا من التضليل الإعلامي الذي مارسته إسرائيل وأنصارها. وفي ذلك نصر آخر يسجل للمقاومة.
ويبقى التقييم النهائي مرهونا بتطورات الموقف وبنهاية المواجهة التي يؤكد الجانب الإسرائيلي أنها ستطول كثيرا. بينما ترى المقاومة أن نصرها سيكون قريبا.