الفاسدون..سحرة ام مشعوذون؟
المسافة بين السحر والشعوذة كالمسافة بين الصلاح والفساد , فالمشعوذ شخص لا يمتلك اية قوى خارقة او غير مألوفة , فهو يعتمد على غباء الآخر او المقابل , في حين ان الساحر يمتلك مهارات خارقة ومقدرة على العبث بالعيون لرؤية السحر واقعا حقيقيا , ويرى هو الواقع كما هو .
فسحرة فرعون كانوا على وعي ورؤية ان حبالهم ما زالت على واقعها حبالا , لا أفاعي , والانقلاب من الكفر الى الايمان في حالتهم جاء بمعجزة الهية , حيث تحولت عصا موسى الى أفعى حقيقية , وبالتالي خرّوا ساجدين الى الخالق العظيم .
الفساد في الاردن مقسوم بين حالتين , حالة قام بها مشعوذون , اعتمدوا على ضعف القوانين وقلة الرقابة وإنشغال الدولة بقضايا اقليمية وجوار مشتعل , فوجدوا الفرصة مواتية للانقضاض على بعض المال والمناصب , وسرعان ما تم اكتشافهم وترحيلهم الى خارج المواقع وبعضهم رحل الى المحاكم كل ذلك كان قبل في بواكير الالفية الثالثة .
بعد ذلك حضر السحرة في المشهد , ومارسوا كل اشكال الخداع البصري , ووصل سحرهم الى القوانين نفسها فباتت المنظومة التشريعية في خطر , ومارسوا خفة اليد بمهارة فائقة , دفعت رئيس هيئة مكافحة الفساد الى القول “ حبكوها مليح “ كما نشرت صحيفة الدستور سابقا , وحار المحققون في اكتشاف الخلل رغم الرائحة التي تزكم الانوف لفسادهم , فالحقيقة القانونية لا تعرف العواطف ولا تعتمد الروائح ولا المشاهدات الاخلاقية التي تشير الى فساد بيّن.
لا اقصد من ما سبق الى القول ان الفساد بحاجة الى معجزة ربانية كي نكتشفه او نمسك خيوطه القانونية و نحوله الى القضاء , بل بحاجة الى وقت وترّوي , حتى يضعف مفعول السحر والسحرة , وتتفكك احلاف السحرة وصبيانهم , فالفساد ليس حربا على غرار برنامج ما يطلبه المستمعون , بل هو حرب فيها من الشعوذة والسحر الكثير وتتطلب مهارة فائقة للوصول الى مكامنه وخباياه وألعاب السحرة وبهلوانيتهم .
لان السحرة ببساطة يعرفون حقيقة العابهم , فيستشعرون الخطر ويتحضرون لقادم الايام , وهذا ما تعانيه اجهزة التحقيق , كما كشفت تصريحات بينو , وهذا ما يستدعي تشكيل فريق واحد لخوض حرب الفساد , وان يدعم هذا الفريق من كل القوى والجهات , فما زال فريق التحقيق في قصر العدل القديم يعاني من قصور وضعف الدعم الفني واللوجستي .
ويجب ان يعمل فريق التحقيق والادعاء العام في اجواء مريحة ودون ضغط على اعصابهم من الشارع الذي يجب عليه حمايتهم ودعمهم , فيكفيهم ضغوط السحرة ومريديهم , والعابهم ومهاراتهم التي تتطلب اعلى درجات التركيز كي يمسكوا اول الخيط .
فرق التحقيق لا تواجه مشعوذين لا يملكون مهارات خاصة , بل تواجه سحرة متمرسين ولديهم اتباع في كثير من المواقع , وجابوا العالم لتحسين مهارتهم والعابهم , وعلينا جميعا ان نوفر البيئة المريحة لفرق الادعاء والمعلومة الصحيحة لهم , دون ضغوطات فلدينا فريق من المدعين العامين يستحق الدعم لنزاهته وكفاءته , وخلفهم ارادة سياسية لا تمنح حصانة لاحد , ودعم شعبي كامل , وباقي توفير الدعم اللوجستي والفني والمالي لهم حتى يحققوا احلام الشارع الاردني بمحاربة الفساد والفاسدين .
