الــدوحــة .. دوخــة !.

الــدوحــة .. دوخــة !.

دردشة رقم (98) .

هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد

، وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها.

 

"إن سلطة رام الله هي السبب المباشر للإعتداء على المسجد الأقصى من قبل الصهاينة".

          زعيم حمساوي.

 

  1.  

حَرَق البوعزيزي نفسه ـ شهيد لقمة العيش، وثارت ثائرة الشارع التونسي، ورحل الرئيس بن علي بعد تخلي الجيش عنه، وإقتنصت "جماعة الإخوان المسلمين ــ التنظيم الدولي" الفرصة "الماسية" في أجواء دعائية غربية (أوربية ــ أمريكية)، ونجحت في أن تتربع على عرش السياسة في المنطقة .. دون أن نسمع كلمة نقد واحدة من الغرب عموماً لهذه "الجماعة" / الذي ظن البعض أنها مكروهة من الغرب .. وإذا بها "المحبوبة السمرا ــ وأجلاها بالفناجين"، التنظيم الأول المُـدَلَّـل في الأحضان الإمبريالية الأمريكية على مستوى المنطقة ــــ بلاداً وعباداً .

لقد إخترقت "جماعة الإخوان المسلمين" في تونس المجتمع التونسي الليبرالي ــ المتحرر، وأصبح الوريث غير المنتظر لنظام "بورقيبة" التحرري الإجتماعي، وكذلك نظام "زين العابدين بن علي" ..، وهنا تقبع المفارقة وقد تربعت "الجماعة ــ التنظيم الدولي" في أعماق العقل "الأورو ـ أمريكي" مثيرة الإعجاب على قدرتها الفائقة على تغيير توجهاتها وآفاقها .. وقدرتها المنقطعة النظير على تغيير أفكارها وشروحاتها وتفسيراتها على عكس قناعاتها وطروحاتها السابقة الفكرية الحزبية ثقافياً وإجتماعياً وسياسياً وعقائدياً بما يلائم المرحلة الراهنة ذهنياً وعقلياً . إنه الحُـكْـم يا فتى .. إنها السلطة !، وما أدراك ما السلطة، إن هذا ليس من الدين في شيء .

  1.  

لم تشلح وتتعرى الإدارة الأمريكية وتغير جلدها، وأوربا الغربية كذلك لم تقم بتغييره، لم تعتنقا ديناً جديداً، لم يشهر الكونجرس الأمريكي وبرلمانات أوربا الغربية إسلامهم ..، على العكس .. التغيير حدث لدى الأعماق المبدئية لِـ"جماعة الإخوان المسلمين ــ التنظيم الدولي" .. فلقد آمنت "الجماعة" بحقائق غربية = قديمة ـ جديدة، وقامت بالتكَـيُّـف السريع مع هذه الأفكار الغربية:ــ

  • ألا يكون "الرئيس ـ القادم" من "الجماعة" 100 % .
  • أن يكون نجاح "الجماعة" في الإنتخابات في حدود 40 % .
  • تشكيل صيغة ومسمى حزبي أو غير حزبي، لا يحمل إسم "الجماعة" .
  • الحفاظ على مكتسبات القوانين الخاصة بالمرأة وعدم مساسها .
  • التمسك بالديمقراطية، والقناعة بتداول السلطة .
  • عدم التعرض للأقليات / الدينية والطائفية والعرقية .
  • الإقرار بالإتفاقات الموقعة بين الدولة وغيرها من الدول .. وعدم المساس بالمعاهدات الدولية ــ مع تسمية المعاهدة مع الكيان الصهيوني، بالنص .
  • عدم التعرض للنفط وإسالته وحرية نقله ووصوله بأسعار "وول ستريت" المريحة إلى مراكز الصناعة الغربية .
  • عدم التعرض لِـ"إسرائيل" بالإسم، ويجب إعلان ذلك من أعضاء "جماعة الإخوان المسلمين" .
  •  

بعد أن أبدوا إستعدادهم لما سبق (علناً)، وما أكثر المياه التي جرت وتجري تحت الجسر، فالأمور السرية في مثل هذه الحالات أكثر وأعمق وأكثف وأثمن من الأمور والقضايا العلنية، خاصة عندما يأتي التغيير المُـتفق عليه مسبقاً بين القوة الأعظم عالمياً وتنظيم عقائدي ديني ..، يُـسَـوِّق نفسه أنه ممثل التأسلم السياسي .. الذي لديه كل الإستعداد والجاهزية لكي يمتشق السلاح ويقاتل دون أمرين:ــ

