والدة المدونة إيناس: طعنوا ابنتي باسم الملك والأمير

اخبار البلد_أكدت والدة الناشطة الطلابية المدوّنة إيناس مسلم، أن الملثم الذي طعن ابنتها قال لها أثناء الاعتداء إن "هذه الطعنة باسم جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسن".
وكانت مسلّم تعرضت مساء أمس الاثنين للطعن من قبل ملثم مجهول بعد يومين من نشرها مقالاً على صفحتها عبر "فيسبوك" انتقد تصريحات لولي العهد السابق الأمير الحسن بن طلال، كان أدلى بها يوم الجمعة الماضي لبرنامج ستون دقيقة الذي يبثه التلفزيون الأردني.
وخضعت الشابة، وهي طالبة بالجامعة الأردنية وناشطة في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة (ذبحتونا)، لعملية جراحية صباح اليوم في مستشفى (لوزميلا) في جبل اللويبدة.
نور التركماني والدة الناشطة إيناس، قالت لـ"السبيل" إن "وضعها الصحي يستقر تدريجياً".
وأضافت أن "جلالة الملك لا يرضى بمثل هذه الاعتداءات، ونناشده التدخل للكشف عن الجناة".  
وأكدت التركماني وهي تجلس إلى جانب ابنتها في وحدة العناية الحثيثة، أنها ستقاضي وزير الداخلية محمد الرعود، وحتى رئيس الوزراء عون الخصاونة إن استدعى الأمر، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها مصدر أمني لبعض وسائل الإعلام المحلية اليوم، قال فيها إن "عملية الاعتداء على الفتاة تقف خلفها أسباب عاطفية".
وقالت التركماني إن "مثل هذه التصريحات المكشوفة، تعبر عن دناءة مطلقيها"، داعية مدير الأمن العام حسين هزاع المجالي إلى تقديم استقالته على خلفية التصريحات.
وزادت: "بدل أن نقدم للمجتمع مشاريع ثقافية تنويرية، قدمنا برامج تخلفية وأعمال بلطجة".
وكانت الناشطة إيناس تعرضت للطعن أثناء خروجها من دارة الفنون في جبل اللويبدة، ما أدى إلى إصابتها بجروح عميقة في منطقة البطن.
وجاء في مقال الناشطة على مدونتها: "عزيزي سمو الأمير، هل حقاً ترانا بتلك السخافة، يمكنك النزول إلى ساحاتنا وقت ما شئت وتنخيلنا، نحن شعب لسنا أبناء قصور، وذوونا ليسوا أصحاب سمو، ولا يسبق اسمنا ألقاب ملكية، ولكن رضعنا الكرامة من تراب الوطن الذي سففناه جوعاً، وتعلمنا كيف نفكر وكيف نميز عقولنا عن غيرنا وكيف نصبح نخبة بما لا فضل لكم به، فبأي حق تنخلونا سموّكم؟".
وكانت تصريحات الأمير الحسن قد أحدثت جدلاً واسعاً في الشارع؛ اضطرت على إثره جهات مسؤولة في الديوان الملكي، للتأكيد أن الأمير لا يتحدث بأي صفة رسمية، وأنه أدلى بتصريحاته بوصفه مثقفاً ومفكراً وأميناً عاماً لمنتدى الفكر العربي.
واعتبر الأمير الحسن في تصريحات صحافية الأحد أنه جرى تحميل كلمة "التنخيل" أكثر مما تحتمل، وأوضح في لقاء بمنتدى الفكر العربي بعضاً مما اعتبر أنه فهم خطأ في تصريحاته.
من جهته؛ زار وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة راكان المجالي، اليوم الثلاثاء، مستشفى لوزميلا للاطمئنان على صحة الناشطة إيناس.
واستنكر المجالي خلال الزيارة الاعتداء على الطالبة. وقال إن "الاعتداء على إيناس اعتداء علينا جميعا، وإن الحكومة ترفض هذه الممارسات الغريبة على مجتمعنا الأردني، وعلى أخلاق الشعب الأردني الكريم".
وجاء في بيان للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة (ذبحتونا) أن الناشطة إيناس مسلم، تعرضت للطعن في بطنها من قبل شخص مجهول كان يرتدي قفازات وغطاء على الوجه والرأس، "حيث قام بالهجوم عليها قرب دارة الفنون في منطقة اللويبدة".
ولفت البيان إلى أن هذا الحادث جاء "بعد يوم من كتابة الناشطة لمقال على مدونتها تحت عنوان تي نخل.. تي نخل"، وذلك في إشارة لكلمة وردت في تصريحات الأمير الحسن؛ تحدث فيها أنه كان يود الذهاب لاعتصام للمعارضة في عمان لـ"تنخيل" من فيه، وهو ما اعتبرته الحركات الشعبية ومعارضون إساءة وتهديدا لهم.
وأعربت الحملة عن استغرابها من "قيام بعض وسائل الإعلام بمحاولة تحريف مسار التحقيق في القضية".
واستنكرت "تحويل القضية وتقزيمها من ملف يتعلق بالحريات العامة إلى قصة عاطفية، وهو الأسلوب المبتذل الذي يفترض أن نكون قد تجاوزناه في ظل الثورات العربية".
من جانبه، اكتفى الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب،  بالقول إن "التحقيق في الحادث لا يزال جارياً، وعلينا التمهل قبل إطلاق التصريحات".