قمة القاهرة للسلام بمشاركة عربية ودولية


أخبار البلد - عقدت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري على وقع الحرب على غزة وبدعوة مصرية قمة القاهرة للسلام بمشاركة فلسطينية وأردنية وعربية ودولية يمثلون 40 دولة ومنظمة اقليمية ودولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للتباحث في تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية .


وفي الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الرئيس المصري شدد على أن تصفية القضية الفلسطينية من دون حل عادل لن تحدث ، والتهجير القسري للفلسطينيين يعني انتهاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة ، ودعا  الى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتفادي توسع الصراع حيث أن نحو  2،5  مليون نسمة في غزة يعانون من الحصار والتجويع والعقاب الجماعي ، والتهجير القسري الى سيناء يعني تصفية القضية الفلسطينية ولن نقبل تصفية قضية فلسطين على حساب أي دولة في المنطقة  ، وحرب غزة كشفت عن خلل بقيم المجتمع الدولي بشأن الأزمات


وأشار جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته الى عواقب التقاعس الدولي بشأن غزة بأنه سيكون كارثية على الجميع ،ولا يمكن القبول بسياسة العقاب الجماعي ضد سكان غزة ، والحملة العسكرية غير مسبوقة وترقى للعقاب الجماعي ووجوب حماية المدنيين وعدم استهدافهم وفقا للقانون الدولي، وتطبيق القانون الدولي انتقائي وحقوق الانسان تتوقف عند الحدود وباختلاف الأعراق والأديان ، وعند توقف القصف لن يتم محاسبة اسرائيل وسيستمر ظلم الاحتلال ، وفرض التهجير جريمة حرب وخط أحمر ، وكارثة غزة تدفع المنطقة الى الهاوية ، ومر أسبوعان على الحصار والصمت الدولي مستمر


أما الرئيس الفلسطيني فحذر  من طرد الفسطينيين وأكد  أن الأمن والسلام يتحققان  بحل الدولتين والشعب الفلسطيني لن يقبل بالتهجير وسيبقى صامدا في أرضه ولن يرحل ، فيما دعا وزير الخارجية السعودي بكلمته  الى الزام اسرائيل لاحترام القانون الدولي واستهداف المدنيين استهداف للقانون الدولي والى وقف التصعيد في غزة ونشجب استهداف المدنيين وندعو لتوفير الحماية لهم ، أما رئيس الوزراء العراقي فأشار الى أن الصراع في غزة يهدد امدادات الطاقة العالمية ويفتح الباب أمام صراعات أعمق وأوسع والفلسطينيون يتعرضون لابادة جماعية  ويحذر من تذويب  القضية الفلسطينية وأن الشعب الفلسطيني صاحب الحق في تقرير مصيره  ونرفض تهجير الفلسطينيين من غزة ومحاولة اعادة توطينهم، و رفض ولي العهد الكويتي دعوات تهجير الفلسطينيين وشدد على أهمية ايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية ، وحذر وزير الخارجية التركي من تمدد الصراع في الشرق الأوسط ودعا للعودة لمسار السلام ووقف العتف وايصال المساعدات الانسانية .


وفي الجانب الاخر من كلمات الوفود الأوروبية فقد أظهرت تباينا مع المواقف العربية وحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها  وعدم ادانة قصف اسرائيل للمدنيين وعدم الاشارة الى معاناة أهل غزة والسماح لاسرائيل باستخدام القوة واغفالها انتهاكات اسرائيل ، وهذا الخلاف بين الوفود العربية والأوروبية بقمة القاهرة للسلام عرقل التوصل لبيان ختامي وانفضت القمة دون اصدار بيان ختامي فيما أكدت على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة.


 وتزامنا مع عقد القمة أكد الرئيس الأميركي أنه لن يتخلى عن السلام رغم الصعوبات ونتمسك بحل الدولتين .


 وفي الجانب الاسرائيلي ، وضع الجيش الاسرائيلي استراتيجية اسرائيل للتوغل البري والخطط الموضوعة لما بعد الحرب ، حيث أشارنتنياهو ووزير دفاعه في التاسع عشر من الشهر الحالي الى قرب بدء الهجوم البري على غزة وأن اسرائيل تنوي فك ارتباطها بقطاع غزة بعد أن تقضي على حماس وهدم البنى التحتية للحركة في غزة ومسار القضاء على حماس بدأ في السابع من الشهر الجاري ويحدد ثلاث مراحل ، الأولى من الجو ثم برا ثم انشاء نظام وسلطة أمنية جدبدبن في القطاع  مع تخلي اسرائيل عن سيطرتها هناك .