  • التأسلم المتطرف على غرار تَـنْـظيميّ طالبان والقاعدة، وبطريقة أو بأخرى تنظيم أو تجمعات "السلفية الجهادية"، مع العلم أن هؤلاء وغيرهم من فرختهم "الجماعة" من رحمها أو من تحت إبطها ! .
  • أية إمتدادات قومية عربية تقليدية أو تقدمية، أو وطنية تحررية، أو صيغ يسارية بمدارسها، أو أُطر ذات مناهج (عدالة إجتماعية ـ إشتراكية)، ليبرالية، ناصرية، قومية عربية، تقدمية، ديمقراطية علمانية وشيوعية.
  •  

إن الأمر لإقامة وتشكيل وتأسيس الفكرة الإمبريالية الأمريكية المتمثلة بِـ"شرق أوسط ديمقراطي جديد كبير"، لا بد من إخراجها إلى حيز الوجود وتنفيذها عملياً، وهذا لن يكون إلا بتفعيل "ظاهرة الفوضى الخلاقة" .. القائمة على تدمير الدولة القُـطرية لنهب خيراتها ــ أسوة بالتجربة العراقية [إبريل ـ نيسان / 2003]، وأن يكون التدمير شاملاً الأرض والإنسان ولعقود قادمة من السنين، وأن يبقى "القُـطر العربي" منهكاً .. مهدداً بالإنقسامات العِـرقية (الإثنية) والدينية والطائفية والجغرافية ـ الجهوية ـــــ كل حسب قدرة الإمبريالية على فرض فكرة الإنقسام تمهيداً لتنفيذها . حقاً إن الإمبريالية تريد وتعمل جاهدة لتقسيم المُـقسم، ولتجزأة المجزء .  

إن الأطر الحزبية (عموماً) لن تشارك بهذه المؤامرة الخسيسة على الوطن العربي والأمة العربية والقومية العربية .. اللهم إلا أطر التيار الديني ــ "جماعة الإخوان المسلمين ــ التنظيم الدولي" ومن خرجوا من تحت عباءتهم / مثل "المجموعات السلفية" ــ وخلافهما ..، .

كل هذا لكي تؤكد زعمها بأن التجربة القومية العربية ــ لا تصلح .. وهذه هي النتيجة !!!، يختلقون النتائج ويسجدون لها .. تقديساً ..، ولا يُـستبعد أن تصبح من طقوسهم السياسية المعمول بها في حفلات "دَرْوَشَـة الزار" الخاصة بهم ..، . هؤلاء الذين لم يتورعوا أن يسجدوا شكراً لله تعالى .. عند هزيمة العرب في حرب (عام / 1967) ..، (ربما) صلى البعض منهم متلهفاً على المشاركة .. خشية أن يفوته الثواب ـ يوم هزيمة العرب، وكانت كلمة سر الهزيمة عندهم .. جمال عبد الناصر ..، / فصلى بلا وضوء (!!!)، خشية أن يفوته الثواب ـــ يوم هزيمة العرب، وكانت كلمة سر الشماتة عندهم .. جمال عبد الناصر .

  1.  

رحل البوعزيزي شهيداً ..، وكان ما كان في تونس، وغادر "بن علي" مطروداً وهارباً ..، وتدريجياً (سريعاً) إنتقلت الحالة التونسية إلى مصر، وأطلقت أجهزة الدعاية الغربية والعربية المتواطئة .. على الأحداث .. "الثورة العربية"، ولكن الغرب بزعامة أمريكا سرعان ما إنتبهت أن كلمة "الثورة" لها دلالات لا ترمي إليها في المرحلة الزمنية أو المنطقة أو الأحداث الجارية .. إن الثورة تعني إرادة التغيير الجذري لصالح القوى العاملة والفاعلة بالمسيرة النضالية .. لهذا سرعان أن أُعطيت الأوامر بِـ"الريموت كونترول" لضبط إيقاع الكلمات وإنتهت "الثورة العربية" من الإستعمال لدارج .. وأستبدلت بِـ"الربيع العربي" على غرار "ربيع برانج" [29/ أكتوبرـ تشرين أول/1956] .

