ردود الفعل الامريكية تحرك كرة الثلج في المنطقة العربية

أخبار البلد-

كرة الثلج تتدحرج في الاقليم؛ ومن غير المعلوم ماذا ستجمع في طريقها من احداث واطراف؛ وفي اي اتجاه تتحرك؛ واين تستقر في نهاية المطاف.
فالعودة الى ما قبل السابع من تشرين اول مستحيلة؛ فالصراع في الاقليم اتخذ مسار صاعد بعد ان غذته المواقف الاوروبية والامريكية الداعمة للاحتلال عسكريا واقتصاديا وسياسيا؛ فالدعم الغربي لطالما شجع الاحتلال على مواصلة جرائمه في الضفة الغربية؛ وهو اليوم يشجعه على ارتكاب الفظائع في قطاع غزة وبدون قيد اوشرط وبحماية ورعاية من حاملات الطائرات الامريكية.
مشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن في اجتماع مجلس الحرب لحكومة الطوارئ خلال زيارته للكيان المحتل مساء اليوم الخميس و بحضور نتنياهو وغالانت وغانتس وإيزنكوت ودريمر؛ وما تبعه من تصريحات داعمه للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة اطلقها وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن خلال لقائه و زارء دفاع الناتو في بروكسل اكملت حلقة الدعم السياسي بدعم عسكري امريكي واوروبي؛ يوفر الضوء الاخضر لقوات الاحتلال لاطلاق هجمات وحشية على قطاع غزة من يتوقع ان يتجاوز ضحاياها العشرين الف شهيد خلال الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة من عمر المعركة المتوقع.
الاوضاع في منطقتنا العربية تتدحرج فيها كرة الثلج ان لم تكن كرة النار؛ مذكرة بما الت اليه الاوضاع في منطقة الساحل و الصحراء الافريقية؛ و التي افضت للاطاحة بالنفوذ الفرنسي بدءا من مالي وبوركينا فاسو وليس انتهاءا بالنيجر التي اصر مواطنوها على مغادرة القوات الفرنسية والسفير الفرنسي في الان ذاته من بلادهم وقارتهم السمراء ؛ انتكاسة فرنسية لم تكن وليدة لحظة او نتاج لموقف بعينة بل تراكم للاحداث والمواقف افضت الى حالة من الغضب اطاح بالنفوذ الفرنسي؛ مسار متوقع للنفوذ الامريكي الذي يعاني من اشكالات وتعقيدات كبرى مع شعوب ودول المنطقة وقادتها منذ مدة ليست بالقصيرة .
امريكا ان لم تتراجع عن سياسياتها في فلسطين المحتلة ستواجه ذات المصير الذي واجهته باريس في افريقيا؛ فارهاصات انهيار النفوذ الامريكي لم تبدا في فلسطين بل من الخليج العربي قبل ذلك بسنوات وهي مفارقة لم يلتفت اليها احد من قبل ولكنها حقيقة عبر عنها اتفاق اوبك بلس والعلاقات المتطورة مع بكين .
ختاما .. الموقف الامريكي من العدوان الاسرائيلي على غزة بداية لمرحلة فارقة يتحلل ويتاكل فيها النفوذ الامريكي في المنطقة العربية على نحو متسارع؛ فردود الفعل الامريكية جاءت بطعم الهزيمة؛ انفعالية و نزقة على فشل المنظومة العسكرية والسياسية الاسرائيلية في مواجهة المقاومة الفلسطينية؛ وهي منظومة عولت عليها اميركا لترميم نفوذها المتضرر وخفض الكلف ؛ لتكتشف ضعفها وهشاشاتها في قطاع غزة بعد ان انفقت اوروبا واميركا عليها مئات المليارات خلال السبعين عاما الماضية دون جدوى تذكر.