الصمود الفلسطيني

أخبار البلد- 

لم تكن حسابات الرئيس الأميركي جو بايدن قرار وقف المستعمرة لحربها الهمجية على شعب فلسطين في قطاع غزة، كل ما استطاع فعله مع رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو السماح بإدخال الاحتياجات العلاجية والغذائية إلى قطاع غزة، هذا ما أعلنته مصر بالتنسيق مع المنظمات الدولية المتخصصة والمستعمرة الإسرائيلية.
بايدن مع برنامج المستعمرة لاستكمال خطواتها الهجومية على قطاع غزة، مهما كلف ذلك من خسائر بشرية ودمار مقصود منهجي منظم، لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة، بعد قتل أكبر عدد من الفلسطينيين ودفعهم إلى الرحيل نحو سيناء مصر ليتخلص من العبء الديمغرافي السكاني الذي يشكل فشلاً استراتيجياً لمشروعها الاستعماري التوسعي ببقاء أكثر من سبعة ملايين عربي فلسطيني على كامل خارطة فلسطين.
نجاح سيناريو نتنياهو في تدمير وتخريب مقومات الحياة في قطاع غزة، وطرد ودفع الفلسطينيين نحو الرحيل، سينقل هذا السيناريو إلى القدس والضفة الفلسطينية وتكرار تجربة النكبة والتشرد الفلسطيني عام 1948، وها هو يفعل في مخيم نور شمس مقدمة لذلك، مع استمرار القتل اليومي للفلسطينيين في مناطق مختلفة.
إستحضار مفردة الصمود الفلسطيني بابعادها هي العنوان البديل والنقيض لمشروع المستعمرة التوسعي، وعملها لتقليص الوجود العربي الفلسطيني على كامل خارطة فلسطين، إذ فشل مشروعها الاحلالي لتكون فلسطين خالية من شعبها، وإن كانت المستعمرة قد تمكنت إلى الأن من احتلال كامل خارطة فلسطين بقوتها وتفوقها ودعم الأوروبيين لها سابقاً قبل أن تتبناها الولايات المتحدة الاميركية وتقدم لها كل ما يلزمها من تفوق عسكري وأمني واستخباري واقتصادي وسياسي، وتشكل لها مظلة تحميها من المساءلة القانونية أمام المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية.
مطلب الأطراف العربية الثلاثة الأردن ومصر وفلسطين، في عقد القمة مع الرئيس الأميركي في عمان كان يهدف إلى تحقيق ثلاثة عناوين:
1- فتح ممرات أمنة لإيصال الأدوية والأغذية، 2- وقف إطلاق النار، 3- فتح طاولة المفاوضات بهدف إنهاء حالة الانسداد السياسي.
الرئيس الأميركي بدلاً من أن يتحمل مسؤوليته الإنسانية عبر ممارسة الضغط على المستعمرة لوقف هجماتها العدوانية المنظمة العشوائية المدمرة للحياة وللبشر في قطاع غزة، يقدم مطالبته من الكونغرس لتقديم المزيد من الدعم الأميركي غير المسبوق للمستعمرة -على حد قوله- في سبيل الحفاظ على التفوق الإسرائيلي، مما يدلل على المزيد من التورط الأميركي والمشاركة بدعم قتل المدنيين المباشر، واستهداف المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس، كما حصل لمستشفى المعمداني وكنيسة الروم الأرثوذكس.
استمرار هجمات المستعمرة تتطلب وقفات عربية من كافة الدول نحو إتخاذ إجراءات عملية ضد المستعمرة، استجابة لمواقف الشعوب الاحتجاجية، وعدم الاكتفاء على الاحتجاجات اللفظية والإعلامية الشكلية.