  1.  

وهذا التغيير اللفظي .. كان غاية المراد من رب العباد، جادت به القريحة الإمبريالية وتلقفتها "جماعة الإخوان المسلمين" لتصبح جزءاً من لغة معجمها السياسي الراهن . وأصبحنا نعيش ونحيا .. نأكل ونشرب .. نقرأ ونفكر بِـ"الربيع العربي" ربيع الإمبريالية "المترع إخضراراً" في الشتاء العربي الصحراوي القاحل .

وتحرك الربيع العربي .. ما بين تونس ومصر، فرأينا العجب العجاب ..، جامعة الدول العربية ــ جامعة / حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ــ تتحرك "فارعة دارعة .. حافية القدمين .. مكشوفة الرأس" تطلب تدخل "أمريكا وأوربا" / التدخل العسكري في ليبيا ..، ويأخذ حلف الأطلسي (الناتو) الأمر على عاتقه ومسئوليته . لا أظن أن ثمة عربياً .. كان يتوق لإستمرار حكم العقيد معمر القذافي ـ قائد الثورة ! (1969 ـ 2011) (42 عاماً) !!، ولكن لا يمكن أن يوافق عربي واحد على إزاحته بقوات حلف الناتو .. وثوار الناتو ..، هذا أمر محال . وأن يتم هذا الأمر بمباركة حوالي (20) دولة عربية / الله يْـقِّــل بركتهم ـ إن كان لهم بركة تُـذكر، . وأسقطت الدعاية عبر الفضائيات مدينة طرابلس، وتحالفت "جماعة الإخوان المسلمين ــ التنظيم الدولي" مع القاعدة ..، مع أوربا ..، مع دولة قطر العظمى .. بزعامة أمريكا / في مسرحية قتل دموي .. سيتم عرضها سنيناً طوالا ..، المهم أن مسألة النفط الليبي قد وجدت طريقة للحل على الغرار العراقي، وجدت ليبيا طريقها للتمزق على الغرار العراقي أيضاً (في أحسن الأحوال ــ والفروض) .

  1.  

إننا نحيا في المرحلة الزمنية الطارئة .. إنها مرحلة القائد القومي العربي / أبو الوطن وأبو الأمة ــ حمد بن جاسم .. الحالة والمعادلة الثورية المقاتلة والمكافحة والمناضلة ضد أمانينا وطموحاتنا .. المتآمر الأول في المستقبل القريب على أمير بلاده . هذه المرحلة .. مرحلة تقديم الإستدعاءات [وعليها طوابع الدمغة الدموية المطلوبة] لِـتَـدَّخُل القوات الأجنبية في هذا القُـطر وذاك القُـطر العربي ..، الزلمة وَاخِـدْها مقاولة و وَاخِـدها بالدور، وأكثر ما يهمه  .. أن يطيح بالنظام السعودي، لا أُدافع عن أي نظام عربي من مشرق الوطن لمغربه ..، إلا ما رحم ربي ـــــ . ولكنني أرفض وبشدة أن نستبدل النظام السيء / بما هو أسوأ ..، وعلى رأي ستي الحاجة : إلعب بقردك لا ييجيك أقرد . أقول قولي هذا بعد الذي أشاهده كمواطن عربي ــــ في تونس وليبيا ومصر وسوريا وكذا بعض الشيء في اليمن .

  1.  

إن / حمد بن جاسم قد أخذ "جماعة الإخوان المسلمين" ضمان ولسنين طوال .. جميع مصاريف المؤامرات في الأقطار العربية على نفقة "دولة قطر العظمى ــ عليّ الطلاق .. عظمى !!! " التي نجحت أن تخرب كل هذا الخراب في الوطن العربي وكيلة ــ لا محدودة الضمان ــ للمشروع الغربي للسيطرة على الشرق الأوسط. ودولة خليجية وغير خليجية أخرى "تضمنت" السلفيين ــ، حُـصص .. والرزّاق / رب العالمين .

إن "جماعة الإخوان المسلمين ــ التنظيم الدولي" من أجل أهدافها الحزبية الضيقة والمحدودة قد وضعت الوطن العربي ــ بمؤامرتها المتصلة منذ محاولة إغتيال / جمال عبد الناصر ــ (عام / 1954) حقل تجارب لتسليمه إلى الإمبريالية الأمريكية ومن قبل للإستعمار القديم .

