"الاتحاد الوطني" وقبيلة بني حسن يتفقان على توقيع وثيقة تحالف وتنسيق

اخبار البلد_ اتفق حزب الاتحاد الوطني الأردني وعشائر قبيلة بني حسن على توقيع وثيقة تحالف وتنسيق مشترك، في خطوة تعتبر ميلادا جديدا للحزب وتؤسس لتحالفات أخرى.

وقال رئيس الحزب الكابتن محمد الخشمان، لدى استضافة "الاتحاد الوطني" لشيوخ عشائر بني حسن في مقره، إن "الظروف التي تمر بها المملكة، والأوضاع الإقليمية في الدول المجاورة، تستدعي من الأردنيين جميعا التوافق على جوامع مشتركة، من شأنها حماية الوطن والانتقال به إلى شط الأمان".

وبين الخشمان، خلال اللقاء الذي ضم شيوخا ووجهاء من مختلف محافظات المملكة، أن "بناء الوحدة الوطنية وصونها، عبر توافقات اجتماعية – سياسية، هو السبيل لحماية الثرى الأردني الطاهر مما يحاك ضده من مؤامرات".

وأشار الكابتن الخشمان أن "قيادة الاتحاد الوطني لمست، خلال جولاتها في المدن والقرى والمخيمات، نبض أردني وحدوي حقيقي، بعيد تماما عن العصبيات المقيتة، وغايته المصلحة الوطنية العليا".

وأكد الخشمان أن "الأردنيون بمختلف تنويعاتهم وحدويون بالفطرة، فهم جميعا في خندق الدفاع عن الأردن وفلسطين"، متمسكا بـ "حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة وتقرير المصير، دون أن ينتقص ذلك من حقوقهم كمواطنين أردنيين شركاء في مسيرة الأردن ونماءه".

ورأى الخشمان أن "توفير المظلة التنظيمية لهذا النبض، وتأطيره في نسق حزبي، هو الرافعة الحقيقية لبناء أردن المؤسسات، القوي بسلطاته الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية".

وفي الوقت الذي اعتبر فيه الخشمان أن "أواصر القربى، العائلة والعشيرة والقبيلة، تعد الخلية الأولى في التكوين الاجتماعي الأردني"، أكد أن "الأحزاب القوية، ذات البرامج الواضحة، هي الرافعة الحقيقية للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والخطوة الأولى للخروج من الأزمة التي تعترض المملكة".

وذهب الخشمان إلى القول إن "انضمام العشائر إلى الأحزاب، وتفاعلها من خلالها، يؤسس لقاعدة صلبة، يمكن الانطلاق منها إلى فضاءات المعالجات الحقيقية للقضايا والملفات الوطنية".

وفي مبادرة، تبناها شيوخ بني حسن، دعا الخشمان شيوخ عشائر القبيلة إلى توقيع وثيقة تحالف وتنسيق مع الحزب، تقضي بتضامن يكفل المشاركة السياسية المنظمة الكاملة، التي تحقق التضامن والتكافل، وتسهم في صرح الديمقراطية الأردنية.

وكشف الخشمان أن "وثيقة التحالف، التي سيصار إلى صياغتها وتوقيعها لاحقا، تعتبر مقدمة لتحالفات أخرى، من شأنها تجميع مكونات الشعب الأردني خلف واجهة حزبية واحدة".

وفي المقابل، قال الشيخ ضيف الله القلاب إن "عشائر بني حسن كافة تنشد الوحدة الوطنية خلف القيادة الهاشمية، ليكون كل الأردنيين عصبة واحدة في مواجهة ما يحاك للوطن، وساعد واحد لبناء المنجز الأردني".

وأعلن القلاب أن "شيوخ عشائر بني حسن يؤيدون إبرام الوثيقة، ويرون أنها تؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ الدولة الأردنية، فالوحدة والاتحاد هما المصير المحتوم للأردنيين كافة".