نحن امام حرب مع سحرة لا مع مشعوذين وهذا يتطلب مهارات خاصة ايضا ودعما استثنائيا نريده من الجميع .
فسحرة فرعون كانوا على وعي ورؤية ان حبالهم ما زالت على واقعها حبالا , لا أفاعي , والانقلاب من الكفر الى الايمان في حالتهم جاء بمعجزة الهية , حيث تحولت عصا موسى الى أفعى حقيقية , وبالتالي خرّوا ساجدين الى الخالق العظيم .
الفساد في الاردن مقسوم بين حالتين , حالة قام بها مشعوذون , اعتمدوا على ضعف القوانين وقلة الرقابة وإنشغال الدولة بقضايا اقليمية وجوار مشتعل , فوجدوا الفرصة مواتية للانقضاض على بعض المال والمناصب , وسرعان ما تم اكتشافهم وترحيلهم الى خارج المواقع وبعضهم رحل الى المحاكم كل ذلك كان قبل في بواكير الالفية الثالثة .
بعد ذلك حضر السحرة في المشهد , ومارسوا كل اشكال الخداع البصري , ووصل سحرهم الى القوانين نفسها فباتت المنظومة التشريعية في خطر , ومارسوا خفة اليد بمهارة فائقة , دفعت رئيس هيئة مكافحة الفساد الى القول “ حبكوها مليح “ كما نشرت صحيفة الدستور سابقا , وحار المحققون في اكتشاف الخلل رغم الرائحة التي تزكم الانوف لفسادهم , فالحقيقة القانونية لا تعرف العواطف ولا تعتمد الروائح ولا المشاهدات الاخلاقية التي تشير الى فساد بيّن.
لا اقصد من ما سبق الى القول ان الفساد بحاجة الى معجزة ربانية كي نكتشفه او نمسك خيوطه القانونية و نحوله الى القضاء , بل بحاجة الى وقت وترّوي , حتى يضعف مفعول السحر والسحرة , وتتفكك احلاف السحرة وصبيانهم , فالفساد ليس حربا على غرار برنامج ما يطلبه المستمعون , بل هو حرب فيها من الشعوذة والسحر الكثير وتتطلب مهارة فائقة للوصول الى مكامنه وخباياه وألعاب السحرة وبهلوانيتهم .
لان السحرة ببساطة يعرفون حقيقة العابهم , فيستشعرون الخطر ويتحضرون لقادم الايام , وهذا ما تعانيه اجهزة التحقيق , كما كشفت تصريحات بينو , وهذا ما يستدعي تشكيل فريق واحد لخوض حرب الفساد , وان يدعم هذا الفريق من كل القوى والجهات , فما زال فريق التحقيق في قصر العدل القديم يعاني من قصور وضعف الدعم الفني واللوجستي .
ويجب ان يعمل فريق التحقيق والادعاء العام في اجواء مريحة ودون ضغط على اعصابهم من الشارع الذي يجب عليه حمايتهم ودعمهم , فيكفيهم ضغوط السحرة ومريديهم , والعابهم ومهاراتهم التي تتطلب اعلى درجات التركيز كي يمسكوا اول الخيط .
فرق التحقيق لا تواجه مشعوذين لا يملكون مهارات خاصة , بل تواجه سحرة متمرسين ولديهم اتباع في كثير من المواقع , وجابوا العالم لتحسين مهارتهم والعابهم , وعلينا جميعا ان نوفر البيئة المريحة لفرق الادعاء والمعلومة الصحيحة لهم , دون ضغوطات فلدينا فريق من المدعين العامين يستحق الدعم لنزاهته وكفاءته , وخلفهم ارادة سياسية لا تمنح حصانة لاحد , ودعم شعبي كامل , وباقي توفير الدعم اللوجستي والفني والمالي لهم حتى يحققوا احلام الشارع الاردني بمحاربة الفساد والفاسدين .
نحن امام حرب مع سحرة لا مع مشعوذين وهذا يتطلب مهارات خاصة ايضا ودعما استثنائيا نريده من الجميع .
عمر كلاب