الحياة لا تعلمنا كيف نحب!

 

أخبار البلد- منذ أن نبدأ رحلة العلم منذ الصغر وحتى وصولنا لنهايات تلك الرحلة.. لا احد يعلمنا كيف نحب.. فالحب لا نجده بالكتب تماماً كمشاعر الأمومة لا أحد بالحياة يعلم المرأة كيف تكون أم فيما يتعلق بارتباطها الوجداني بأطفالها وكيف تحبهم.

بالحياة نتعلم الكثير نتعلم كيف نرتب حروف الأبحدية ونصيغ منها ما يمكننا من التعبير عن أنفسنا والتواصل مع الآخرين وتلقي العلم بكافة أشكاله.. ولكنها لا تعلمنا ماهية الحب ولم يتوصل العلم بالرغم من كل تطورات الحياة ليتحكم بمشاعر الإنسان ويوجهه لحب إنسان دون آخر.

الحب لا يعلم أبداً ولا يخضع لمقايس الحياة والتجارب التي يخوضها الآخرون.. لأنه ما أن يبدأ بطرق أبواب القلب يشكل حالة خاصة يعيشها فقط من يحب فلا يرى بالحياة سوى تلك المشاعر التي يحياها ولربما تكون من اجمل ما يمر به الانسان.

نقضي سنوات عديدة من أعمارنا ونحن نتعلم من الحياة ومن الآخرين ومن أنفسنا وكل ما يمر بنا يغير بنا الكثير من قناعاتنا ومن فكرة «الأبدية» بالعلاقات وبالصدق والعطاء والعدالة بالحياة.. ولكننا أمام الحب لا تعلمنا الحياة كيف نحب ولماذا نحب ولا تحدد لنا كمية الصدق بمشاعرنا.. فقط قلوبنا هي التي تقودنا نحو الآخر فلا نتعلم إلا من خلال تلك التجارب التي نخوضها نحن فقط.

كثيرة تلك القلوب التي كانت تتمنى لو أن الحب يخضع لفكر «التعلم» بحيث يمكننا قبل أن نُحب نتعلم كيف نُحب وكيف نعطي.. ومتى يمكننا أن نتوقف عن الحب الكثير بحيث نحمي وجودنا ونبتعد عن أي ألم أو حزن.. نتعلم كل ذلك لياتي الحب محملاً بالفرح لا يحتمل الخطأ ولا الندم.

ولكن الحب باختلاف أشكاله وصوره لا يمكننا أن نتعلمه لأنه مساحات خارج حدود المألوف.. لا يخضع مطلقاً لحسابات مسبقة نحددها نحن أو الحياة.. ولا يمكننا أن نستبق مصيرنا به إلا بعد أن نكون قد بدأنا ولا خيار بالعودة... فالقلوب عندما تحب لا تعود أبداً كما كانت.

ولأن الحب لا تعلمنا إياه الحياة.. فقد لا يكون كافياً لتنجو قلوبنا منه.. لكنه كافياً لأن ندرك بعده بأنه حقيقة مختلفة نرفضها أحياناً ونحملها ما أصابنا من وجع وخيبات وأمنيات لم تأتي كما نريد.

ليبقى «الحب» محطة من محطات العمر التي لا تنسى ومن مروا بها وحدهم يدركون أن الوصول للمحطة الأخيرة لا يحول بينهم وبين إعادة الرحلة من جديد لو كان الخيار لهم.