وعرج القلاب – في حديثه – على ما تتعرض له العشائر من تحييد منظم، معتبرا ذلك يأتي في سياق "النيل من وحدة واستقرار المملكة"، ومشددا أن "العشائر الأردنية، بتعدد ثقافاتها، ستبقى الركن الراسخ في الأردن، الشديد على أعداء الوطن".

ونفى الشيخ القلاب وجود منابت متعددة للأردنيين، مؤكدا أن "الجميع يعود إلى آدم، وهو منبت واحد لكل الأردنيين، الذين هم من عشيرة واحدة، تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني".

وجدد القلاب تأكيده على وحدة الأردنيين، وقال "كلنا أردنيون لأجل الأردن ومصالحه، وفلسطينيون من اجل استرجاع الأرض المحتلة وتخليص الأقصى من براثن الاحتلال"، مؤكدا "الأردنيون عصبة واحدة".

وتسائل القلاب عن الفاسدين، معتبرا أنهم "لا يمتون إلى تراب الأردن بصلة"، فهم – وفق قوله – "ليسوا من أحرار الأردن".

واتفق الشيخ محمد الزيود مع ما ذهب إليه القلاب، وقال إن "الأحزاب الوطنية بنيت على أكتاف العشائر الأردنية، لكنها كانت – في بداية الحقبة الديمقراطية – تحمل أبعادا ذات سمات شخصية، لكنها تطورت وبات بعضها اليوم حزبا حقيقيا يعبر عن آمال وآلام الأردنيين".

 وبين الزيود أن "الاتحاد الوطني ما هو إلا تعبير عن مصلحة الوطن والمواطن"، مؤكدا وجوب أن "يقبض الأردنيون على جمر الصالح العام حتى يسير الوطن إلى الأمام، وبما يحقق آمال الأردنيين كافة".

وجدد الزيود التأكيد أن "الهاشميين بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني هم صمام الأمان للأردن، وعنوان تطوره وتقدمه".

وبدوره، اعتبر أمين عام حزب الاتحاد الوطني الأردني محمد أرسلان أن "وثيقة التحالف تشكل ميلادا جديدا للحزب، وتهيئ الفرصة لنقلة نوعية في عمل الاتحاد الوطني، قوامها تحالف يشمل تنويعات الشعب الأردني في بوتقة واحدة، غايتها المصلحة الوطنية".

وأفصح أرسلان عن "توجهات إقليمية ودولية ترغم الأردن على انتهاج سياسات، واتخاذ قرارات، تستدعي التنبه، ومجابهتها بأفكار وبرامج وطنية، تعبر عن قطاعات المجتمع كافة".

وأكد أرسلان أن الطريق أمام الأردن واضح، رغم ما فيه من تحديات، سواء على الصعيد المحلي، حيث يقود جلالة الملك إصلاحات تاريخية، أو الخارجي حيث الإقليم ينشغل باضطرابات الربيع العربي، فيما القضية الفلسطينية قد دخلت منعطفا حادا، وفي هذا الجانب هناك رؤية أردنية واضحة يعبر عنها سيد البلاد.

وتطلع الشيخ غاندي السرحان – في كلمة ألقاها – إلى "تطور دور الأحزاب الأردنية، وصولا إلى تشكيل حكومات وطنية – برلمانية"، معتبرا "انضمام العشائر إلى الأحزاب الطريق إلى ذلك".

وبين السرحان أن "المتتبع لمسيرة الاتحاد الوطني يتبدى له حقيقة مسعى الحزب، الهادف دمج العشائر الأردنية والفلسطينية في بناء حزبي برامجي، غايته بناء وطن يسوده الرخاء".

وفي مداخلة، رفض الشيخ صبحي السعايدة، وهو من محافظة الطفيلة، تسمية "الأغلبية الصامتة" الدارجة محليا، وقال "نحن من يصفوهم بالأغلبية الصامتة، والحقيقة أن هذه الأغلبية هي صوت العقل والحكمة الأردنية، في القرى والبوادي المخيمات، الساعي إلى الحفاظ على المنجز الأردني وصونه من العابثين به".

