ما الذي أخفته الأشهر التسعة من عام 2023؟


أخبارالبلد- نسفت العبوات الناسفة المحلية الصنع الاوهام الاسرائيلية بإمكانية استعادة السيطرة على الضفة الغربية وفرض الهدوء على مدنها وقراها رغم حشدها 25 من كتائب الجيش للعمل في الضفة الغربية بشكل دائم ورغم تكثيفها لنشاطها الامني والاستخباري.
النتيجة النهائية للنشاط الامني لقوات الاحتلال خلال الأشهر التسعة الماضية من العام الحالي صفر، مقابل تطور تقني وتوسع ميداني للمواجهة شمل الخليل واريحا ورام الله، و قياسا بمجريات العام الماضي 2022 الذي طغت عليه العمليات الفردية والكتائب الناشئة في نابلس وجنين وطولكرم تميز العام الحالي بالعبوات الناسفة وعودة الحياة للفصائل الفلسطينية بخبراتها التنظيمية والتقنية.
العبوات الناسفة غيرت قواعد الاشتباك في الضفة الغربية وضاعف كلفة الاحتلال والاستيطان في مدى زمني  قصير وفرضت نفسها لتحتل عناوين الصحف والاعلام العبري؛ فالحركة بين القرى والمدن وداخلها محفوف بالمخاطر وكابوس مضاعف لجنود الاحتلال فمع كل انفجار تظهر مؤشرات جديدة على تطور الهندسة والتقنية وتتراجع في مقابله ثقة الجنود بأجهزتهم الاستخبارية وبقدرتهم على توقع ما ينتظرهم في الضفة الغربية وشوارعها.
مقابل الفشل الامني والاستخباري اجتهد قادة الاحتلال في تحقيق نصر دبلوماسي على جبهة التطبيع؛ أملًا ان ينعكس ذلك على الواقع الامني المتدهور في الضفة الغربية بربطه بمشاريع امنية للتنسيق الامني ونقل الاعباء الى السلطة الفلسطينية والى الأطراف العربية المنخرطة التي قد تنخرط في مشاريع  تطبيع جديدة.
الحراك الدبلوماسي والامني الاسرائيلي التطبيعي للاشهر التسعة الماضية من العام 2023 تحول وبشكل تلقائي الى انعكاس  للفشل الامني في التعاطي مع الضفة الغربية وقطاع غزة التي اعادت بدورها الحياة لمسيرات العودة على الحد الفاصل بين القطاع والاراضي المحتلة عام 48.
معطيات جديدة ستضيفها مسيرات العودة للربع الاخير من العام الحالي، فهل تنتهي التطورات عند هذا الحد أم يشهد الربع الاخير مزيداً من التحولات التي تجعل من العام 2023 عام التغير في الضفة الغربية وسائر الاراضي المحتلة؟