والأن بعد "خراب مالطة!!!" فقد نجحت "جماعة الإخوان المسلمين" في الوصول إلى الحكم .. حيثما أرادت أمريكا في ليبيا ومصر ومن قبل في تونس ..، والحبل على الجرار في اليمن (اليوم)، وحسب مخططهم سوريا تنتظر .. وطبعاً ــ للتكوينة الطائفية ــ فلتت من أياديهم (العراق)، ولن يستطيعوا أن يكونوا في (لبنان) لظروف متعددة .

السؤال الخطير الذي يطرح نفسه .. لماذا لا تتم الإطاحة إلا للأنظمة الجمهورية في الوطن العربي ـــــ ؟ . هل لأن الأنظمة الملكية أكثر ديمقراطية ــ مثلاً ؟ . أم لإثبات أن النظام الجمهوري فاسد ولا يصلح لحكم الشعوب، وبالتالي لا بد من إستبداله .. ؟ . وبماذا يُـستبدل ؟. هل هذه هي الديمقراطية الأمريكية ؟.

  1.  

وأما هنا في فلسطين .. فالأمر يختلف .. إنهم "الجماعة" يخططون منذ إقامة السلطة للإستيلاء على "النظام السياسي" الفلسطيني ..، آخذين بعين الإعتبار الفكرة الأيديلوجية السياسية الصهيونية ــ [أرض أكثر / عرب أقل] .. وهذا ما أخذ دافيد بن غوريون [عام / 1948] عندما قام بتطبيق (خطة دالت ــ ) [1/4/1948] القاضية بالإستيلاء ..، أو كما جاءت على لسانه "تحرير" الساحل شمال تل أبيب، والقدس والنقب كاملاً .

إن هجوم الصهاينة (الأيام الأخيرة من عام / 1948 والأيام الأولى من عام / 1949) على شمال سيناء .. كان بهدف طرد اللاجئين الفلسطينيين وتجميعهم في مشاريع توطين هناك ..، ولا مانع بعد ذلك من ضم / أو إلحاق / أو الإستيلاء / أو "تحرير" قطاع غزة، ليصبح جزءاً من "الكيان الصهيوني" .

دَرَسَـت وتَـفَـهَـمت "جماعة الإخوان المسلمين" الأوضاع الخاصة في قطاع غزة .. حيث [عرب أكثر / أرض أقل] .. فالمساحة الجغرافية محدودة .. والكم السكاني مفتوح بلا أدنى قدرة على التوقف أو التحكم، إذا أخضعنا لذلك أن أرض غزة "الجنوب" ليست بذات أهمية في ـ المدونات البابلية التوراتية ــ، وإن قطاع غزة من الفقر بمكان بما لا يصدق ولا توجد مواد أولية تشجع على بقاء الإحتلال، وكذا فإن الإحتلال المكلف بشرياً ومالياً هو إحتلال غير مجزي، وإذا أضفنا لكل ما سبق أن لا إنكفاء بلا إدماء وهذا الذي تم إثباته في قطاع غزة ضد الجيش المحتل ومستوطنيه . بعد إمعان "زعامة حماس" في دراسة الأوضاع في [قطاع غزة ــ الإحتلال ــ السلطة ــ المستوطنين ــ الإنكفاء ــ تبني كل إشتباك على الأرض، ]. فإنها أدركت أن جيش الإحتلال الصهيوني سيغادر مع مستوطنيه قطاع غزة، عاجلاً أم آجلاً، لهذا رفعت وتيرة الدعاية وكأنها صاحبة الإدماء والإنكفاء الصهيوني (ليمتد) ! .

  1.  

تغيرت الظروف المحلية والعربية والدولية .. ولم تجهد "الجماعة" نفسها في الإفصاح عن مكنون ما يدور في عقلها .. خاصة ما بعد حرب (عام / 1956) حيث لجأت إلى البيات الشتوي .. كما تفعل الضفادع والأفاعي .. منتظرة هزيمة عربية جديدة ..، . خاصة أن بن غوريون عمل جاهداً وعلى كل المستويات الدولية .. لوضع قطاع غزة تحت الرعاية والإشراف الدولي ..، ولكن شعب قطاع غزة رفض ذلك . فكان إنسحاب الجيش الصهيوني المحتل في [7/3/1957]، وعودة الإدارة المصرية في [14/3/1957] .. وإنتقلت قوات الطوارئ الدولية [البوليس الدولي] إلى خطوط الهدنة المرسمة (عام / 1949) .

