زيارة الرئيس الأميركي الى اسرائيل
أخبار البلد- مع استمرار القصف الاسرائيلي المكثف على قطاع غزة لليوم الثاني عشر على التوالي دون توقف والحصار وأمر الاخلاء وجرائم ترتكب ضد المدنيين ومنشاتهم وأهدافهم والمستشفيات وحرب ابادة المنتهكة لأحكام القانون الدولي والانساني وسقوط أكثر من 3500 شهيد و12 ألف جريح 70% من الضحايا كانوا من النساء والأطفال والمسنين ونزوح أكثر من مليون شخص والابلاغ عن 1300 مفقود تحت الأنقاض ودمار هائل غير مسبوق ، مع مطالبة الأردن المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني و مطالبة مصر بتدخل دولي لوقف الانتهاكات الاسرائيلية والعدوان على مستشفى المعمداني في غزة والمجزرة التي نتجت عنه بسقوط 500 شهيد .
زار الرئيس الأميركي اسرائيل صباح الثامن عشر من الشهر الجاري لمدة خمس ساعات وتأتي بعد ساعات من مجزرة المستشفى للوقوف الى جانبها وتأكيد المساندة والدعم العسكري والأمني والتضامن السياسي الأميركي الى اسرائيل وتوفير ما تحتاج اليه في هذه الحرب وحقها في الدفاع عن نفسها وللتشاور في الخطوات والأهداف التالية واستراتيجية محددة في الأيام المقبلة والرؤية الاسرائيلية بعد الحرب سيما وأن بايدن يعتبر احتلال غزة خطأ فادحا وسيطرح أسئلة صعبة على نتنياهو ومسؤولين اسرائيليين بعد قصف المستشفى ، و كل ذلك حسب البيت الأبيض قبيل الزيارة .
وفي الكلمة التي تلاها في ختام زيارته لتل أبيب ، عبر بايدن عن اتحاده وتضامنه وتأكيده لاسرائيل أنها ليست وحدها وسنواصل دعمها المطلق وغير المحدود في الدفاع عن شعبها وجئت لاسرائيل أحمل رسالة واحدة هي " أنتم لستم وحدكم " واننا معكم اليوم وغدا حتى تنتصر اسرائيل ، واسرائيل تم تأسيسها لكي تكون دولة أمنة لليهود في العالم ولا بد أن تبقى كذلك ويجب تحقيق العدالة وأعرف أن هناك أثمانا في زمن الحرب ويجب أن يكون هناك وضوح في الأهداف ولدينا مسؤولية حيال أمن اسرائيل وسنبقي على دعمنا لها وسنسعى ألا تتوسع رقعة النزاع والشعب الفلسطيني يعاني بشكل كبير ويجب أن يعيش الشعبان الفلسطيني والاسرائيلي بكرامة وهذا يعني حل الدولتين ، وموافقة اسرائيل على امكانية دخول المساعدات الانسانية بسرعة والاجراءات قد تأخذ بعض الوقت فيما يتعلق بادخالها ، وقد طرحت أسئلة صعبة خلال لقائي بنتنياهو ، ولم نبلغ اسرائيل بأننا سندخل الحرب في حالة انضمام حزب الله للصراع ، واسرائيل كانت ضحية ولو أتيحت فرصة لتخفيف المعاناة فلا بد أن يكون ذلك .
وأعتبر باحثون سياسيون أن هذه الكلمة موجهة الى الناخبين الأميركيين لقرب اجراء الانتخابات الرئاسية وتراجع شعبيته داخليا وتحولا بعد أن كان الفتور سابقا يسود علاقاته مع نتنياهو وموجها ايضا الى أسر الرهائن الاسرائيليين المحتجزين لدى حماس بالتعاطف معهم وشد أزرهم ، وأن ادخال المساعدات الانسانية رغم أهميتها الا أن الأولوية وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وقد الغيت القمة الرباعية التي كانت مقررة في عمان الأربعاء لأنها قد لا تؤدي الى وقف العدوان وعدم الرغبة الأميركية في وقف اطلاق النار وقد أسقطت مشروعين لقرارين في مجلس الأمن هذ الأسبوع وعدم فتح المعبر الحدودي لادخال المساعدات الانسانية فما الجدوى من هذه اللقاءات ، كما أن هناك دعم مادي ومعنوي وعسكري أميركي وغربي للاستمرار في العمليات العسكرية للدفاع عن اسرائيل وهذا ما جاء في كلمة بايدن في ختام زيارته أنه لو لم تكن اسرائيل موجودة لنحن أوجدناها ، وفي ذلك عدم احترام وتقدير للشعوب العربية والاسلامية .
