18 يومًا صدعت الاقتصاد الإسرائيلي
اخبار البلد-
بعد أن أثبتت معركة «طوفان الأقصى» قدرتها على الاستمرار، وكشفت الغطاء عن وهن قدرات احد اقوى الجيوش في العالم، كما ازاحت اقوى قوة تكنولوجية بعد الولايات المتحدة خاصة فيما يتعلق بتكنولوجيا التجسس عن موقعها بعد فشلها في تعقب المقاومة الفلسطينية الباسلة، جاء دور حساب تكاليف هذا العدوان الغاشم غير المسبوق نسبة وتناسبا في حجم القطاع وعدد السكان في اي من دول العالم موجهة ما يعادل قنبلة ذرية عليه، بل واسلحة محرمة دوليا على اطفاله ونسائه، في عملية ابادة جماعية تحت عنوان «حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها»، عدا ما تقترفه آلة الحرب الشعواء في الضفة الغربية ومدنها.
جاء الآن دور حساب الكلف الاقتصادية والتدمير الذي طال هذا الاقتصاد المعتز بنفسه والذي يعتبر ان اي شراكة معه مكسب للطرف الاخر، لتتكشف بعده مدى تعطش هذا الكيان الغاشم للدم وإدمانه على رائحته بل وتلذذه ومن والاه في القتل باساليب اقل ما توصف بالبشعة، ليضرب الكيان بعرض الحائط حتى مكتسباته المادية على مر 75 عاما عرضا الحائط مقابل نقطة دم طاهرة تسيل من شرايين المقاوم والطفل والمرأة الفلسطينية.
18 يوما صدعت جدران قلعتهم الاقتصادية بالمعنى الحرفي للكلمة فلا شيء بقي كما هو، بل والمستقبل القريب والمتوسط تلوح في افقه نُذر تشاؤم لتعويض حجم الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الصهيوني ولله الحمد، علما بان هذه الخسائر جاءت مترافقة مع كميات الدعم غير المسبوقة المقدمة سواء من الجمعيات الصهيونية في الدول الغربية وامريكا اضافة الى دعم واشنطن المباشر لدولة العدو الصهيوني بالعتاد والاسلحة المتقدمة عدا عن الاموال المقدمة حتى يتم القضاء، بحسب اعتقادهم الخائب ان شاء الله، على المقاومة.
في قراءة سريعة فيما جنى به الكيان الصهيوني على دولته المزعومة نرى بان وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» خفضت امس نظرتها المستقبلية للاقتصاد الإسرائيلي من مستقرة إلى سلبية عند (AA-)، وسط ارتفاع حدة المخاطر المحدقة بالاقتصاد بسبب العدوان على قطاع غزة، محذرة من التداعيات السلبية لاستمرار الحرب، مع توقعات بان زيادة امد العدوان سيكون له تأثير أكثر سوءا على اقتصاده، وكانت وكالة موديز سابقا قد وضعت تصنيف ديون إسرائيل قيد المراجعة لخفض التصنيف؛ في حين وضعت وكالة فيتش التصنيف الائتماني تحت المراقبة السلبية، وكلاهما يشيران إلى تبعات سلبية بسبب الحرب.
أما تقديرات مالية العدو الصهيوني فان هذه الايام المعدودات قد كبدت خزينة دولتهم المزعومة 18 مليار دولار اي 3.5% من الناتج المحلي الاجمالي لاقتصادهم، ما يعادل مليارا يوميا، فيما تصل خسارة سوق العمل 1.2 مليار دولار اسبوعيا، ويقدر عجز موازنة العام المقبل بـ 20 مليار دولار.
اما كلف التعويضات لشعبهم فقدرتها ماليتهم بنحو 4.25 مليار دولار، وتراجع بقيمة 7.75 مليار دولار من عوائد الضرائب، عدا عن كلف السلاح والذخيرة التي سترتفع مع زيادة وحشية هجومهم.
هذا كله يُضاف اليه، خسارة ما جمعوه من يهود في الشتات، ذلك انه ولغاية يوم امس بلغ عدد المهاجرين عكسيا والعائدين الى اوطانهم الاصلية نحو نصف مليون اسرائيلي، لتهتز معه قدرة هذا الكيان على الاستمرار.
هذه المقاومة التي ارادت اسرائيل استنطاق العالم وخاصة العربي والاسلامي على اعتبار انها ارهاب داعشي يجب التبرؤ منه ومحاربته، لم يدخل فقط الى حصنها الحصين بل وبدأ بتفكيك زواياه الرئيسية بحرفية متناهية.
«المقاومة» هي من تاجرت مع الله فربحت... ولنرَ متى وكيف سيتمكن هذا الكيان الفاشي المغتصب من لملمة اشلائه التي تناثرت هنا وهناك.