وجاءت نتائج حرب (عام 1967) .. وتشرنقت "جماعة الإخوان المسلمين" في الضفة والقطاع، وجاءت الإنتفاضة الأولى [ديسمبر ـ كانون أول / 1987] .. وبعد أن شعرت زعامة "جمعية المجمع الإسلامي" .. أن البساط يُـسحب ومن أعضائها من تحت قدميها .. ولقد سمح وصرّح الحكم العسكري الصهيوني المحتل لهذه الجمعية وهي الإسم الحركي لِـ"جماعة الإخوان المسلمين" في قطاع غزة بحرية العمل، ولحقت "الجمعية ــ الجماعة" بمواكب الإنتفاضة وتم إعارة أعضاء "الجماعة" في الضفة برسم الإعارة من مكتب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في عمان إلى "حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس"، أي لا زال / الأعضاء في مواقعهم الحزبية في الأردن، في هذه الحالة فإن إطارهم التنظيمي "جماعة الإخوان المسلمين" يؤكد إن الضفة الغربية هي جزء لا يتجزأ من المملكة الأردنية الهاشمية حسب قرار مجلس النواب الأردني (عام / 1951).

وتؤكد "جماعة الإخوان المسلمين" بزعامة المراقب العام في عمان .. بأن ما قام به الملك حسين في [31/7/1988] من إعلان فك الإرتباط بين الضفتين الشرقية والغربية هي مُـسلَّـمة قانونية، سارية المفعول دستورياً لمدة شهر من تاريخ إلتئام مجلس النواب الأردني (في دورته الجديدة)، ليتم عرض "القانون بقرار" في هذه المهلة، ويؤكدون أن هذه المهلة قد إنتهت دون عرض هذا "القانون بقرار"..، . وبالتالي يصبح كأن لم يكن . وهذه الشريحة هي الأكثر عدداً وتأثيراً ــ يرون أن الأردن هو الشريك الوحيد في الضفة الغربية، ولا يرون ضرورة للدولة الفلسطينية ـ مستقلة أو غير مستقلة، كاملة أو منقوصة السيادة، المهم أن الأردن هو صاحب الحل في الضفة وليس منظمة التحرير الفلسطينية .

  1.  

وإستمرت "جماعة الإخوان المسلمين" على ذات النهج، وحاولت جاهدة المشاركة في العمل العسكري المباشر، وبالفعل شاركت .. وإن كانت مشاركتها على خجل .. وإن رافقت ذلك هجمة عالية الوتيرة من الدعاية (المُـرَتَـبَـة) ..، وكأن تشكيلهم التنظيمي الذي أُعلن عنه في [8/8/1988] "حماس" هو مفجِّـر الثورة والأب الشرعي للإنطلاقة .. وكأن عملهم هذا يحمل بذور الأثر الرجعي الزمني لثلاثة عقود مضت من الإستعداد والفعل والفعالية والإنجاز .

وجاءت "السلطة" (1994) .. فزادت فعالية " حماس " من عملياتها .. وهنا لا بد أن يُـمعن كل منا النظر والتفكير .. إن هذه العمليات لم تكن موجهة في مدن (فلسطين /1948) ضد الإحتلال .. إنما هدفت لإحراج "السلطة" ما أمكن، فقد كانت تفجيراتهم موجهة ضد المدنيين .  

أرادوا هز "السلطة" أمام الإحتلال ـــ، ما أمكنهم لذلك سبيلاً ..، أرادوا بهذه الطريقة إرسال رسالة إلى زعماء الإحتلال بانهم القوة الوحيدة القادرة على حفظ أمن "الكيان الصهيوني" ..، وكانت بداية التجرية / تكمن في الوسيلة الإيضاحية ــ التي تمت عقب "إنقلاب المليشيات السوداء" في [14/6/2007] ..، ونجحت "حماس" في ضبط الأمن على الحدود .. وأوقفت التفجيرات ضد المدنيين وأعلنت أنها عمل خاطئ ..، وأوقفت "المقاومة" وإستعدت للقبول بدولة ذات حدود مؤقتة .. وأما دولة (من النهر إلى البحر) .. فأكلها "العَـوْ يا ماما" .

