«تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة»


اخبار البلد- يتفاقم الصعب يوما بعد يوم هنا على امتداد الارض الفلسطينية المحتلة، في الضفة هوس الاحتلال الاسرائيلي، بالعنف والغطرسة، وصل الى حد القطيعة مع أبسط القيم الاخلاقية الإنسانية، وعلى جبهة قطاع غزة، تفجر الوضع الأمني بشكل غير متوقع، وعلى نحو غامض التطورات المقبلة...!! والحراك السياسي الدائر في مسارب التطبيع، الذي تريده اسرائيل الاحتلال والعدوان، أن يكون مجانيا (...!!) يزيد من تفاقم الصعب، بمخاوف دراماتيكية، تهدد أبسط معاني الأمن والاستقرار، وأبسط شروط ومعاني التنمية الحقيقية في هذه المنطقة، فالتطبيع المجاني إستثمار إسرائيلي، سياسي، واقتصادي شره وعدواني، سيأتي على المنطقة العربية باسرها، حتى تصبح مجرد سوق استهلاكي، سوق قد يضع في مخازنه، القضية الفلسطينية، كسلعة بائرة، ليأكلها مع الزمن الغبار...!!!

لا يخلف هذا الصعب البليغ في معطياته الواقعية غير «تشاؤم العقل» لكن ووفق معادلة المفكر الايطالي «انطونيوغرامشي» هناك «تفاؤل الارادة» ونحسب أنه ما من خيارات معنوية أمامنا، سوى أن نمضي في دروب «تفاؤل الارادة» ونحسن الظن في المحصلة بالعلي القدير، على أن ندرك جيدا وتماما، أن هذه الدروب، ليست دروبا لتعاطي الاحلام والتنميات، وإنما هي دروب العمل، العمل المشترك الدؤوب، المنتج للتألف والتعاضد، المبني على التفهم والتفاهم، دون أية استعراضات بلاغية، ودون أية حسابات ضيقة حزبية كانت أم سياسية .

وباختصار تفاؤل الارادة، هو تفاؤل العمل المشترك، وهو اليوم بين الاردن وفلسطين، وبحكم تكامله العملي، لا نرى دروبا سالكة لما تريد اسرائيل من تطبيع واستحواذ، والايام بيننا ، لن نكون سوقا ولا باي حال من الاحوال، والقضية الفسطينية شعلة هذا العصر، فإما أن تشع بنور السلام والاستقرار، حين تحقيق تسويتها العادلة، بدولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، أو اندلاعها نيرانا مهولة،جيلا بعد جيل .