المخاوف من تمدد التصعيد في غزة الى لبنان والانعكاسات على اقتصاده
يعاني لبنان من أزمة اقتصادية ومالية متفاقمة ووصوله لمرحلة صعبة جدا وتراجع حاد في مستويات المعيشة وانتشار الفساد وتعطل في تدفقات رأس المال من الخارج وتصنيفه دوليا عند درجة التعثر الانتقائي والفراغ الرئاسي بفشل البرلمان بانتخاب رئيس للبنان ، وحاجته الى تنفيذ قوانين اصلاحية يشترطها صندوق النقد الدولي قبل تسلم أي مساعدات أو قروض لانقاذه .
وقد ازدادت المخاوف على اقتصاد لبنان نتيجة القصف الاسرائيلي في الجنوب اللبناني منذ بدء التصعيد وتداعيات الحرب على غزة تطال المناطق الجنوبية في لبنان ، ومخاوف الخبراء من عودة الناتج المحلي الاجمالي اللبناني الى فترة ما بعد الحرب الأهلية التي نشبت عام 1975 واستمرت عشرة سنوات ، كما أن أكثر من نصف الشعب اللبناني يفتقد للحماية الصحية والاجتماعية وهو في دائرة الخطر مع انعدام قدرة لبنان على التخزين الاحتياطي للسلع الأساسية ، وتأثير امتداد الحرب على استقرار الليرة اللبنانية وهو استقرار هش لا مصدر له وفي حال اندلاع مواجهات عسكرية في الجنوب سيزيد الطلب على الدولار وهو غير متوفر في لبنان ويشكل ذلك وضعا صعبا لليرة اللبنانية التي فقدت 98% من قيمتها منذ عام 2020 ، حيث الحروب والصراعات تفقد الدول مصادر رئيسية من الدخل الأجنبي ويساهم ذلك في تغيير مستويات المعيشة وتعتبر العملات المحلية الأكثر تأثرا بالأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية .
وقد وصل معدل التضخم في لبنان الى 250% في شهر اب الماضي وهو الأعلى في العالم وينسب الى تدهور الليرة وسيزداد تدهورا بارتفاع أسعار المواد الأساسية في حال التصعيد مع لبنان وارتفاع التضخم سيستمر ، ويرى الخبراء الاقتصاديون اللبنانيون أنه يجب الذهاب مع شروط صندوق النقد لتنفيذها ضمن خطة انقاذ الاقتصاد اللبناني ، وأن السياحة وشركات الطيران أيضا تضررت في ظل هذه الظروف والتوترات وقضية الأمن والأمان أصبحت غير مضمونة والاقتتال مع قوات الاحتلال الاسرائيلي يعرض السياحة للخطر وتداعيات ذلك على نشاط ودخل المرافق والمنشات السياحية والعاملين فيها وازدياد الأمور سوءا ، وقد بدأت بعض شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها الى بيروت بسبب تردي الوضع الأمني وحظر الحكومة الهولندية لسفر رعاياها الى لبنان والتي ربما يكون لتلك الخطوة مقدمة لقرارات مشابهة لحكومات أخرى .
وقد حذرت وزارة الدفاع والادارة الأميركية في الثاني عشر من الشهر الجاري أي طرف من الانخراط بالتصعيد في غزة وعدم التدخل في الصراع ، وحسب خبراء سياسيون وعسكريون فان طلب ارسال الدعم العسكري وحشد حاملات الطائرات الأميركية والبريطانية على حدود شرق البحر المتوسط مشابهة لما حدث في حروب سابقة في المنطقة ، وحشد الرأي العام والاعلام الغربي بلا حدود وتشويه الوقائع والحقائق من أن اسرائيل تدافع عن نفسها وكسب التأييد والتعاطف الدولي الى جانبها وأنها الضحية ومن عمليات القتل والتدمير والتهجير والعقاب الجماعيحتى وصل التنديد بعملية حماس من صندوق النقد والبنك الدوليين في اجتماعاته السنوية التي تعقد حاليا في المغرب ، واعلان الجيش الاسرائيلي عن قصف غزة باربعة الاف طن من المتفجرات الذي يرتكز على سياسة القصف الجوي العشوائي العنيف بقتل الأبرياء وتدمير المباني والبنى التحتية يطال كافة مناطق قطاع غزة دون أهداف محددة للقصف ومواجهات أرضية لتتجاوز الأساطير الاسرائيلية الواهية .
