مفاجأة المقاومة تكشف غطاء كذبة متانة الاحتلال

أخبار البلد - تعددت التوصيفات والتشبيهات لمعركة "طوفان الأقصى" التي باغتت كتائب عز الدين القسام في غزة، العالم أجمع بها أمس، فمنها من شبهها بحرب تشرين الأول (اكتوبر) 1973، ومنها من وصفها بالحلم الذي أوشك على أن يتحول إلى حقيقة، وجميعها اتفقت على أنها كشفت الغطاء عن "كذبة" متانة الاحتلال الأمنية والعسكرية.

 

ومثل الفئات والقطاعات والاتجاهات كافة، تفاجأت الأحزاب الأردنية بالحدث الذي قد يعتبر الأضخم لهذا العام في الشأن الفلسطيني، وتمسمرت مثل أغلب عيون العالم أمام شاشات التلفاز، لمتابعة ومواكبة التطورات التي كانت تتجدد خلال الدقائق القليلة، وسارعت لإصدار بيانات وتصريحات، ومنها من نظم اعتصامات، كلها دلالات على أن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الهم الأردني وكل برنامج حزبي.
 

وصرح أمناء حزبيون لـ"الغد" عن تحليلاتهم لتداعيات وأحداث معركة طوفان الأقصى، إذا اعتبرت الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي عبلة أبو علبة، أن "المقاومة الفلسطينية قلبت الطاولة في وجه الجميع، وأعلنت انطلاق مسيرة كفاحية شعبية مسلحة جديدة في وجه الاحتلال والاستيطان وضد عربدات الثلاثي المجرم في حكومة الاحتلال، وأعتقد بان هذه المعركة النوعية تشكل ملحمة جديدة في التاريخ الوطني الفلسطيني".

وبحسب أمين عام حزب الوحدة الشعبية د. سعيد ذياب، فإن ما حدث أمس "أعاد الفرحة لقلوبنا، هذه مفاجأة أكتوبر الثانية التي يصنعها الفلسطينيون، كما صنع المصريون والسوريون في العام 1973". وأضاف ذياب "اليوم المقاومة الفلسطينية، تحقق انجازا كبيرا في عملية المواجهة، وتعيد مسألة أن الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود، سيثبت التاريخ بأن كل القوى الاستعمارية حتما، ستنهزم بفعل إرادة المقاومة الفلسطينية والحركة الشعبية العربية". ويدلل عنصر المفاجأة الذي انتهجته المقاومة بحسب رأي أمين عام حزب الائتلاف الوطني مصطفى العماوي "على ان المقاومة الفلسطينية لقنت درسا لإسرائيل بأن قوتها الجبروتية عبارة عن ورقة كرتون، ونناشد كل أحرار العالم للوقوف الى جانب المقاومة الفلسطينية في معركتها طوفان الأقصى".

بدروه اعتبر أمين عام الحزب الوطني الدستوري د. أحمد الشناق "ما حدث هو نصر غير مسبوق بأن تسيطر المقاومة على مستوطنات وتأسر جنودا إسرائيليين، هذه مباغتة على الاستخبارات الإسرائيلية وإثبات أن هذا الكيان هش وأهون من بيت العنكبوت".

وأضاف "لأول مرة نشاهد رجال المقاومة، يذيقون الجيش الذل من داخل العمق الاسرائليلي، هذا يوم مشرف ووجه رسالة للعالم، بان هناك رجالا قادرين على أن يدافعوا عن الأقصى وأرض فلسطين".

فيما بين النائب السابق عضو الحزب المدني الديمقراطي قيس زيادين "ان ما حدث يدل على هشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية وسهولة اختراقها، وأن الانطباع السائد عن أن القوة الصهيونية لا تقهر بات من الماضي".

إلى ذلك عبرت منظمات وطنية ديمقراطية في بيان مشترك الموقعة عن فخرها واعتزازها بـ"الأداء البطولي المشرف بتوجيه من غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الواحدة الموحدة التي لقنت العدو الصهيوني درسا لا ينساه، تأكيداً على رفض الاقتحامات اليومية والانتهاكات الصهيونية للأماكن المقدسة في فلسطين، ودعما وإسنادا للشعب الفلسطيني في نضاله اليومي في مواجهة الاحتلال والاستيطان الصهيوني.

ودعت ابناء الشعب الاردني والشعوب العربية لأوسع تحركات شعبية مساندة وداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وتطالب الحكومات العربية والنظام الرسمي العربي وقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني واغلاق السفارات كأبسط رد على الاعتداءات الصهيونية المستمرة.