إنهم يريدون "السلطة" ولم ولا ولن أصدق القائل منهم يوماً .. [نحن لا نسعى إلى السلطة ولو قدمت لنا على طبق من ذهب.]، إنهم يقاتلون من أجل "السلطة" ..، على حد تعبير أحدهم .. "هذه السلطة .. نعمة !" ..، ــ جمعة مشمشية إغتنى المتنفذ منهم ..، ولن يَـدَعوها ــ وسيقاتل كل بطريقته من أجل إستمرارها، حتى يوم القيامة .

  1.  

وما جانبنا وصفنا الإنقلاب الحمساوي الأسود بأقذع الأوصاف .. وتنازلنا تدريجياً عن أوصافنا .. وأخيراً إتفقنا مع "الإنقلاب" بعد أن إستجبنا لكل طلباته وشروطه وشروره وآثامه .

وبعد الإعلان عن إتفاق (4/5/2011) في القاهرة، أعلن معظم زعماء "حماس" أن سبب توقيعهم يعود إلى تأكيدهم إن ..[ما إشترطناه وطلبناه ــ نلناه] ..، وغاب عن قيادة "فتح" الشروط الأمريكية والأوروبية على "زعامة ـ جماعة الإخوان المسلمين، الأم، في مصر" ..، هذه الشروط التي تضع لِـ"جماعة الإخوان المسلمين" حداً من أهم الحدود السياسة في المنطقة، وهي عدم المس من قريب أو بعيد بالكيان الصهيوني .. وإستجابت كذلك "حماس" لهذا (الحد ـ الشرط) . وغاب كذلك عن قيادة "فتح" بأن موقف "حماس" من الأوضاع الجارية في سوريا .. ستفرض عليهم اللجوء إلى "جغرافيا ـ جديدة" ــ والأخيرة أكدت أن السبل بما رحبت قد ضاقت بهم .

إن رعاية قُــم (الفارسية ـ الشيعية) لن تكون كما كانت سابقاً ــ (زمن أول حوَّل، يا خال)، وعلى أحسن الأحوال والفرضيات سيصل شيئاً من المال للأفراد الحمساويين ـ دكاكيني..، من يد رجل الأمن الإيراني .. ليد أي فرد من "حماس" مهما كَـبُـر أو صغر ..، .

نعم .. إن "قُـم" تريد الحفاظ على نفوذها في المنطقة، خاصة في دول الجوار وبالتحديد في قطاع غزة، وتريد أن تبقى "زعامة حماس" في أحضان "قُـم" السياسية والأمنية وأشياء أخرى ..، ولكن "زعامة حماس" ليست الخيار الأوحد لِـ"قُـم" .. فثمة بديل لديه الجاهزية للقيام بدوره / صنيعة وربيبة / للنظام السياسي والعقائدي والمذهبي لِ"قُـم" ..، .

  1.  

إن التنظيم الدولي لِـ"جماعة الإخوان المسلمين" لم يتبنى العمل العسكري ضد الكيان الصهيوني منذ [مارس ـ أذار / 1949] بعد أن تم إنهاء دور "كتيبة الفدائيين" من المتطوعين العرب ومسلمي أفريقيا، بعد إتفاقية الهدنة .. بين مصر والكيان الصهيوني في [ 24/2/1949] في فندق الورود / جزيرة رودس ـ اليونان .

وبرز هذا الرفض الكلي للكفاح المسلح .. عندما عرضت قيادة الإرهاصة الفلسطينية التنظيمية المسلحة الأولى على زعامة "جماعة الإخوان المسلمين" في قطاع غزة ..، بعد الإنسحاب الصهيوني من القطاع (عام / 1957) في رسالة تسلمتها زعامة "جماعة الإخوان المسلمين" في قطاع غزة من يد / خليل الوزير في (صيف عام /1957) وتضمنت الرسالة دعوتهم لأن يأخذوا دورهم لممارسة الكفاح المسلح، ورفضوا ذلك جملة وتفصيلاً ..، إن قيادة إرهاصة فتح الأولى / بقيادة المعلم ــ خليل الوزير، قد إنسحبت من "الفتيان" إحدى تكوينات "الجماعة" .. لأن زعامة "الجماعة" أرادت منهم الجهاد ضد عبد الناصر الكافر ــ عدو "الإخوان" الأول وليس الجهاد ضد "يهود" . إن هؤلاء الفتية بقيادة / خليل الوزير الذين تدربوا إستعداداً لقتال العدو الصهيوني، إنهم قد فعلوها فور إنسحابهم من تنظيم "جماعة الإخوان المسلمين" .

