همس الوطن
-، البارحة جفاني النوم ، لا أشعر بالنعاس ، سهرت بدون قلق إلا على وطن يحاصرني ، يكاد يخنقني بدخان فوضاه ، أتقلب في الفراش ، أصارع النوم كما يصارع بعضنا لقمة العيش ، فإن وجدوها فهي مغموسة برعب ما بعدها ،قد يتأخر مجيؤها وربما تهرب لزمن يقتل براءَة الأطفال بما صنعت أيدي الكبار ، لحظة طرش أو تطنيش في حمأة حق يكاد يستحيل فتنة ، حين يهرب المُحِقّون من سماع همس الوطن ، وهم يشنّفون الآذان لفحيح الأفاعي ، تفح سمومها لغرض في نفس يعقوب ، وما يعقوب هذا بيعقوبنا ، إن هو إلا رأس حربة وعنوان فتنة لفوضى في الأردن ، وربما لمخطط يحمل ما هو أكثر من الفوضى ، ممن يتكفلون بإجهاض مسيرة الإصلاح الأردنية ، أو من أؤلئك الذين تعهدوا لجهات مأزومة ، أن يُحمِّلوا الأردن جزءاً من هذه الأزمة المستفحلة ، والتي أودَعَتْ سبع البرمبة في قفص أشبه بقفص حسني مبارك ، أو بالجلوس على خازوق التماهي مع حبيبه القذافي ، وإلا ما معنى أن يتمترس البعض في خندق العداء للوطن ،في سعي محموم لتأليب الناس على بعضها دون مسوغ ...؟
- الغريب في الأمر أن السيوف الخشبية شُرِّعت ، ألسنة السوء لمعت ، الأفاعي فحت ، العُصابية تشنجت ، الراديكالية تمترست والغوغائية تعمقت ، واختلط الحابل بالنابل فيما يهود للأردن ولفلسطين بالمرصاد ، يدفعون بكل قوة لإجهاض كل أمل لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، ويسعون بكل وسيلة لإضعاف النظام الأردني ...لماذا...؟ ، سؤال برسم الوطنية الأردنية .
الحقيقة تُصرّح...!
- في الجواب على السؤال أعلاه وقد أودعناه في الضمير الوطني الأردني ، نراه من وجهة نظر الحقيقة يذهب بنا إلى أبعد مدىً فيما يتعلق بقضية فلسطين ، ومن ثم إلى طبيعة الإشتباك الأردني بكل أبعاده السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية ، التاريخية ، الجغرافية ، الأمنية ، الديموغرافية في الماضي ، الحاضر والمستقبل ، ويأخذنا هذا الإشتباك كسبب أساس لكل أشكال التآمر على الأردن ، ليس من جانب اليهود مباشرة فحسب ، إنما أيضا من جانب أولئك الذين أوصلونا بقصد أو بغير قصد إلى الفوضى وإختلاط الحابل بالنابل...! فهل حان الوقت ليهتز الضمير الوطني الأردني بوقفة تأمل عقلانية...؟ وهل نلملم فوضانا ونضع مسيرتنا الإصلاحية في إطارها الأردني الناجز ، بعد كلام جلالة الملك للنواب ، وقد قطع الملك قول كل خطيب...؟ ، أليس من الواجبه الوطني أن نُتيح للملك ، الدولة والحكومة مساحة للتصدي للمعضلات الحقيقية ، إن فيما يتعلق بالكيّد اليهودي ، الغموض الذي يحيط بالوضع الفلسطيني ، إن من حيث الإشكاليات التي تجددت في مسيرة المصالحة الفلسطينية ، أو من جهة ما يبدو بياتا شتويا للحراكات الفلسطينية لإنجاز قيام الدولة الفلسطينية العتيدة ، أما عن حالة الإستعصاء المتفاقمة لحظة بلحظة في سورية فحدث ولا حرج ،لأن ما يؤشر عليه هذا الإستعصاء من تداعيات مرعبة ، ليس على سورية ومحيطها الجغرافي فحسب ، إنما على الوضع العام في الشرق الأوسط والعالم .
أهل الأردن...!
