"كش فرنسا".. ربيع أفريقيا هل بدأ؟

أخبار البلد- الانقلابات العسكرية في أفريقيا ليست بجديد فمنذ عام 2012 شهدت القارة الأفريقية ما يقرب من 45 انقلابا أو محاولة انقلابية على السلطة، وذلك بمعدل 4 انقلابات أو محاولة انقلابية في العام تقريبا.

انقلاب العسكر على الرئيس علي بونغو في الغابون اليوم، يأتي بعد أيام قليلة من انقلاب في النيجر أطاح بالرئيس محمد بازوم من السلطة وسبقته 3 انقلابات أخرى في غينيا ومالي وبوركينا فاسو.

وعلى عكس الانقلابات التي جرت سابقا فإن انقلابات السنوات الأخيرة لم تكن دموية وإنما كانت سلمية وبيضاء لم ترق فيها قطرة دم واحدة.

وتزعم تقارير غربية أن روسيا ضالعة في الانقلابات والمحاولات الانقلابية التي وقعت في أفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية، إما بتدخل مباشر عبر دعم سياسي، أو عن طريق دعم عسكري من خلال مرتزقة "فاغنر" الروسية المتواجدة في أفريقيا.

فهل تؤشر هذه الانقلابات على ربيع أفريقي قادم موجه ضد فرنسا والنفوذ الغربي الاستعماري في أفريقيا مقابل تمدد روسي في المنطقة، هل تعبر عن الأوقات الصعبة التي يمر بها نفوذ فرنسا في أفريقيا؟!

فبعد انقلاب النيجر كتبت رسالة بأحرف كبيرة أمام السفارة الفرنسية في العاصمة النيجرية نيامي "فلتسقط فرنسا والإمبريالية، عاشت روسيا".

من الواضح أن ثمة فشلاً استخباراتياً فرنسياً، لأن مخابراتها لم تتوقع بكل وسائلها صعود الانقلابيين في بلد يوجد به عناصر من الجيش الفرنسي، وتسبب افتقاد فرنسا القدرة على التنبؤ بما حدث في 5 إخفاقات فرنسية، بدأت في بوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، التي استقبلت موسكو و"فاغنر" بحفاوة، ثم أخيرا النيجر والغابون.

ربيع أفريقيا يقول لنا بأن فرنسا فقدت نفوذها في مستعمراتها السابقة وأن العلاقات بين باريس ودول المنطقة ليست مثالية، خاصة مع وجود قوى أخرى في المنطقة مثل روسيا والصين وتركيا وغيرها.

تعد دول الساحل الأفريقي من أفقر دول العالم، لكنها تتمتع بثروات معدنية كالذهب واليورانيوم والفوسفات، بجانب الثروات النفطية المهمة، وهو ما أكسب المنطقة أهمية استراتيجية واقتصادية، وهو ما وضعها في دائرة الأطماع الغربية التي نهبت تلك البلاد بمساعدة عسكريين وسياسيين فاسدين، وبالتالي كانت الانقلابات العسكرية حتمية وضرورية لوقف نهب الثروات الوطنية ووقف تغول الغرب.

ويبدو أن روسيا وتركيا والصين على وشك إسقاط جميع أحجار الشطرنج الفرنسية وحتى الغربية عن رقعة أفريقيا السمراء الفقيرة المنهوبة، وأخذ مكانها في القارة السمراء.