وبين الشيخ السعايدة أن "الأغلبية الحكيمة باتت متهمة اليوم بالصمت، وهي على غير ذلك، حيث يعرف الجميع مواقف هذه الأغلبية في الشدائد".

وتندر السعايدة على محاولات أطراف محلية، ذات أجندات خارجية، التحذير والتهديد من مخططات تستهدف الأردن، ومن بينها الوطن البديل، مؤكدا أن "الأردن بكل تنويعاته صف واحد دفاعا عن هذا الحمى الهاشمي، وكذلك الأردنيون كافة مقاتلون من اجل فلسطين وحق شعبها في العودة وتقرير المصير".

ومن جهته، قال الوجيه خالد الشمري، من محافظة معان، إن "الظرف الذي يشهده الأردن استثنائي على مختلف الصعد، ويستدعي التصدي له عبر الأطر الحزبية والتنظيمية، باعتبار العشيرة كيان جزئي من البناء الحزبي، وليست بديلة عنه".

ونبه الشمري إلى الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة، والمنطقة أيضا، مشيرا إلى سياسات غربية لها أجندات خاصة في المنطقة.

واعتبر الشمري الأردن "وطن للجميع، والأحزاب – باعتبارها الكيان الوحدوي للبنى الاجتماعية – هي الإطار الأوسع، الذي تنطوي فيه مختلف العشائر، والقادر على إيصال الأردنيين إلى غاياتهم الوطنية، سواء تلك ذات الطبائع السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية".

وساق الشيخ هاشم الواكد الفاعوري، من شيوخ السلط - البلقاء، الرؤية السياسية في سياقات دينية وتراثية، معتبرا أن "التعبيرات التجميعية للمواطنين، سواء كانت عشيرة أو حزبا، هي اطر دفاعية عن المصلحة الوطنية تستند إلى رؤى وبرامج واضحة".

وبين الشيخ الفاعوري أن "انضمام العشائر للأحزاب يعتبر دفعة قوية لمكانة الاثنين معا، ويؤسس لفهم حقيقي للواقع المعاش".

وعرض الفاعوري لما تشهده المملكة من تقدم تحقق في عهد الهاشميين، وما تعزز بين يدي جلالة الملك عبد الله الثاني، داعيا الأردنيين إلى "الصبر والعمل الجاد للخروج من الأزمة الوطنية".

وفي رده على كلمات ومداخلات شيوخ عشائر قبيلة بني حسن، قال رئيس الحزب إن "الاتحاد الوطني انطلق من بيوت الأردنيين تحت شعار الله - الوطن - الملك – المواطن".

وبين الخشمان أن "الحزب ينتهج الديمقراطية في مختلف قراراته، وغايته بناء العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد والمفسدين، وتعزيز بناء الأردن الأنموذج".

وشدد الخشمان أن "الاتحاد الوطني يهدف إلى بناء الغد الأردني عبر تعزيز مكانة البنى الاجتماعية، وتأطيرها في بناء حزبي برامجي، وصولا إلى تحمل المسؤولية الوطنية في مظلة القيادة الهاشمية".

وفي نهاية اللقاء، أعلن شيوخ عشائر قبيلة بني حسن، الشيخ ضيف الله القلاب، الشيخ نايف فارس الخوالدة، الشيخ شاكر الشديفات، الشيخ محمد كريم الزيود، الشيخ فارس الخلايلة، والشيخ عبد الله أبو دلبوح، عن تحالفهم مع حزب الاتحاد الوطني الأردني، وانضمامهم إلى الوثيقة التي ستوقع لاحقا.

ووقع "الاتحاد الوطني" – في وقت سابق – اتفاقيات تفاهم وتنسيق مع عدد من الأحزاب الوسطية والوطنية، في خطوة تهدف إلى التأسيس لحقبة وطنية جديدة، عنوانها المصلحة الوطنية.