«حزبُ الحرب» بقيادة واشنطن.. و«شلّ» الأمم المتحدة!!

أخبار البلد-

ست دول غربية بقيادة الولايات المتحدة, «جدّدت أمس دعمها لحرب الإبادة الجماعية, التي يقارفها جيش العدو الصهيوني بالسلاح الأميركي الأحدث في ترسانة الدولة العظمى، خصوصاً في «المظلّة» السياسية والدبلوماسية والإعلامية, التي توفرها تلك الدول على أكثر من صعيد, ليس فقط في شلّ مجلس الأمن الدولي واستخدام واشنطن الفيتو لمنع أي قرار يُطالب بوقف النار، بل دائماً في تكرار أُسطوانة «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس»، وهو ما تجلّى في إفشال «قمة القاهرة» التي أمعنت إدارة بايدن, في التقليل من شأنها عندما اقتصر تمثيلها على حضور السفيرة الأميركية في القاهرة، وسارت على دربها مُعظم دول الاتحاد الأوروبي التي امتثلت للقرار الأميركي «الحازم», أن المعسكر الغربي العنصري الاستعماري يريد من «العرب» تحديداً, فضلاً عن باقي الدول المشاركة الأخرى ومعظمها إسلامية, إدانة «أي نوع من المقاومة» ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين التاريخية, وتواصُل ازدرائها لما صدعَ المعسكر الامبريالي رؤوسنا بالحديث عنه والدعاية الكلامية له, بأنه قانون دولي وشرعة حقوق الإنسان والعدالة, وغيرها من المُصطلحات المغسولة.

 على النحو الذي جاء أمس في البيان الذي أصدره البيت الأبيض وشركاؤه في أوروبا, مؤكداً استمرار دعم كل من الولايات المتحدة، كندا، فرنسا، إيطاليا وبريطانيا, لدولة العدو الصهيوني في حربها على قطاع غزة. 

مُؤكدين في الوقت ذاته دعمهم تل أبيب تحت ذريعة ما وصفوه «الدفاع عن النفس», وإن كانوا لم ينسوا «الدعوة» إلى إلتزام القانون الإنساني الدولي, دون أن يُرفقوا ذلك بأي نوع من «التحذير». لكنها نسخة عن عبارات النفاق والمراوغة التي تحفل بها خطابات وبيانات الرجل الأبيض, في أزمات وحروب العالم الثالث، ما بالك إذا كان المرتكب هو مَن يُشاركهم القيم والثقافة والنظرة الاستعمارية ذاتها وهي دولة الصهاينة, التي تتوفر على أدوات ضغط ولوبيات مُؤثرة, تتحكم بالمستقبل السياسي والشخصي لكل ساكني البيت الأبيض وقصر الاليزيه و10 دامننغ ستريت, ومبنى المستشارية في برلين, ناهيك عن مبنى رئاسة الوزراء في روما الإيطالية والعاصمة الكندية «أوتاوا»

ما كشفه بيان الخارجية الألمانية الذي صدر أول أمس/الأحد, عن سبب «عدم التمكّن» من تبنّي بيان مُشترك, يعكس طبيعة وحجم الدور الذي لعبته دول الاتحاد الأوروبي في إفشال هذا المؤتمر, عندما علّل البيان الألماني ذلك بالقول: إن الدول الأوروبية «أصرّت» على الإشارة إلى «إرهاب حماس» كسبب للأزمة، مُستطرداً/ البيان الألماني: «اجتمعت مُجموعة واسعة من الدول في القاهرة، لكن في نهاية المطاف المهم بالنسبة للاتحاد الأوروبي ولنا, كان منع وقوع كارثة إنسانية, وبنفس القدر من الأهمية أن «نُدين بوضوح الإرهاب الوحشي من جانب حماس كسبب لهذه الازمة»

بيان يكشف من بين أمور أخرى فظاظة وتهافت التفسير الألماني, وقفزه المقصود عن حقائق الصراع وجذوره التاريخية. بل خصوصاً في صرف النظر عن جرائم الصهاينة وارتكاباتهم ضد مدنِيّي والبنى التحتية في القطاع المُحاصر والمُجوّع. ودائماً في الانحياز المحمول على نفاق للرواية الصهيونية المُزورة. والذي برز في هذا «الحجيج» الغربي إلى دولة العدو لتقديم بل و"تجديد أوراق اعتمادهم» لدى الدوائر الصهيونية العالمية النافذة, بدءاً بالرئيس الأميركي/بايدن ووزير خارجيته المتباهي بيهوديته/بلينكن، وليس انتهاء بالرئيس الفرنسي ماكرون الذي حط أمس في تل أبيب (جدّد ماكرون يوم الجمعة الماضي أنه سيزور الشرق الأوسط, إذا كان ذلك يُتيح تحقيق اختراقات «مفيدة». فهل ثمة اختراقات حدثتْ, أم أنه آثر الإلتحاق بالقافلة الغربية/الصهيونية حتى لا يُؤخذ عليه أنه «تأخّر» في تقديم «الواجب/الطاعة"؟), ويعقب ماكرون.. رئيس الوزراء الهولندي, وكان سبقهما رهط آخر مثل المستشار الألماني/شولتس والبريطاني الهندوسي/سوناك, ورئيسة الوزراء الإيطالية/جورجا ميلوني والرئيس الروماني. ناهيك عن خضوع السلطات في تلك الدول للوبيات اليهودي الصهيونية, وضغوطها لمنع أي تحركات شعبية أو نقابية تنتصر لقطاع غزة وترفض جرائم جيش الاحتلال, في الوقت ذاته الذي تسمح فيه لتظاهرات ومسيرات مؤيدة لإسرائيل, كما حدث في فرنسا بحضور رئيسة الحكومة اليهودية/ إليزابيث بورن, والرئيس الأسبق اليهودي/ساركوزي, وفي ألمانيا عند بوابة براندنبورغ بحضور الرئيس الألماني شتاينماير, الذي دعا مواطنيه إلى «حماية الحياة اليهودية في ألمانيا»، مُعتبراً أن التظاهرة التي يقودها تأتي «احتجاجاً على معاداة السامية وللتضامن مع إسرائيل». فهل ثمة شكوك في أن ما تبثه أوروبا وتحاول فيه الإيحاء للعرب (تحديداً), أنها حضارية وتقف إلى جانب القانون الدولي وحقوق الإنسان والعدالة. لا يعدو كونه كذباً وشراء للوقت لأن مرجعية هؤلاء مهما علت أصواتهم وارتقت لغتهم, هي جذورهم الاستعمارية/العنصرية التي تلتقي مع وتغرِف من الايديولوجية الصهيونية العنصرية الفاشية.