- ليس لعاقل أن يُنكر على الأردنيين أسباب حراكهم ، أو أن يتجاهل مطالبهم مهما يشوبها من فوضى ، وليس من السهولة أن تجد بين الأردنيين من يكيد لوطنه عن وعي ،وإن كان الأمر لا يخلو من بعض المؤطرين بأجندات خارجية ، لكن مثل هؤلاء على ندرتهم مؤثرون جدا ، لما يتمتعون به من ذكاء وقدرات إنتهازية ، ومعرفة الأوتار الحساسة التي تحاكي مشاعر الشباب الأردني حين العزف عليها ، وهي مشاعر ناجمة في بعض جوانبها عن واقع موضوعي كالفقر والبطالة ، تآكل الطبقة الوسطى ، الفساد بأشكاله المختلفة المالي ، الإداري ، الواسطة والمحسوبية وغيرها ، وبعض هذه المشاعر العاطفية الناتجة عن مآلات ما يسمى الربيع العربي ، لكن الأخطر هو برنامج مخادع يعمل على تسويقه مؤطرون في أجندات جهنمية ، عبر سياقات من المفردات الإنقسامية المدمرة للوطن ، وهو طُعُم من السم الزعاف إبتلعه البعض وراح يردد نغماته النشاز ، بغير إدراك لمدى ما يحمله هكذا برنامج من مخاطر لن تبقى ولن تذر ،،،فهل حان الوقت لنصغي لهمس الوطن...؟
نبيل عمرو-صحفي أردني
nabil_amro@hotmail.com
- الغريب في الأمر أن السيوف الخشبية شُرِّعت ، ألسنة السوء لمعت ، الأفاعي فحت ، العُصابية تشنجت ، الراديكالية تمترست والغوغائية تعمقت ، واختلط الحابل بالنابل فيما يهود للأردن ولفلسطين بالمرصاد ، يدفعون بكل قوة لإجهاض كل أمل لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، ويسعون بكل وسيلة لإضعاف النظام الأردني ...لماذا...؟ ، سؤال برسم الوطنية الأردنية .
الحقيقة تُصرّح...!
- في الجواب على السؤال أعلاه وقد أودعناه في الضمير الوطني الأردني ، نراه من وجهة نظر الحقيقة يذهب بنا إلى أبعد مدىً فيما يتعلق بقضية فلسطين ، ومن ثم إلى طبيعة الإشتباك الأردني بكل أبعاده السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية ، التاريخية ، الجغرافية ، الأمنية ، الديموغرافية في الماضي ، الحاضر والمستقبل ، ويأخذنا هذا الإشتباك كسبب أساس لكل أشكال التآمر على الأردن ، ليس من جانب اليهود مباشرة فحسب ، إنما أيضا من جانب أولئك الذين أوصلونا بقصد أو بغير قصد إلى الفوضى وإختلاط الحابل بالنابل...! فهل حان الوقت ليهتز الضمير الوطني الأردني بوقفة تأمل عقلانية...؟ وهل نلملم فوضانا ونضع مسيرتنا الإصلاحية في إطارها الأردني الناجز ، بعد كلام جلالة الملك للنواب ، وقد قطع الملك قول كل خطيب...؟ ، أليس من الواجبه الوطني أن نُتيح للملك ، الدولة والحكومة مساحة للتصدي للمعضلات الحقيقية ، إن فيما يتعلق بالكيّد اليهودي ، الغموض الذي يحيط بالوضع الفلسطيني ، إن من حيث الإشكاليات التي تجددت في مسيرة المصالحة الفلسطينية ، أو من جهة ما يبدو بياتا شتويا للحراكات الفلسطينية لإنجاز قيام الدولة الفلسطينية العتيدة ، أما عن حالة الإستعصاء المتفاقمة لحظة بلحظة في سورية فحدث ولا حرج ،لأن ما يؤشر عليه هذا الإستعصاء من تداعيات مرعبة ، ليس على سورية ومحيطها الجغرافي فحسب ، إنما على الوضع العام في الشرق الأوسط والعالم .
أهل الأردن...!
- ليس لعاقل أن يُنكر على الأردنيين أسباب حراكهم ، أو أن يتجاهل مطالبهم مهما يشوبها من فوضى ، وليس من السهولة أن تجد بين الأردنيين من يكيد لوطنه عن وعي ،وإن كان الأمر لا يخلو من بعض المؤطرين بأجندات خارجية ، لكن مثل هؤلاء على ندرتهم مؤثرون جدا ، لما يتمتعون به من ذكاء وقدرات إنتهازية ، ومعرفة الأوتار الحساسة التي تحاكي مشاعر الشباب الأردني حين العزف عليها ، وهي مشاعر ناجمة في بعض جوانبها عن واقع موضوعي كالفقر والبطالة ، تآكل الطبقة الوسطى ، الفساد بأشكاله المختلفة المالي ، الإداري ، الواسطة والمحسوبية وغيرها ، وبعض هذه المشاعر العاطفية الناتجة عن مآلات ما يسمى الربيع العربي ، لكن الأخطر هو برنامج مخادع يعمل على تسويقه مؤطرون في أجندات جهنمية ، عبر سياقات من المفردات الإنقسامية المدمرة للوطن ، وهو طُعُم من السم الزعاف إبتلعه البعض وراح يردد نغماته النشاز ، بغير إدراك لمدى ما يحمله هكذا برنامج من مخاطر لن تبقى ولن تذر ،،،فهل حان الوقت لنصغي لهمس الوطن...؟
نبيل عمرو-صحفي أردني
nabil_amro@hotmail.com