الخبيران الصناعيان القصراوي وأبو حلتم يكشفان المخاطر الكارثية لزيادة تكلفة الطاقة على القطاع الصناعي

*القصراوي: الطاقة من أخطر المواضيع التي من الممكن أن تؤذي القطاعات الصناعية

*أبو حلتم: تخفيض كلف الطاقة كما صرح الخصاونة لم يكن بحجم طموح القطاع الصناعي


أخبار البلد - محمد نبيل

عقدت لجنة تسعير المشتقات النفطية الخميس الماضي، اجتماعها الشهري لتحديد أسعار بيع المشتقات النفطية محلياً، للفترة من 1- 30 ايلول 2023 حيث تم استعراض الأسعار العالمية للنفط الخام والمشتقات النفطية خلال شهر آب، ومقارنتها بمثيلاتها لشهر تموز الماضي.

وبعد تطبيق المعادلة السعرية وفقا للأسعار العالمية على كافة المشتقات النفطية، فقد تبين ارتفاع سعر البنزين 90 بمقدار (40) فلسا/ لتر، وارتفاع سعر البنزين 95 بمقدار (40) فلسا / لتر ، وارتفاع سعر السولار بمقدار (85) فلسا / لتر.
 
وعليه قررت لجنة تسعير المشتقات النفطية رفع سعر بيع البنزين اوكتان 90 ليصبح (960) فلسا / لتر بدلا من (920) فلسا/ لتر ، ورفع سعر بيع البنزين اوكتان 95 ليصبح (1205) فلسا/ لتر بدلا من (1165) فلسا / لتر، ورفع سعر بيع السولار ليصبح (800) فلس / لتر بدلا من (715) فلسا / لتر .

كما قررت اللجنة تثبيت سعر الكاز لشهر ايلول 2023 عند سعر (620) فلسا / لتر والإبقاء على سعر اسطوانة الغاز عند سعر 7 دنانير للاسطوانة.

لكن، وقبل ما ذكرناه سابقاً، دعونا نستذكر تصريحات دولة رئيس الوزراء بشر الخصاونة خلال ملتقى "عام على التحديث الاقتصادي" في البحر الميت قبل أيام من الآن، والتي خالف بها قرار حكومته برفع أسعار المشتقات النفطية للشهر الحالي، حيث قال من خلالها أن تخفيض كلف الطاقة من أهم ما تحقق في رؤية التحديث، تاركاً العديد من علامات الاستفهام حول ما يقال في الحكومة، وحول ما ينفذ على أرض الواقع.

"أخبار البلد" تواصلت مع عضو مجلسي ادارة غرفة صناعة عمان والاردن تميم القصراوي، والذي أكد أن الطاقة في الصناعة تعتبر مدخل انتاج مباشر، يعني أنها تؤثر على كلفة المنتج النهائي، وعندما ترتفع الطاقة ترتفع كلفة المواد، مما يؤدي الى ارتفاع سعر المنتج على المواطن، كما أن ارتفاع الطاقة يؤثر على سلسلة الانتاج، حيث أن النقل الداخلي، ونقل البضائع من المصانع الى السوق ستتأثر أيضاً وسترتفع وستؤثر على سعر السلعة النهائي.

وبين أن المشكلة الأساسية في الصناعة نتيجة لارتفاع الطاقة في الأردن خلافاً للدول المحيطة، سيؤدي لضعف في القدرة التنافسية لدى المصانع على التصدير بالنسبة لمحيطنا، كما أنها ستضعف قطاع الصناعة في السوق المحلي، لأن البضاعة المستوردة ستكون بسعر أقل من المنتج المحلي، لهذا فان الطاقة من أخطر المواضيع التي من الممكن أن تؤذي القطاعات الصناعية، موضحا أن نسبة المشتقات النفطية التي تدخل في كلف الانتاج تتعدى كمتوسط في جميع القطاعات الصناعية أكثر من 30%.

وأوضح أنه أصيب بسعادة غامرة وأمل كبير بسبب التزامات الحكومة برؤية التحديث الاقتصادي التي أظهرت أننا على أبواب تغيير كبير، لكن كل هذا تبخر بمجرد رفع الطاقة، حث أيقن أن ما يوجد على أرض الواقع يختلف كثيراً، وأنه لم يتم امتصاص البطالة و تحسين بيئة العمل في ظل ارتفاع الطاقة في الأردن.

وفي ذات السياق، قال عضو غرفة صناعة عمان ورئيس جمعية صناعة شرق عمان اياد أبو حلتم في حديثه لـ"أخبار البلد"، أن المشتقات النفطية هامة وتدخل في الكلف المباشرة والغير مباشرة في القطاع الصناعي،  حيث أن كلفة مادة الديزل ارتفعت بشكل كبير (80 فلس)، وجميع الشركات الصناعية تستخدم هذه المادة، الأمر الذي سيؤدي لارتفاع كلفة النقل البري والتصدير مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، كما أن العديد من الصناعات الغذائية والكيميائية والألبسة تستخدم الوقود الثقيل، والتي تدخل بشكل مباشر في كلف الانتاج.

وبين أن نسبة المشتقات النفطية التي تدخل في كلف الانتاج تتراوح من قطاع لقطاع، لكنها بنسبة أكثر من 20%، مشيراً الى أن استخدام الغاز يعتبر أقل كلفة في توليد الطاقة للقطاع الصناعي، كما أنه أكثر كفاءة وأقل تلويثاً للبيئة، لكن استخدامه يحتاج الى خطة لتوزيعه وايصاله للمصانع.

وعن تصريحات رئيس الوزراء حول تخفيض كلف الطاقة، قال أبو حلتم أن الحكومة أعادت هيكلة تعرفة الكهرباء 2022، وكان هنالك تخفيض يتراوح بحسب نوع الاشتراك، حيث أن الاشتراك الصناعي الصغير شمله التخفيض بنسبة 3%، والصناعي المتوسط بنسبة 11%، لكن الاشتراك الصناعي الكبير لم يشمله التخفيض، مؤكداً أن القطاع الصناعي يطالب بتخفيض حقيقي بما يخص التعرفة المتعلقة بالزمن.

وأوضح أن هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن قامت بعمل تجربة متعلقة بتعرفة الزمن للاشتراك الصناعي الصغير، لكنها لم تلبي طموح القطاع الصناعي، بسبب تقسيم ساعات العمل الى 3 أنواع من التعرفة، مبيناً أنه يجب اعادة النظر بهذه التجربة، لأنها أظهرت ارتفاع في التعرفة الكهربائية وليس تخفيضاً فيها.

وأكد أن تخفيض كلف الطاقة كما صرح الخصاونة لم يكن بحجم طموح القطاع الصناعي، لأن كلفة الكهرباء في الأردن للقطاع الصناعي مرتفعة اذا تم مقارنتها بدول الأقليم، داعياً الحكومة الى اعادة النظر بتسعير المشتقات النفطية بما يتعلق بالقطاع الصناعي، لأن الطاقة مدخل انتاج، حيث أن انخفاضها تزيد تنافسية القطاع الصناعي وقدرته على اختراق الأسواق وزيادة حصته السوقية محلياً ودولياً.