ويرى الخبراء أن الاجتياح البري لقطاع غزة سيأخذ وقتا طويلا قبل تنفيذه وقبل صحيان اسرائيل من صدمة عملية طوفان الأقصى وفشلها الاستخباراتي والعسكري في رصدها والتصدي لها وقبل تقدير مخاطر الاجتياح وتداعياته ، وحسب بلومبيرغ فان الادارة الأميركية تخشى من عدم امتلاك الحكومة الاسرائيلية خطة لما بعد الهجوم البري على غزة و من عدم استعداد الحكومة لتداعيات الهجوم وقبل انشاء ممرات انسانية ومناطق امنة ، ونقلت صحف اسرائيلية السبت أن هيئة الأركان الاسرائيلية بدأت باجراءات الموافقات على خطط بدء المعركة البرية في غزة وحسب رأي المحللين فان القرار في النهاية سياسيا وليس شرطا اقتران الموافقة بالتنفيذ ، وحديث الرئيس الروسي بأن الاجتياح البري الاسرائيلي لغزة سيؤدي الى خسائر غير مقبولة بين الفلسطينيي.
وقد نشرت مجلة فورين أفيرز الأميركية واسعة الانتشار تقريرا السيت جاء فيه أن تداعيات اجتياح غزة ستكون وخيمة ليس فقط على الفلسطينيين بل على اسرائيل أيضا ، وأنه يتعين على واشنطن أن تتحلى بالهدوء وأن تنقذ اسرائيل من نفسها ، وأن اجتياح غزة سيضر بأمن اسرائيل على المدى الطويل و سيهدد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط وأوكرانيا .
وسمجت واشنطن السبت لموظفي سفارتها في تل أبيب غير الضروريين وعائلاتهم بالمغادرة ، ودعت الصين الولايات المتحدة الى لعب دور مسؤول في الحرب على غزة وترد بالطلب من الصين أن تستخدم بكين نفوذها في الشرق الأوسط لوقف تمدد الصراع وعدم اشتعال محور الجنوب اللبناني .
قامت اسرائيل بقطع الغذاء والكهرباء والمياه والوقود والانترنت والمساعدات الانسانية والاغاثية والطبية والقطاع الصحي في غزة على حافية الانهيار ليمر كل ذلك دون عقاب من المجتمع الدولي ، وتشير التقارير أن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين الى المنطقة ليشعر الاسرائيليين بالامان وللردع الاقليمي في اشارة الى حزب الله اللبناني وايران ومنع امتداد التصعيد ، مع تحركات عسكرية وقصف مدفعي اسرائيلي داخل الحدود اللبنانية بعد تعرض مواقعه لهجمات صاروخية وسقوط ضحاياوقصف محيط مراكز للجيش اللبناني والاشتباه بعمليات تسلل عبر الحدود الشمالية مع لبنان والرصد والاستشعار عن بعد واطلاق صواريخ اعتراضية للصواريخ التي تطلق من الأراضي اللبنانية باتجاه المستوطنات واطلاق قنابل مضيئة على جنوب لبنان ليلا والطيران الاسرائيلي يحلق في سماء جنوب لبنان ، و يزيد ذلك من التوتر وعدم الاستقرار وخشية الاحتلال الاسرائيلي من انفجار الوضع في الشمال مما سيشتت الجهد العسكري ويمنع استمرار الحرب على جبهة قطاع غزة بالرغم من تقييم مجلس الحرب الاسرائيلي أن حزب الله غير معني بالحرب رغم الضغوطات واعلان الجيش الاسرائيلي بعد قتله متسللين أن دولة لبنان تتحمل مسؤولية أي خطوة قد يقوم بها حزب الله ، واعلان رئيس الحكومة اللبنانية أن لبنان في عين العاصفة وما يجري في الجنوب يثير القلق العميق ويرفع شكوى الى مجلس الأمن الدولي على خلفية اعتداءات اسرائيل على لبنان وستبحثالحكومة اللبنانية الثلاثاء وضع خطة طوارئ استباقية للاجلاء والنزوح في حال أي تطور جنوبا واشارة الرئيس الفرنسي أن الأولوية لتجنب تمدد الصراع وخاصة الى لبنان ، وقد أعلن وزير الخارجية اللبناني أن لبنان لا يرغب في الحرب ولا التصعيد في غزة ولا استقرار في المنطقة دون حل القضية الفاسطينية وأي اجتياح اسرائيلي لغزة سيجر المنطقة الى تصعيدغير مسبوق ، وتأكيد وزير الخارجية الايراني في زيارته الى لبنان ثم يتبعها الى سوريا والعراق أن الحفاظ على الهدوء سبب زيارته لبيروت ويجب أن ينتهي الحصار على قطاع غزة وضرورة الوقف العاجل للتصعيد وما تشهده غزة جريمة حرب ودعوته الولايات المتحدة الى لجم اسرائيل في غزة اذا أرادت تجنب حرب اقليمية وأن أمن لبنان مهم بالنسبة لايران واحتمال فتح جبهة جديدة بما يتناسب والظروف أمر ممكن .
