«هولوكوست غزة».. رد «نتنياهو» لتغيير الشرق الأوسط؟

أخبار البلد-

تتواصل حملة الإبادة الجماعية التي باشرها مجرمو الحرب وجنرالات جيش العدو الصهيوني بقيادة الفاشي نتنياهو, على نحو يكاد لا تختلف فيه عن «أفران الغاز», التي زجّ النازيّون في نيرانها الملايين من مُختلف الأديان والقوميات والأعراق, استطاع اليهود بعدها بمساعدة من المعسكر الإمبريالي «إحتكار» المحرقة النازية, ولم يتوقّفوا عن استثمارها وابتزاز الحكومات والشعوب الأوروبية/الأميركية, وبما يتجاوز هؤلاء إلى معظم شعوب وحكومات دول العالم, شاهرين سيف «مُعاداة الساميّة», تحت طائلة المسّ وتشويه السمعة حدود النبذ والمطاردة, لمن?«يجرؤ» على التشكيك بها أو حتى مناقشتها, وصولاً إلى تجريم أي انتقاد للحركة الصهيونية العنصرية, أو سياسات كيان العدو الإستيطاني الإستعماري

وإذا كانت معظم أحياء مدن وبلدات ومخيمات قطاع غزة المُحاصر, قد تم محوها وتدمير مساكنها المتواضعة غالبيتها على رؤؤس ساكنيها, كما حدث في حيّ الرِمال في مدينة غزة فضلاً عن حي الكرامة الذي حرقه النازيون الجدد, بحزام من نار قنابل النابالم والفسفور الأبيض والقنابل العنقودية، فإن نتنياهو كما رئيس الكيان هيرتسوغ, استعاد «بكائية المحرقة» في اتصال مع الرئيس بايدن, حيث لم يتردّد الأخير في اتهام المقاومة الفلسطينية بأنها مُكرسة لـ«قتل اليهود». إذ هاتف نتنياهو بايدن أول أمس قائلاً: «تعرّضنا (السبت) لهجوم بوحشية غير مسبو?ة منذ (المحرقة). إرتُكِبت مئات المجازر، قُضي على عائلات في فراشها، في منازلها، (اغتُصبتْ) نساء وقُتِلن بوحشية، خُطف أكثر من مئة شخص... لقد (أخذوا عشرات الأطفال، قيّدوهم، أحرقوهم وأعدموهم)، قطعوا رؤوس جنود.»

أما إسحق هيرتسوغ/رئيس الدولة العنصرية, فقام بنشر مقالة في مجلة «تايم» الأميركية جاء فيه: «الساعة المُظلمة لدولة إسرائيل تلقي بظلالها على العالم أجمع... منذ المحرقة (الهلوكوست) لم نشاهد مشاهد لأمهات وأطفال يهود أبرياء، ومراهقين وشيوخ يتم تحميلهم في شاحنات وأسرِهم»

لم تنته الحملة الإعلامية الصهيونية مُتعددة الأطراف والوسائل والأكاذيب, بل مضت إلى «كشفِ» ما يُخطط له رهط المتصهينين والتجمعات اليهودية في العالم. إذ دعوا بغير خشية أو خوف من اتهامهم بالتطهير العِرقي, سكان قطاع غزة بأن «يتوجّهوا إلى الحدود المصرية للنجاة بأنفسهم», على ما نقلت وكالة أنباء موثوقة وحريصة على صدقيتها/رويترز, عن ناطق باسم الجيش الصهيوني. وإذ انطلقت من غزة ومصر مواقف وتصريحات حازمة وصارمة, تقول إن الحدود المصرية ليست مُستباحة وأن سيناء لن تكون سكناً لفلسطينيّي غزة, فضلاً عن تأكيد الغزيّين بأنهم ل? يبرحوا أرضهم ولن يرتكبوا خطيئة عام 1948, عندما تم تهجيرهم إلى المنافي والشتات، فإن نتنياهو وجدَ نفسه في وضع لا يُحسد عليه, فقام كاذباً بـ«نفّي خجول» صدور تصريحات رسمية كهذه

لكن مُفوض الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي/ بوريل, كان هو الآخر دعا (قبل ناطق جيش العدو) إلى إفساح المجال لوصول الُمساعدات الإنسانية، و«فتح ممرّات لخروج المدنيين إلى مصر». زد على ذلك الخُبث المُغلف برطانة «إنسانية» قيام زعيمة التجمع الوطني اليميني في فرنسا مارين لوبن, التي لم تكتفِ بالقول أنه «يجب أن يُسمح لإسرائيل بالقضاء على حماس»، بل ربطت ذلك بان يتم السماح للسكان الفلسطينيين بـ«إخلاء غزة» وضمان حماية «جزء» من السكان

مخطط استعماري خبيث يلتقي عنده أحفاد المستعمرين الجدد, سواء من ارتكبوا جرائم إبادة جماعية وكرسوا تجارة العبيد وإبادة سكانها الأصليين, كما حدث للهنود الحمر, وكما في الجزائر التي أسماها المُستعمرون الفرنسيون «الجزائر الفرنسية", وخصوصاً في فيتنام التي شهِد العالم بالصوت والصورة جرائم الإمبراطورية الأميركية, المدافعة عن حقوق الإنسان والقانون الدولي والحريات العامة. وحيث لم تتردّد رئيسة الحكومة الفرنسية/إليزابيث بورن (يهودية الديانة) باتهام حزب «فرنسا المتمردة» بـ«معاداة السامية», منددة بـ«الغموض» الذي إكتنفَ مو?فه, فقط لأن زعيمه/ميلانشون غرّد قائلاً: «كل أعمال العنف التي أُطلق لها العنان ضد إسرائيل وفي غزة, تُثبت أمراً واحداً فقط، وهو أن العنف لا يُنتج ولا يُعيد سوى إنتاج نفسه»

**إستدراك1:

قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لنظيره الإسرائيلي/نتنياهو، أول أمس/الثلاثاء: إن الشعب الهندي يقفُ بحزم بجانب بلاده في هذا الوقت الصعب، مُعرباً عن «إدانة قويّة وقاطِعة للإرهاب بكل صوره ومظاهره»

مَن كان يتصوّر ان المسؤول الأول في إحدى الدول المُؤسسة لكتلة دول «عدم الإنحياز», يتّخذ موقفاً كهذا, فيما أرشيف مكتبه «يعجُّ» بآلالاف القرارات المُؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره؟

**إستدراك2:

قال الرئيس الأوكراني/زيلنسكي في مقابلة مع قناة فرانس/2 الفرنسية: «نحن واثقون من أنّ روسيا تُوفّر دعماً، بطريقة أو بأخرى، للعمليات التي تقوم بها حماس». مُشيراً إلى (أنّ أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لديها «معلومات» في هذا الشأن)، مُضيفاً: «الأزمة الراهنة... تُظهر أنّ روسيا تبحث عن القيام بعمليات لزعزعة الاستقرار في كلّ أنحاء العالم»

فـَ«تأمّلوا»