أما مراكز الدراسات فترى أن الهدف من الزيارة ليس التهدئة ووقف اطلاق النار وتناقش غزة ما بعد حماس ويجب أن تقرأ في اطارها الاستراتيجي وليس تسويات انية وفشل وزير الخارجية الأميركي في احداث اختراق ودون نتائج تذكر بجولته الأخيرة والمنحاز للرواية الاسرائيلية وهذه االقوافل الضخمة من المساعدات الانسانية والاغاثية المتوقفة عند معبر رفح لا تزال تنتظر للدخولالى قطاع غزة ولا يسمح لها رغم النداءات ولم تتخذ اسرائيل موقفا لفتح الممر والتحذيرات العربية والأممية من خطورة وانهيار الوضع الانساني والصحي في القطاع وأزمة غير مسبوقة لا ماء ولا كهرباء ولا وقود وقد أعلن برنامج الأغذية العالمي في السابع عشر من الشهر الحالي أن مخزون الغذاء في متاجر غزة يكفي لأربعة أو خمسة أيام فقط ، وتحذر منظمة الصحة العالمية من تردي الوضع الانساني في غزة و الوضع الصحي يخرج عن السيطرة بسرعة وأن حياة أكثر من 3500 مريض في 35 مستشفى في القطاع معرضة للخطر .
و حسب التقارير الاعلامية فان اهداف الزيارة التنسيق في العمليات العسكرية للقضاء على حركة حماس ومحوها عن الوجود وفرملة الهجوم البري الاسرائيلي المرتقب لعدم الثقة بادارة رئيس الوزراء الاسرائيلي للأزمة ولجم خيوله والذهاب الى طريق ثالث غير ما يطرح الان وأن لأميركا ارتباطات تختلف عن ارتباطات اسرائيل والخشية لامتداد الحرب وتدخل قوى اقليمية الى حرب شاملة وواسعة تتسبب في نزوح الى دول مجاورة وكارثة انسانية وبيئية ، ووفق الحكومة الفلسطينية فانها تتطلع أن تنجح زيارة الرئيس بايدن بتغيير موقف الحكومة الاسرائيلية وأنه جاء لاسرائيل في اطارعدة أهداف تصب في مصالحه وكل المؤشرات تظهر مخططا للتهجير القسري لسكان غزة وأن اسرائيل تخطط لدفع الفلسطينيين مجددا الى الشتات وتهجير سكان غزة "خط أحمر" ولن نسمح بحدوث موجة جدبدة من التطهير العرقي للفلسطينيين وأن المستهدف اليوم ليس غزة بل المنطقة ككل .
وقد حذر جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته لألمانيا ضمن جولته الأوروبية وقبل وصول بايدن الى المنطقة بيوم واحد أن استقبال اللاجئين خط أحمر ، لا لاجئين في الأردن ولا لاجئين في مصر ويجب التعامل مع حالة الوضع الانساني داخل الضفة الغربية وقطاع غزة ولن نسمح بالتهجير من الأراضي الفلسطينية كما أن جريمة مستشفى المعمداني جريمة حرب نكراء لا يمكن السكوت عنها وعلى تل أبيب أن توقف عدوانها الغاشم فورا والحرب ستجر المنطقة الى كارثة لا يحمد عقباها ، ويرى المحللون السياسيون من المؤكد أن هذه التحذيرات الملكية نقلت الى الرئيس الأميركي وكان سيواجه موقفا عربيا موحدا وصارما في القمة الرباعية التي الغيت من قبل القادة العرب المشاركين بعد استهداف المستشفى ، وأعلن الرئيس الأميركي عزمه اجراء اتصالات هاتفيه مع القادة من الطائرة أثناء عودته الى بلاده من تل أبيب مساء الأربعاء .
وحسب مجلة فورين بوليسي الأميركية واسعة الانتشار في تقريرها حول الموضوع ، فان اجتياح اسرائيل لقطاع غزة سيكلفها أثمانا باهظة وسيتطلب الاجتياح من اسرائيل خوض حرب شوارعومن منزل الى منزل وسيواجه الغزو تحديات ديمغرافية وعسكرية وسياسية ، وقد يتم رسم شرق أوسط جديدا انطلاقا من غزة واحتلال غزة قد يعيد رسم الخريطة .
وقد حذر المستشار الألماني خلال زيارته لاسرائيل الاثنين صراحة حزب الله وايران من التدخل في الصراع والرئيس الايراني يتوعد برد قاس على قصف المستشفى وحديث وزير الخارجية الايراني الثلاثاء أن وقت الحلول السياسية بدأ ينفد واحتمال توسع الحرب يقترب من الحتمية ولن يتم السماح لاسرائيل بالقيام بأي عمل في غزة دون مواجهة العواقب وقادة محور المقاومة لن يسمحوا لاسرائيل بالقيام بأي عمل في غزة ويجب العمل على تشكيل محكمة لجرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل وطلبه قطع النفط عن أميركا ، وقد أوصت الخارجية والسفارة الأميركية في بيروت للرعايا الأميركيينباتخاذ الترتيبات اللازمة للمغادرة وأن الوضع الأمني لا يمكن التنبؤ به في لبنان وترفع مستوى الخطر.