وقد بين رئيس الوزراء الفلسطيني أننا حذرنا سابقا من أن استمرار الحصار على غزة سيفجر الأوضاع وهذا ما حصل وأن هدف اسرائيل انشاء منطقة عازلة من السكان من وراء الطلب بمغادرتهم من الشمال الى الجنوب وتوزيع المهجرين على دول أخرى ، وطلب المنظمات الأممية والحقوقية الدولية بأن القتل في غزة يجب أن يتوقف وأن هجوم حماس لا يبرر لحكومة تل أبيب تدمير قطاع غزة وأن الحروب لها قواعد ويجب احترام القانون الانساني الدولي وحماية المدنيين في غزة ونزوح 423 ألف شخص داخل القطاع واتهام منظمة هيومان رايتس لاسرائيل باستخدام قذائف الفسفور الأبيض في غزة ولبنان المحرمة دوليا والتي تبقى اصاباتها على المدنيين لأمد طويلوأن منازل غزة وشوارعها أصبحت ركاما ولا يوجد أي مكان أمن للمدنيين والأمم المتحدة تطلق نداء لجمع 294 مليون دولار من أجل غزة والضفة الغربية ووقف عمليات استهداف المدنيين العزل ، وتأكيد الرئيس المصري بأنه لن يسمح بتحويل سيناء الى وطن بديل للغزيين وعلى أهالي غزة البقاء على أرضهم ، وتحذيرات جلالة الملك عبدالله الثاني أثناء لقائه وزير الخارجية الأميركي في عمان الجمعة من أية محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم أو التسبب في نزوحهم وتأكيده ضرورة فتح ممرات عاجلة لادخال المساعدات لغزة ومن انتهاج سياسة العقاب الجماعي تجاه سكان غزة وضرورة حماية المدنيين الأبرياء وبدء جلالته جولة أوروبية السبت تشمل بريطانيا وايطاليا وألمانيا وفرنسا لحشد موقف دولي لوقف الحرب على غزة وتحذير وزارة الخارجية الأردنية من أن الحرب الاسرائيلية على غزة تسبب كارثة انسانية وتدفع المنطقة الى الهاوية وتعمق التصعيد والصراع ومن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة الى مصر وترحيل الأزمة الى دول الجوار وأن الدول العربية ستتصدى بشكل جماعي لمحاولات التهجير والمطالبة بموقف دولي صارم لوقف التصعيد الاسرائيلي في غزة وعلى المجتمع الدولي التعامل مع التصعيد الاسرائيلي بمعايير دولية واحدة وأن أساس الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لم ينته والاحتلالما زال قائما ، وتأكيد السعودية والكويت رفضهما بشكل قاطع دعوات اسرائيل للتهجير القسري من غزة ونحتاج الى جهد جماعي لوقف دوامة العنف وأولويتنا نزع فتيل التصعيد والعودة للسلام ، و استمرارالدبلوماسية والاتصالات بين دول عربية وعالمية لانقاذغزة ووقف العدوان الاسرائيلي عليها .
وألقى رئيس وزراء اسرائيل اعلان الحرب في الكنيست وقوله أنها حرب حياة أو موت وأوامر صدرت من الجيش الاسرائيلي لسكان شمال غزة البالغ عددهم 1،1 مليون نسمة لاخلاء منازلهم بالتوجه الى جنوب القطاع ومطالبة الأمم المتحدة الغائها وتناقض قوانين الحرب وتوضيح البيت الأبيض أن اسرائيل لم تتشاور مع واشنطن قبل تحذير سكان مناطق غزة بالاخلاء ، ومحللون سياسيون اسرائيليون يشيرون الى أن اسرائيل هي الخاسرة في هذه المعركة منذ اللحظة الأولى ولو حالفتنا كل دول العالم وقتل الأبرياء لن يصنع نصرا .
وقد تمتشكيل حكومة حرب برئاسة رئيس الوزراء وعضوية وزير الدفاع وعضو المعارضة المتطرف بيلي غالنتس ووزيرين اخرين لا يحق لهما التصويت ليصبح في اسرائيل ثلاث حكومات وهي الحكومة الكبيرة والحكومة الأمنية المصغرة وحكومة الحرب ، قتلقى الدعم من الولايات المتحدة والغرب .