  1.  

ولعل موقف زعامة "جماعة الإخوان المسلمين" في الأردن ــ عبر المراقب العام .. (عام / 1967) والذي أكد الإخلاد إلى عدم مقاومة الإحتلال بأي صورة من الصور والجزم بالبيات الشتوي لجميع الأعضاء في الضفة الغربية بما فيها القدس ــ أولاً .. /، وعندما تمرد البعض القليل (جداً) منهم في الضفة الشرقية، وذهبوا [فرادى] للمشاركة في "العمل الفدائي" ..، فلم يزد وجودهم عن ثلاث قواعد ـ تزودهم .. "حركة فتح" بالمؤن والحماية والسلاح والذخيرة، وبالمناسبة عدد القاعدة الواحدة يتراوح ما بين (25 - 50 عنصر)، وأثناء إحتدام معارك أيلول / سبتمبر ـ عام 1970، تركوا جميعاً القواعد الثلاث وذهبوا وسلموا أنفسهم للمخابرات الأردنية ــــ وإعتذروا من المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في عمان ..، ويا دار ما دَخَـلِـك شر ــ ثانياً .

  1.  

بعد الإنقلاب العسكري الأسود .. وتأكيد قيادة السلطة ومنظمة التحرير .. أن عودتهم للشرعية منوطة بالإعتذار الرسمي والعلني .. والعودة عن الإنقلاب بتسليم القطاع للقيادة الشرعية .. وأن الأجهزة الأمنية لا تتجزأ ـ وهي بيد السلطة الشرعية، وجاءت المفاوضات والمباحثات والحوار ..، وسلمت الشرعية للإنقلابيين بكل شروطهم وآثامهم ..، .

الويل والثبور وعظائم الأمور لكل من ينتقد هذه الإتفاقات .. (إتفاق منتصف مارس ـ أذار 2005 وإتفاق مكة (8/2/2001) وإتفاق[ 4/5/2011] وأخيراً إتفاق الدوحة)، وستصب جهنم على رأس كل منتقد لهذه الإتفاقيات، سيتهم بأنه ضد الوحدة الوطنية، بل عدوها، .. وسيتهم بانه مستفيد من هذا الطرف أو ذاك، وسيتهم .. وسيتهم .. وأما الحقيقة فلأنه مس و يمس مجموعة / نفر / زمرة / فئة / دورية ــ الحوار مع "زعامة حماس" ..، مساكين أيها القوم .. داخلين على الكار جديد .. لستم بعارفي ما هي "جماعة الإخوان المسلمين ــ التنظيم الدولي"  .. ومؤسساته وسياساته ..، هذا الأمر يحتاج لفريق عمل ميداني، مهني، دارس ومتعمق في أفكارهم الحزبية للأسلمة السياسية الإخوانجية، ، ، يعرف تاريخهم في فلسطين ويعرف مسحاً كاملاً لزعامتهم وكادرهم ..، وليس "أبو الدبعي" .

((الخاتمة))

لا زلت مع رأي القيادة الشرعية الأول ..، ولكن هل أصابوا أم أخطأوا عندما أعلنوه ..؟ . فليعلنوا أنهم كانوا هذا أو ذاك ..، لكي يدرس أمثالي كيفية قراءة المرحلة من جديد .. صواباً أم خطاً . أخيراً جاءت الدوحة .. وما أإدراك ما الدوحة، هل هي دوخة أم ...، ...، !. إن ما تم في الدوحة  ليس إتفاقاً على الأخذ بإستراتيجية منظمة التحرير .. ــ وهذه حقيقة، بل إصراراً على سرقتها، وعلى صرف قطر لرواتب موظفي "حماس"، وعلى المساهمة (نوعاً ما) في إعمار قطاع غزة ..، وعلى المحاصصة في المناصب الأولى ..، وعلى إبقاء الحال على حاله في قطاع غزة وعلى المتضرر أن يتوجه بالشكوى لِـ(حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني)، الناصح مرضاه بالموت كأسهل الحلول للراحة الأبدية . مزيداً من العلاج يا حاج حمد .