ان الولايات المتحدة وأوروبا ترغبان بالحصر داخل قطاع غزة والاقتصار على تنفيذ عملية عسكرية محدودة داخل القطاع دون هجومبري وعدم وجود خطة اسرائيلية واضحة لما بعد احتلال غزة حيث يعتبر الجيش الاسرائيلي أن وضع غزة ما بعد الحرب سيكون قضية عالمية وأن المرحلة التالية للحرب قد تخالف التوقعات ، أي خلق قضية جديدة للعالم لايجاد الحلول لها لتضاف الى النكبات الفلسطينية على مدى 75 عاما والتي عجز المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن حلها في أطول قضية احتلال عبر الزمن .
وزيارة بايدن سبقتها زيارة مسؤولين اخرين أوفدوا من الادارة الأميركية وهم وزير الخارجية ووزير الدفاع وقائد القيادة الوسطى الأميركية ونشر حاملات طائرات ووضع القواعد الأميركية في حالة تأهب لتقديم العون العسكري ، وفد أمر وزير الدفاع بوضع نحو ألفي جندي أميركي في حالة جاهزية عالية تأهبا لانتشار محتمل في الشرق الأوسط و تم وصفها بأن الهدف تقديم المشورة والمعلومات الاستخبارية للجيش الاسرائيلي دون المشاركة في العمليات القتالية وأضاف أننا لا نملي على اسرائيل كيف تقود عملياتها العسكرية لكننا نؤكد أهمية الحفاظ على حياة المدنيين ، فيما ترى ايران أن تلك الحشودات العسكرية تمهيدا لادارة المعركة من الجانب الأميركي نتيجة انهيار الجيش الاسرائيلي وأنظمة الرصد والمراقبة وهبوط معنوياته وخسائره البشرية بمقتل 303 ضابطا وجنديا تحت وطأة عملية طوفان الأقصى وتداعياتها منذ السابع من الشهر الجاري .
و أعلن مجلس الأمن القومي الاسرائيلي أنه اذا تدخل أعداؤنا بسبب الحرب على غزة فالولايات المتحدة ستتدخل ، أما صحف اسرائيلية فقد أوردت أن القلق الاسرائيلي من نوايا حزب الله يؤخر الاجتياح البري لغزة لتركز على غزة وتجنب فتح جبهة في الشمال وقد تندم لمجرد التعطش للانتقام بشكل أسرع وتجاوز الصراع مع الفلسطينيين وهم ، وشارك بايدن في اجتماعات مجلس الحرب الاسرائيلي في سابقة تاريخية لرئيس أميركي يزور اسرائيل وقت الحرب وقد أبلغ المجلس الرئيس أن العملية البرية في غزة أمر لا مفر منه وعدم تحقيق نصر حاسم سيضر بمكانة اسرائيل وخططها المستقبلية وقد سبقه بالمشاركة في الاجتماعات أيضا وزير خارجيته في زيارته لاسرائيل مع ما يرافق ذلك من حجم التضليل الهائل في الشارع والاعلام الأميركي والغربي وتبنيه للروايات والأكاذيب الاسرائيلية وتصدق وعدم الاستعداد والمناقشة في الحقائق المقابلة ، فيما جدد الرئيس الروسي استعداده للتدخل باتجاه التهدئة ويبلغ رئيس الحكومة الاسرائيلية استعداد روسيا للمساعدة في انهاء المواجهات وحلها سلميا وقد أفشلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا باستخدام حق النقض الفيتو التصويت ضد مشروع قرار روسي قدم الى مجلس الأمن الدولي الاثنين لوقف اطلاق النار في غزة كما فشل مشروعا برازيليا في ذات السياق الأربعاء وقد فسر المحللون ذلك الرفض بمشاركة ودعم الولايات المتحدة وحلف الناتو للحرب على غزة بهدف تغيير مسار الصراع العربي الاسرائيلي ، كما أعلنت تركيا استعدادها للتوسط في الصراع وأن مجلس الأمن أخفق في تحمل المسؤولية المنوطة به وتصريح الأمين العام للأمم المتحدة أن الشرق الأوسط بات على شفير الهاوية ودعوته لوقف فوري لاطلاق النار لأسباب انسانية ، وتنديد منظمة التعاون الاسلامي في اجتماع وزراء الخارجية الأربعاء "بالحصانة " الممنوحة للاحتلال في عدوانها على غزة .
وقد صرح كبير مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل قدوم الرئيس الأميركي أن ما يحدث في غزة ضد حماس هو البداية فقط وسنعمل على انهاء وجودها بالكامل في غزة وستكون هناك مساءلة سياسية لما حدث بعد انتهاء حرب غزة ، فيما أقر رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية بمسؤوليته عن الفشل في اعطاء تحذير مسبق قبل وقوع هجوم السابع من تشرين الأول ، وقد طلبت اسرائيل من أميركا منحة بقيمة 10 مليارات دولار كمساعدة طارئة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي واعلان بايدن أنه يدرس طلب تمويل اضافي بنحو 100 مليار دولار لأوكرانيا واسرائيل .
.