شارع العرايس...الامير محمد الزرقاء


في مشواري الصباحي الذي أسلك طريقه على الأقدام مشيا ًاقتادتني قدماي ، صوب جهة مستشفى الزرقاء الحكومي متوجها لمنطقة سنتر المدينة ، من شارع الأمير محمد وأخذت ممرا ًلي الجهة اليمنى للشارع وانا متجه للجنوب.



حيث مررت من باب المستشفى الرئيسي ومررت من أمام محل غسل الموتى وتجهيزهم ، كنت أتمشى مستأنسا ًبأشعة الشمس الصباحية ، ًالتي لا تكاد تضفي جزء ً من حرارتها الغير مرتفعة لأكتسب قصطا ًمن حرارة أشعتها ، لان الساعة عقاربها تدور حول العاشرة .



وسلكت الطريق ماشيا ً على الرصيف الغريب علي كابن للزرقاء ومن أوائل سكانها ، كان نصيبنا بفضل الله واختيار والدي مكان سكنانا هي الزرقاء ، وقطعت مسافة من الرصيف ليس بالهينة وأنا لم أرفع بصري من على الرصيف الغريب علي والعجيب .



لمن يشاهده وأتعجب وكأنني غريب على الشارع ، وعلى مدينتي التي أحب ، والزرقاء التي لم أعرف مدينة غيرها ، وتنبهت أكثر للرصيف زاهي الألوان بنوعية تبليطه ، وطريقة صف البلاط المختلف الذي جيء به من كل معمل بلاطة من الستوك .



وُبلط كل محل امام مدخله على الرصيف عالي المناسيب كل حسب مزاجه ، وحسب عدد بلاطاته المختلفة التي تكاد تتعثر بأبسطها لأن إرتفاع كل محل يختلف عن جاريه... ويرافقك ذلك



المنظر حتى تصل تقاطع Tمع شارع الفاروق.

هنا تعرف أن التوحيد في السفلتة بدء والإختلاف بالبلاط إنتهى وأنت دخلت حدود منطقة أخرى ، من مناطق بلدية الزرقاء التي تخضع كل منطقة بنظام عن غيرها ، حسب رؤية مديرها وموظفيها بالكاد يكونون من فصيلة واحدة ، وأقرباء بالعشائرية لبعضهم البعض .



ولا يستطيع أحد منهم أن يفرض رأيه على الآخر، ولا يستطيع أن يتجرأ على طلب ولو وظيفي كان... ومن واجب الموظف تنفيذ أمر مديره ، يجب أن يكون ولكن لتقارب الموظفين لبعضهم جعل من الشارع مكره صحية ، خاصة على جوانب الشارع يمنة ً ويسرى لا نظافة ولا تنظيم .



وحتى السير في منطقة مخابز جواد تكاد الرقابة من قبل رجال السير مفقودة ، لأمور لا نعرف من وراء التناسي والتغاضي عنها وعن منطقة حسبة الغويرية التي لا تخلو من أزمة سير كل فترة النهار وجزء من الليل.



يا هل ترى من المسؤول عن عدم تنظيم رصيف شارع الأمير محمد بدء ً من شارع الفاروق لغاية دوار الحاووز.... المعلم الثاني بعد قصر شبيب.... القصر الأثري المغمور والمنسي من ذاكرة التاريخ الزرقاوي، الذي لا يعرفه بأدق تفاصيله غير.



الشيخ عبد الباقي جمو الذي ولد في الزرقاء ولم تكن زرقاء بعد بل كانت خضراء بسيلها ، خصبة بتربتها قطنها الشيشان لعذوبة مائها وكان أول رئيس بلدية منهم ، الذي أدخل الكهرباء لها بعد غزة في فلسطين . .



وأنشأ الأتراك فيها محطة سكة حديد كخدمة لسكانها من عشائر الشيشان ، الذين قطنوها بعد أن هاجروا من بلادهم بحثا ًعن الأمن والأمان ، الذي وجدوه في الأردن، الآمن أيام الحكم العثماني الذي تآمر عليه العرب وغدر بهم الانجليز وحلفائهم.



ونقضوا العهود معهم بعد أن هزمت تركيا ، وأنكسر عسكرها وأفل نجمها وضعفت قوتها وأنكسرت شوكتها ، وتلاشت حدودها وأنفصلت لدويلات متناثرة المناطق العربية التي كانت من ملكها



وتحت حكمها .



وبعد ذلك أنشأت قوة الحدود معسكرا لها في الزرقاء ،ومن ثم كبرت الزرقاء لتصبح ثاني أكبر مدينه بعد عمان، لكن الإهمال بها مقصود أم غير مقصود لا نعلم .



لأن موازنتها لا تكاد تكفي لدفع رواتب موظفيها الذين يتقاضون رواتب على حساب خدماتها ونظافتها وتنظيمها المفتقد، في كثير من أحيائها خاصة في الثلاث سنوات الأخيرة من عمرها ولغاية يومنا هذا .