وحسب المحللين السياسيين فان اعلان الاستراتيجية يمثل اعلان نوايا أكثر منه خطة عملية والضبابية حول العملية البرية قد يؤشر على خلافات بين القادة العسكريين في اسرائيل وضغوط دولية على اسرائيل للالتزام بالقانون الدولي وضمان سلامة المدنيين ، والعملية البرية في غزة ستكون معقدة بسبب الأنفاق التي يبلغ طولها 41 كم وعرضها 10 كم .


وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي أن الحرب ستكون طويلة الأمد وقد تستغرق بين شهر وثلاثة أشهر تنتهي بالقضاءعلى حماس ، وأن حزب الله قرر المشاركة في القتال وأن اسرائيل ستدفعه الثمن غاليا حسب تعبيره ، فيما يبحث الجيش الاسرائيلي في مخاطر العملية البرية بغزة حسب المتحدث باسمه .


وحسب نتنياهو فان حرب غزة " حياة أو موت " بالنسبة لاسرائيل ولا يمكن القول بعد ما اذا كان حزب الله سيقرر الدخول في الحرب بالكامل ودخول الحزب للحرب مع اسرائيل سيجلب عليه وعلى لبنان دمارا لا يمكن تصوره .


 


ووفق باحثون واستطلاعات الرأي العام الاسرائيلي فان قرار انهاء الحرب أصبح في يد الولايات المتحدة والتحالف الغربي وخرج من يد اسرائيل  ، وأميركا تريد أن ترى نتنياهو خارح الحكم والاتيان برئيس وزراء للعمل وفق مبدأ حل الدولتين و يواجه ضغوطا متزايدة بعد عملية حماس ومصير سياسي غامض ينتظره بعد انتهاء الأزمة الحالية والوقوف في المحاكم بتهم الفساد وشعبيته تنخفض يوما بعد يوم والمطالبة باقالته كما حدث مع غولدمائير في حرب أوكتوبر 1973


وقد أعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية في العشرين من هذا الشهر تلقيها 1000 طن من الأسلحة لتعزيز قدرات الجيش الاسرائيلي ، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية استنفار أميركي من خلالنشر منظومة باتريوت وبطاريات صواريخ  اضافية في منطقة الشرق الأوسط وتحريك أضخم حاملتي طائرات نحو شرق البحر المتوسط بهدف ما يلي :-


-  فرض حالة تأهب قصوى .


- تعزيز الردع الاقليمي ، حيث المخاوف من حرب اقليمية و اتساع رقعة التصعيد العسكري في أرجاء المنطقة .


- حماية القوات الأميركية في المنطقة .


- المساعدة في الدفاع عن اسرائيل .


 ووزير الدفاع الأميركي يهدد في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بتحرك الولايات المتحدة عسكريا في حال اتساع النزاع ويتوقع تزايد الهجمات على قواته ورعاياه في منطقة الشرق الأوسط وتطلب الخارجية الأميركية من رعاياها بعدم السفر الى لبنان والعراق وتحذر ايران من التصعيد في المنطقة بسبب تصرفات وكلائها ، وايران ترد بتحذير واشنطن وتل أبيب من أن الوضع في الشرق الأوسطقد يخرج عن السيطرة ما لم توقف اسرائيل التصعيد في غزة .


وتقارير غربية تكشف الحرج الايراني بسبب موقف دخول الحرب من عدمه ، وتنقل عن مسؤولين ايرانيين أن طهران في حرج بسبب موقف الحرب للكلفة الاقتصادية الباهظة  والبعد الجغرافي والعقوبات المفروضة عليها والاحتجاجات الداخلية لتدهور الأوضاع الاقتصادية للبلاد واتهام المعارضة لقادة ايران باستغلال الأموال لدعم الفصائل المسلحة المرتبطة بها في بعض دول المنطقة .


 

وفي بيان حماس في التاسع عشر من الشهر الحالي أعلنت فيه أن دعم الادارة الأميركية للكيان الصهيوني لن ينجده أو يسعفه ، ونعد العدو بأن فاتورة الحساب مع الاحتلال ستكون قاسية ، وأن المقاومة ما زالت تتحكم في مجريات الميدان وتعرف نتى تضرب ، والولايات المتحدة فشلت في تحييد الساحات والجبهات على حدود شمال فلسطين ، وحذرنا الجميع من أن هذه المعركة يمكن أن تتحول لمعركة اقليمية اذا استمر العدوان والتدمير ، وليتوقف العدوان على غزة ولا للتهجير أو الوطن البديل ،وما حدث في السابع من أكتوبر سيكون " بسيطا " اذا قررت اسرائيل التوغل في غزة .